ما ورد في أنه يخرج من قرية يقال لها كرعة

البريد الإلكتروني طباعة

ـ« يا سلمان إن الله بعث أربعة ( آلاف ) ألف نبي ( ويحتمل أن أصله أربعة وعشرين ومئة ألف نبي كما ورد في روايات كثيرة ) وكان لهم أربعة ألف وصي وثمانية ألف سبط ( كذا ) فوالذي نفسي بيده لأنا خير الأنبياء ووصيي خير الأوصياء وسبطاي خير الأسباط . . في حديث طويل قال فيه بعد أن عدد الأئمة من أهل بيته ثم يغيب عنهم إمامهم ما شاء الله ، ويكون له غيبتان إحداهما أطول من الأخرى . ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رافعا صوته : الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي ، قال علي : فقلت : يا رسول الله فما تكون هذه الغيبة ؟ قال : أصبت ( الصمت ) حتى يأذن الله له بالخروج ، فيخرج من اليمن من قرية يقال لها أكرعة ، على رأسه عمامة متدرع بدرعي متقلد بسيفي ذي الفقار ، ومناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، ذلك عند ما يصير الدنيا هرجا ومرجا ، ويغار بضعهم على بعض ، فلا الكبير يرحم الصغير ولا القوي يرحم الضعيف ، فحينئذ يأذن الله له بالخروج »

ملاحظة : وردت في مصادرنا الشيعية عدة أحاديث صحيحة السند عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ، حول اليماني الذي يظهر قبل الإمام المهدي عليه السلام ، ويكون من أنصاره عند ظهوره . وذكرت بعض الأحاديث أنه يظهر في صنعاء وأنه من ذرية زيد بن علي بن الحسين . . الخ . وسوف تأتي في محلها إن شاء الله . ووردت في المصادر السنية عدة أحاديث متعارضة حول اليماني أو القحطاني ، بعضها يذكر أنه يظهر قبل المهدي ، وبعضها يذكر أنه يظهر بعد المهدي ، وبعضها يذكر أنه هو المهدي . وبعضها ينفي أن يكون المهدي يمانيا أو قحطانيا . وبعضها يظهر فيه أثر الاختلاف الذي تفاقم في العهد الأموي بين عرب الجنوب اليمانيين وعرب الشمال القرشيين وغيرهم . ونحن نوردها كما هي بدون تحقيق في رجال أسانيدها أو متونها ، حيث لا يخفى حالها على الناظر البصير ، خاصة وأنها مقطوعة لم تسند إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما عدا ثلاثة منها تذكر أن القحطاني هو المهدي :

ابن حماد : ص 111 - حدثنا الحكم بن نافع ، عن جراح ، عن أرطاة قال « بلغني أن المهدي يعيش أربعين عاما ، ثم يموت على فراشه ، ثم يخرج رجل من قحطان مثقوب الاذنين ، على سيرة المهدي ، بقاؤه عشرين سنة ، ثم يموت قتلا بالسفاح . ثم يخرج رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، مهدي حسن السيرة يفتح مدينة قيصر وهو آخر أمير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم . ثم يخرج في زمانه الدجال ، وينزل في زمانه عيسى بن مريم عليه السلام » .
وفي : ص 113 - حدثنا الوليد بن مسلم ، عن جراح ، عن أرطأة قال « على يدي ذلك الخليفة اليماني ، الذي تفتح القسطنطينية ورومية على يديه ، يخرج الدجال في زمانه ، وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام في زمانه . على يديه تكون غزوة الهند ، وهو من بني هاشم » .
وفي : ص 114 - بسند آخر عن كعب قال « في ولاية القحطاني تقتل ( تقتتل ) قضاعة بحمص وحمير ، وعليها يومئذ رجل من كندة ، فتقتله قضاعة ويعلق رأسه في شجرة في المسجد فتغضب له حمير ، فيقتتلون بينهم قتالا شديدا حتى تهدم كل دار عند المسجد ، كي تتسع صفوفهم للقتال فعند ذلك يكون الويل للشرقي من الغربي ( وعند ؟ ) ذلك بحمص ، فيكون أشقى القبائل اليمن بهم السكون لأنهم جيرانهم » .
وروى ابن حماد في : 28 ، 105 ، 109 ، 111 ، 112 - هذا الحديث « يكون بعد الجبابرة رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا ، ثم القحطاني بعده » بصيغ متقاربة ، وفي أكثرها « والذي بعثني بالحق ما هو دونه » أو « ما القحطاني بدون المهدي » أو نحوها . وسنده - الوليد بن لهيعة ، عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : وفي بعضها : عن أبيه ، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : - وقد تقدم بأسانيده في أحاديث الأئمة المضلين .
وروى في : 104 ، 105 ، 109 - ثلاث روايات مقطوعة عن كعب ، تذكر أن اليماني يكون بعد المهدي ، بل إن سندها إلى كعب مقطوع أيضا . تقول الأولى « ثم يلي بعد المضري العماني القحطاني يسير بسيرة أخيه المهدي ، وعلى يديه تفتح مدينة روم » وتذكر الثانية صراعا طويلا بين القيسية واليمانية ، وتوالي عدة ولاة غير صالحين ، وفي آخرها : ثم يلي من بعده رجل من مضر ، يقتل أهل الصلاح ملعون مشؤوم ، ثم يلي من بعده ( بعد ) المضري العماني القحطاني ، يسير بسيرة أخيه المهدي ، وعلى يديه تفتح مدينة الروم " وتقول الثالثة : يكون بعد المهدي خليفة من أهل اليمن من قحطان ، أخو المهدي في دينه ، يعمل بعمله ، وهو الذي يفتح مدينة الروم ويصيب غنائمها « وقد روى بعض هذه الروايات عنه السيوطي في الحاوي ، ورواها عن السيوطي ، الحنفي في كنز العمال ، وروى إحداها مرسلة عن كعب في البدء والتاريخ ، وخريدة العجائب ، وفتح البارئ ، ورواها عن الأخير صاحب العطر الوردي . وروى عبد الرزاق ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، وغيرهم حديثا في القحطاني ، ولكنه مجمل لا يذكر أنه قبل المهدي أو بعده أو أنه هو المهدي ، ونصه » لا تذهب الليالي والأيام حتى يغزوا العادي رومية فيقفل إلى القسطنطينية فيرى أن قد فعل . ولا تقوم الساعة حتى يسوق الناس رجل من قحطان " عبد الرزاق : ج 11 ص 388 ح 20186 - وابن حماد ص 105 وأحمد ج 3 ص 417 ، والبخاري ج 9 ، ص 73 ومسلم ج 4 ص 2232 ب 52 ب 18 ح 2910 والبدء والتاريخ ج 2 ص 183 وجامع الأصول ج 11 ص 82 ح 788 ونهاية ابن الأثير ج 2 ص 423 - وكنز العمال ج 14 ص 207 ح 38414 وخريدة العجائب ص 199 وفي بعضها : « حتى يقفل القافل من رومية » .
وروى ابن حماد : ص 103 - حدثنا بقية وعبد القدوس ، عن صفوان ، عن شريح بن عبيد ، عن كعب قال « ما المهدي إلا من قريش ، وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلا ونسبا في اليمن » ورواه أيضا في ص 109 بسنده المذكور .
وفي : ص 107 - عن أرطأة « فيجتمعون وينظرون لمن يبايعون ، فبينا هم كذلك إذ سمعوا صوتا ما قاله إنس ولا جان : بايعوا فلانا ، باسمه ، وليس من ذي ولا ذو ، ولكنه خليفة يماني » وروى رواية بمعناه في البدء والتاريخ ، مرسلة عن ابن سيرين ، تقول « القحطاني رجل صالح ، وهو الذي يصلي خلفه عيسى ، وهو المهدي » ج 2 ص 184 . ولكن ابن حماد روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص رواية ترد ذلك تقول « يا معشر اليمن تقولون إن المنصور منكم ، والذي نفسي بيده إنه لقرشي أبوه ، ولو أشاء أن أسميه إلى أقصى جد هو له لفعلت » ورواه عنه السيوطي في الحاوي ج 2 ص 79 ، ورواه عن السيوطي المتقي في البرهان ص 168 ح 15 .
وفي : ص 141 - بسندين آخرين عن كعب ، « على يدي اليماني الذي يقتل قريشا » وفي الآخر « على يدي ذلك اليماني يكون ملحمة هذا الصغرى ( كذا ) وذلك إذا ملك الخامس من آل هرقل » .
وقد نقل النص الثاني عنه السيوطي في الحاوي ج 2 ص 80 - ورواه عن السيوطي المتقي في البرهان ص 167 ب 11 ، خ 12 .
ومما يؤيد أن رواية خروج اليماني قبل المهدي كانت معروفة عند المسلمين ما رواه في البدء والتاريخ ج 2 ص 184 - عن عبد الله بن عمر قال « ولما خرج عبد الرحمن بن الأشعث على الحجاج سمي بالقحطاني وكتب إلى العمال » من عبد الرحمن ناصر أمير المؤمنين « - يقصد بذلك المهدي المنتظر عليه السلام - فقيل له : إن اسم القحطاني على ثلاثة أحرف ، فقال : اسمي عبد ، وليس الرحمن من اسمي ! »


المصادر :
كفاية الأثر : ص 147 - بثلاثة أسانيد ، قال " حدثنا علي بن الحسين بن محمد قال : حدثنا هارون بن موسى رحمه الله قال : حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال : حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا إبراهيم بن المختار ، عن نصر بن حميد ، عن أبي إسحاق ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي عليه السلام . قال هارون : وحدثنا أحمد بن موسى العباس بن مجاهد في سنة ثمان عشر وثلاثمائة قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن زيد قال : حدثا إسماعيل بن يونس الخزاعي البصري في داره قال حدثني هيثم بن بشر الواسطي قراءة عليه من أصل كتابه ، عن أبي المقدام شريح بن هاني بن شريح الصائغ المكي ، عن علي عليه السلام . وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري قال : حدثنا محمد بن عمر القاضي الجعبي قال : حدثني محمد بن عبد الله أبو جعفر قال : حدثني محمد بن حبيب الجند نيسابوري ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال علي عليه السلام : كنت عند النبي صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة إذ دخل علينا جماعة من أصحابه منهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعبد الرحمن بن عوف ، فقال سلمان : يا رسول الله إن لكل نبي وصيا وسبطين فمن وصيك وسبطاك ؟ فأطرق ساعة ثم قال : -
الصراط المستقيم : ج 2 ص 153 ب 10 ف 8 - كما في كفاية الأثر ، عن علي بن محمد بن علي الخزاز مختصرا .
إثبات الهداة : ج 1 ص 589 ب 9 ف 27 ح 537 - عن كفاية الأثر ، من قوله « وأنا أدفعها إليك » .
البحار : ج 36 ص 333 ب 41 ح 195 - عن كفاية الأثر .
وفي : ج 52 ص 379 ب 27 ح 189 - عن كفاية الأثر ، من قوله « ثم يغيب عنهم إمامهم » .
العوالم ج 15 جزء 3 ص 212 ح 191 - عن كفاية الأثر .