الآيات الدالة على الرجعة المطلقة

البريد الإلكتروني طباعة

الآيات الدالة على الرجعة المطلقة:
 
  الآية الأولى: قوله تعالى: (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ)(1)
عن تفسير القمّي عن محمد بن مسلم عنهما قالا: كلّ قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة فهذه الآية من أعظم الدلالات على الرجعة لأنّ أحداً من أهل الإسلام لا ينكر أنّ الناس كلّهم يرجعون إلى يوم القيامة من هلك ولم يهلك فقوله: لا يرجعون يعني في الرجعة فأمّا إلى يوم القيامة فيرجعون، وأمّا من محض الإيمان محضاً وغيرهم ممّن لم يهلكوا بالعذاب ومحضوا الكفر محضاً فيرجعون(2).
الآية الثانية: قوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)(3) عن تفسير القمّي ومنتخب البصائر عن معاوية بن عمّار قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) قول الله: (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) قال: هي والله للنصّاب قال: جعلت فداك قد رأيتهم ذهرهم الأطول في كفاية حتّى ماتوا قال: ذلك والله في الرجعة يأكلون العذرة(4).
الآية الثالثة: قوله تعالى: (وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ الله أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ الله وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ)(5) في الدمعة عن منتخب البصائر عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) سُئل عن قول الله (ولئن قتلتم) الخ فقال: ياجابر أتدري ما سبيل الله؟ قلت: لا والله إلاّ إذا سمعت منك، فقال: القتل في سبيل الله علي وذريته، من قتل في ولايته قتل في سبيل الله وليس أحد يؤمن بهذه الآية إلاّ وله قتلة وميتة، إنّه من قتل فينشر حتّى يموت ومن مات ينشر حتّى يقتل(6). أقول: لعلّ المراد بالحشر(7) الرجعة.
الآية الرابعة: قوله تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)(8) عن مشارق الأنوار: الغيب ثلاثة: يوم الرجعة ويوم القيامة ويوم القائم وهي أيّام آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)(9).
الآية الخامسة: قوله تعالى: (ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(10) عن مجمع البيان: استدلّ قوم من أصحابنا بهذه الآية على جواز الرجعة وقول من قال إنّ الرجعة لا تجوز إلاّ في زمن النبيّ لتكون معجزاً له ودلالة على نبوّته باطل لأنّ عندنا، بل عند أكثر الاُمّة يجوز إظهار المعجزات على أيدي الأئمّة والأولياء، والأدلّة على ذلك مذكورة في كتب الاُصول. أقول: ويعلم من قوله: (لعلّكم تشكرون) أنّ الشكر إنّما يكون لكونها دار التكليف وإنّما يقع الشكر منهم لرجعتهم والتشفّي لمن ينتقم وهو ساقط عنهم يوم القيامة فيكون ذلك دليلاً على وقوعه في الرجعة فإنّها حق(11).
الآية السادسة: قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ)(12) في الدمعة عن تفسير كنز الدقائق عن زرارة: قلت للباقر (عليه السلام): فإنّ الله يقول: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) من قتل لم يذق الموت، قال: لابدّ من أن يرجع حتّى يذوق الموت(13).
وعن تفسير نور الثقلين عن أبي جعفر (عليه السلام): (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) أو منشورة نزل بها على محمّد ليس أحد من هذه الاُمّة إلاّ وينشر فأمّا المؤمنون فينشرون إلى قرّة عين، وأمّا الفجّار فينشرون إلى خزي الله إيّاهم(14).
الآية السابعة: قوله تعالى: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)(15) عن تفسير الكشّاف قيل: الضمير متعلق بعيسى بمعنى وإن منهم أحد إلاّ ليؤمننّ بعيسى قبل موت عيسى وهم أهل الكتاب الذين يكونون في زمان نزوله، روي أنّه ينزل من السماء في آخر الزمان فلا يبقى أحد من أهل الكتاب إلاّ ليؤمننّ به حتّى تكون الملّة واحدة فهي ملّة الإسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجّال وتقع الأمنة حتّى ترتع الأُسود مع الإبل والنسور مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات ويلبث في الأرض أربعين سنة ثمّ يتوفّى ويصلّي عليه المسلمون ويدفنونه(16).
وعن تفسير علي بن إبراهيم عن شهر بن حوشب قال: قال لي الحجّاج: يا شهر آية في كتاب الله قد أعيتني فقلت: أيها الأمير أيّة آية؟ فقال: قوله: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) والله انّي لآمر اليهودي والنصراني فيضرب(17) عنقه ثمّ أرمقه بعيني فما أراه يحرّك شفتيه حتّى يخمد، فقلت: أصلح الله الأمير ليس على ما تأوّلت قال: كيف هو؟ قلت: إنّ عيسى (عليه السلام) ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملّة، يهودي ولا غيره إلاّ آمن قبل موته ويصلّي خلف المهدي، ققال: ويحك أنّى لك هذا ومن أين جئت؟ فقلت: حدّثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: جئت بها والله من عين صافية(18).
الآية الثامنة: قوله تعالى: (وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)(19)
في الدمعة عن الطبرسي اختلفت في هذه من هم على أقوال أحدها أنّهم قوم من وراء الصين وبينهم وبين الصين وادٍ جارٍ من الرمل لم يغيِّروا ولم يبدلوا(20).
وهو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام)، إلى أن قال: وقيل: إنّ جبرئيل انطلق بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ليلة المعراج إليهم فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة فآمنوا به وصدّقوه وأمرهم أن يقيموا مكانهم ويتركوا السبت وأمرهم بالصلاة والزكاة ولم تكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا، ثمّ قال (رحمه الله): وروى أصحابنا أنّهم يخرجون مع قائم آل محمّد(21).
وعن المفيد في الإرشاد عن مفضل بن عمر عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: يخرج مع القائم من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً، خمسة عشر من قوم موسى الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسلمان وأبودجانة الأنصاري والمقداد بن الأسود ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصاراً وحكّاماً(22). وعن تفسير البرهان عن مفضّل عنه (عليه السلام) قريب من هذا باختلاف يسير(23).
الآية التاسعة: قوله تعالى: (إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا)(24) الآية، عن الشيخ حسن بن سليمان في منتخب البصائر عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّوجلّ: (إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الخ فقال: ذلك في الميثاق ثمّ قرأت (التائبون العابدون)(25) فقال أبوجعفر (عليه السلام): لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ: التائبين العابدين، إلى آخر الآية، ثمّ قال: إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني في الرجعة. ثمّ قال أبوجعفر (عليه السلام): ما من مؤمن إلاّ وله ميتة وقتلة، من مات بعث حتّى يقتل ومن قتل بعث حتّى يموت(26).
الآية العاشرة: قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ)(27) عن علي بن إبراهيم في هذه الآية قال: نزلت في الرجعة كذّبوا بها أي إنّها لا تكون، ثمّ قال: (وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ)(28)
الآية الحادية عشرة:: قوله تعالى: (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ)(29) الآية في الدمعة عن تفسير علي بن إبراهيم (وامّا نرينك) يا محمّد بعض الذي نعدهم من الرجعة وقيام القائم أو نتوفينّك قبل ذلك فإلينا مرجعهم ثمّ الله شهيد على ما يفعلون(30).
الآية الثانية عشرة: قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ)(31) الآية. عن علي بن إبراهيم، ثمّ قال: ولو انّ لكلّ نفس ظلمت آل محمّد حقّهم ما في الأرض جميعاً لافتدت به في ذلك الوقت يعني الرجعة(32).
الآية الثالثة عشرة: قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ)(33) عن تفسير علي بن إبراهيم إن متعناهم في هذه الدنيا إلى خروج القائم فنردهم ونعذّبهم (ليقولن ما يحبسه) أي يقولون أما لا يقوم القائم ولا يخرج على حدّ الاستهزاء فقال الله تعالى: (أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ)(34) والاُمّة المعدودة أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر(35).
الآية الرابعة عشرة: قوله تعالى: (وذكّرهم بأيّام الله)(36) عن منتخب البصائر عن أبي عبدالله (عليه السلام): أيّام الله تعالى، يوم القيائم ويوم الكرّة ويوم القيامة+. وعن البرسي: أنّ يوم القائم يوم آل محمد ويوم الكرة يوم آل محمد ويوم القيامة يوم آل محمّد، لأنّهم الشهداء على الاُمم في دار الفناء والشفعاء لمسيئي شيعتهم في دار البقاء فمن لم يؤمن بيوم القيامة لم يؤمن بالله فأُولئك هم الكافرون(37).
الآية الخامسة عشرة: قوله تعالى: (فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ)(38) عن القمّي: من العذاب في الرجعة(39).
الآية السادسة عشرة: قوله تعالى: (وَأَقْسَمُواْ بِالله جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ الله مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ)(40) عن تفسير القمّي عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما تقول الناس فيها؟
قال: يقولون نزلت في الكفّار، قال: إنّ الكفّار لا يحلفون بالله وإنّما نزلت في قوم من اُمّة محمّد، قيل لهم ترجعون بعد الموت قبل القيامة فيحلفون أنّهم لا يرجعون فردّ الله عليهم فقال ليبيّن للذين كفروا أنّهم كانوا كاذبين يعني في الرجعة يردهم فيقتلهم ويشفي صدور المؤمنين منهم(41). وفي روضة الكافي والبرهان قريب من هذا(42).
الآية السابعة عشرة: قوله تعالى: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ الله وَلكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)(43) عن القمي: أو يأتي أمر ربّك من العذاب والموت وخروج القائم(44).
الآية الثامنة عشرة:  قوله تعالى: (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ)(45) عن منتخب البصائر عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا) فقال: ليس أحد من المؤمنين قتل إلاّ سيرجع حتّى يموت ولا أحد من المؤمنين مات إلاّ سيرجع حتّى يقتل(46).
وفيه عن أبي بصير قال: قال لي أبوجعفر (عليه السلام): هل ينكر أهل العراق الرجعة؟
قلت: نعم، أما يقرأون (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا) الآية(47).
الآية التاسعة عشرة:  قوله تعالى: (أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ)(48) عن تأويل الآيات قال: الموعود علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعده الله تعالى أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا أي وعده أن ينتقم من أعدائه في الرجعة ووعده الجنّة له ولأوليائه في الآخرة(49).
الآية العشرون: قوله تعالى: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ الله يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)(50) عن تفسير البرهان عن الصادق (عليه السلام) في قول الله ويومئذٍ (يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ الله) قال: في قبورهم بقيام القائم عجّل الله فرجه(51).
الآية الحادية و العشرون:: قوله تعالى: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ)(52) عن روضة الكافي عن الحسن بن شاذان الواسطي قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أشكو جفاء أهل واسط وحملهم عليّ وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني فوقّع (عليه السلام) بخطّه أنّ الله جلّ ذكره أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل، فاصبر لحكم ربّك فلو قد قام سيّد الخلق لقالوا: (يَاوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ). والمراد بسيّد الخلق القائم المهدي الحجّة ابن الحسن عجّل الله ظهوره آمين ثم آمين(53).
الآية الثانية و العشرون: قوله: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(54) وعن منتخب البصائر في خبر جابر كما مرّ في آية (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال: ما في هذه الاُمّة أحد برّ ولا فاجر إلاّ سيُنشر، فأمّا المؤمنون فينشرون إلى قرّة أعينهم، وأمّا الفجّار فينشرون إلى خزي الله إيّاهم، ألم تسمع انّ الله يقول: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ)(55) وعن القمي: العذاب الأدنى عذاب الرجعة بالسيف (لعلّهم يرجعون) يعني فإنّهم يرجعون في الرجعة حتّى يعذّبوا(56). وعن منتخب البصائر عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: العذاب الأدنى دابة الأرض(57).
الآية الثالثة و العشرون: قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا)(58) إلى آخر السورة، عن القمّي: الأرض الجرز الأرض الخراب وهو مثل ضربه الله في الرجعة والقائم، فلمّا أخبرهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بخبر الرجعة قالوا متى هذا الفتح إن كنتم صادقين فقال الله قل لهم يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون فأعرض عنهم يامحمد وانتظر انّهم منتظرون(59).
الآية الرابعة و العشرون: قوله تعالى حاكياً عن المشركين (رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ)(60) عن منتخب البصائر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: هو خاص لأقوام في الرجعة بعد الموت ويجري في القيامة، فبعداً للقوم الظالمين(61). عن البحار عن الرضا (عليه السلام) والله ما هذه الآية إلاّ في الكرّة(62).
الآية الخامسة و العشرون: قوله تعالى: (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ)(63) في منتخب البصائر عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: يكسرون في الكرّة كما يكسر الذهب حتّى يرجع كلّ شيء إلى شبهه يعني إلى حقيقته(64).
الآية السادسة و العشرون: قوله تعالى: (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)(65) عن القمّي المطر ينزل من السماء فيخرج به أقوات العالم من الأرض وما توعدون من أخبار الرجعة والقيامة والأخبار التي في السماء ثمّ أقسم عزّ وجلّ بنفسه فقال: (فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ)(66) يعني ما وعدتكم(67).
الآية السابعة و العشرون: قوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ الله يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)(68) الكافي عن أبي عبدالله (عليه السلام): هو العدل بعد الجور(69). في تأويل الآيات والإكمال باختلاف يسير عن أبي جعفر (عليه السلام): يعني بموتها كفر أهلها والكافر ميّت فيحييها الله بالقائم (عج) فيعدل فيها فتحيا الأرض ويحيا أهلها بعد موتهم(70).
الآية الثامنة والعشرون: قوله تعالى: (كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)(71) عن تأويل الآيات عن أبي عبدالله (عليه السلام) قوله عزّوجلّ: (كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) يعني مرّة في الكرّة ومرّة اُخرى يوم القيامة(72).

 
  • بحوث حول المهدي عليه السلام

    • الامام المهدي (عج) و دولة العدل الالهي | زكية كاظم جبار

      الزيارات: 16924

      بسم الله الرحمن الرحيمالمقدمةالحمد لله الذي جعل الحمد مجازاً الى حقيقة شكره وذريعة الى بلوغ رضوانه وجميل ذكره والصلاة والسلام على محمد الذي اجاز لح الحق قرب (قاب قوسين او ادنى وعلى اوصيائه وحملة عبئه أئمة الهدى ومصابيح الدجى (ذرية بعضها من بعض والله سميع...

      المزيد

    • أدلة مشتركة بين عموم المسلمين أنّ لهذه الاُمّة مهدياً | سيد علي الميلاني

      الزيارات: 5787

      وفي هذا الفصل نحاول أنْ نستدلّ بأدلة مشتركة بين عموم المسلمين ، وأقصد من عموم المسلمين الشيعة الاماميّة الاثني عشريّة وأهل السنّة بجميع مذاهبهم.في هذا الفصل نقاط وهي نقاط الاشتراك بين الجميع :النقطة الاولى : لا خلاف بين المسلمين في أنّ لهذه الاُمّة مهدياً ،...

      المزيد

    • الأمل يخفف ثقل الابتلاء | الشيخ كاظم القره غولي

      الزيارات: 1620

      الشيخ كاظم القره غولي إنّ الأمر المرتبط بقيام دولة الحق التي ستبسط فيها يد المعصوم عليه السلام على جميع أرجاء الدنيا، وانتشار العدل وسيادته، بنحو ساغ أن يعبر في الروايات الشريفة أنّه عليه السلام (يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)، فشدت النفوس...

      المزيد

    • الرجعة زمن الظهور في الأحاديث | شبكة السادة المباركة

      الزيارات: 5040

         قال تعالى (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ))أرسل الله تعالى الرسول وأنزل عليه القرآن هدى للناس وتبيينا لأمور دينهم ودنياهم وبما ان هذا القرآن فيه المحكم والمتشابه وفيه الظاهر...

      المزيد

    • القوّة الالهيّة عند صاحب الزمان عج | السيد علي الصدر

      الزيارات: 38444

      القوّة الالهيّة : هناك سؤال يُطرح كثيراً في أنه كيف يغلب الامام المهدي ( عليه السلام ) ويستولي على العالم ، وكيف تخضع له الحكومات مع امتلاكهم هذه الأسلحة الفتّاكة ، والأجهزة الحديثة ؟ وسرعان ما يتجلّى الجواب إذا عرفنا بأنّه ( عليه السلام ) مقرون بلا فصل مع...

      المزيد

    • المهدي عليه السلام من ولد فاطمة عليها السلام | الشيخ حسان سويدان

      الزيارات: 7550

      المهدي عليه السلام من ولد فاطمة عليها السلام الشيخ حسان سويدان عن سعيد بن المسيب قال: كنا عند أم سلمة، فتذاكرنا المهدي عليه السلام فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: المهدي حق وهو من ولد فاطمة، وعن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه انّ النبي صلى...

      المزيد

    • النصّ على عدد الاثني عشر عند الاماميه

      الزيارات: 3281

      وهذه الأخبار على ضربين : أحدهما يتضمّن النصّ على عدد الاثني عشر على الجملة ، والثاني : يتضمّن النصّ على أعيان الأئمّة الاثني عشر على التفصيل. فأمّا الضرب الأول منهما: فنحو ما رواه محمد بن يعقوب الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن...

      المزيد

    • دور الأسرة في التمهيد للإمام المهدي عليه السلام | الشيخ حسين الاسدي

      الزيارات: 5339

      تناقل علماء الاجتماع كلمة رفعوها شعاراً لبدء سعادة المجتمع، هي (انّ سعادة المجتمع تبدأ من سعادة الاسرة). فإنّ الاسرة هي نواة المجتمع، وكلّما تماسكت الاسرة كلّما كان المجتمع اقرب الى التماسك والسعادة.وهذه حقيقة واقعية لا ينكرها إلاّ مكابر. فالفرد اذا نشأ في...

      المزيد

    • في إثبات إمامة المهدي عليه السلام ووجوده | السيد علي بن عبد الكريم النجفي

      الزيارات: 3533

      لابدّ من ذكر إثبات إمامة المهدي عليه السلام ووجوده وعصمته بالأدلة العقلية، وإنْ كان إثبات إمامة آبائه عليهم السلام يثبت بها وجوده وإمامته، لأنّ ذلك أصل يترتب على هذا، ومقام يرجع هذا البحث إليه، ولكنْ نذكر هنا ما يقطع حجّة جاحديه ويعلم أنّ الحق (له) ومعه...

      المزيد

    • في غيبة ادريس النبي عليه السلام | الشیخ الصدوق

      الزيارات: 13674

      ( في غيبة إدريس النبي عليه السلام )فأول الغيبات غيبة إدريس النبي عليه السلام المشهورة حتى آل الامر بشيعته إلى أن تعذر عليهم القوت وقتل الجبار من قتل منهم وأفقر وأخاف باقيتهم ، ثم ظهرعليه السلام فوعد شيعته بالفرج وبقيام القائم من ولده ، وهو نوح عليه السلام...

      المزيد

    • فيما ذكر في بيان عمره الشريف عج | الشيخ الطوسي

      الزيارات: 5078

      فيما ذكر في بيان(1) عمره عليه السلامقد بينا بالاخبار الصحيحة بأن مولد صاحب الزمان عليه السلام كان في سنة ست وخمسين ومائتين وأن أباه عليه السلام مات في سنة ستين(2) فكانت له حينئذ أربع سنين فيكون عمره إلى حين خروجه ما يقتضيه الحساب ولا ينافي ذلك الاخبار التي...

      المزيد

    • قراءة في كتاب ترجمة الامام المنتظر عليه السلام | محمد الخاقاني

      الزيارات: 1755

      جاء الكتاب في طبعته الأولى ١٤٣٦هـ بـ(١٣٤) صفحة من القطع الوزيري.وهو من نشر وتقديم مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلامفي النجف الأشرف. ومن تحقيق وتعليق الشيخ محمد جاسم الماجدي.

      المزيد

    • كيف نؤمن بأن المهدي ع قد وجد | السيد محمد الصدر

      الزيارات: 10234

      ( المبحث الخامس ) كيف نؤمن بأن المهدي قد وجد  (102) ونصل الآن إلى السؤال الرابع وهو يقول : هب أنّ فرضية القائد المنتظر ممكنة بكلّ ما تستبطنه من عمر طويل ، وإمامة مبكرة ، وغيبة صامتة ، فإنّ الإمكان لا يكفي للاقتناع بوجوده فعلاً. فكيف نؤمن فعلاً بوجود المهدي؟ وهل تكفي بضع روايات...

      المزيد

    • ما روي من النصوص على أعيان الأئمّة الاثني عشر

      الزيارات: 4527

      وأما الضرب الثاني ـ وهو ما روي من النصوص على أعيان الأئمّة الاثني عشر عليهم‌السلام ـ فمن ذلك : ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه‌الله قال : حدّثنا أبي ، ومحمد بن موسى بن المتوكّل ، ومحمد بن عليّ ماجيلويه ، وأحمد بن عليّ بن إبراهيم ، والحسين بن إبراهيم بن ناتانه ،...

      المزيد

    • ماهي دابة الأرض التي استدلو بها على الرجعه

      الزيارات: 30443

      ماهي دابة الأرض؟ الدابة تطلق في اللغة على كلِّ ما يدبُّ ويتحرك على وجه الأرض من الإنسان والحيوان وغيره ، قال تعالى : ( وَمَا مِن دابَّةٍ في الأرضِ إلاّ على اللّه رِزقُها ) (3) ، وقال تعالى : ( ولو يُؤاخِذُ اللّه النَّاسَ بِظُلمِهِم مَّا تَرَكَ عَليها مِن...

      المزيد

    • نبي الله داود و المهدي عليهما السلام | شبكة السادة المباركة

      الزيارات: 8044

      نبي الله داود و المهدي عليهما السلام    فلمّا كان زمان داوود (عليه السلام) كان له أربعة إخوة ولهم أب شيخ كبير، وكان داوود من بينهم خامل الذِّكر وكان أصغر أخوته لا يعلمون أنّه داوود النبي المنتظر الَّذي يطهّر الأرض من جالوت وجنوده، وكانت الشيعة يعلمون أنّه قد وُلد وبلغ...

      المزيد

    • وجه الانتفاع بالإمام الغائب عليه السلام | الشيخ محمد علي الدكسن

      الزيارات: 6613

      لقد وردت أحاديث متعددة تذكر فوائد وجود الإمام الغائب عليه السلام ووجه الانتفاع به، وفيما يلي نذكر بعضها:- جاء في (كمال الدين) عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه: أنّه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هل ينتفع الشيعة بالقائم عليه السلام في...

      المزيد

    • وفود بالأموال التي كانت تحمل على الرسم للامام العسكري | السيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم النيلي النجفي

      الزيارات: 2256

      ومن ذلك بالطريق المذكور يرفعه إلى أبي الحسن عليّ بن سنان الموصلي ، قال : حدّثني أبي ، قال : لمّا قبض سيّدنا أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليه‌السلام قدم من قم والجبال وفود بالأموال التي كانت تحمل على الرسم [ والعادة ] (1) ، ولم يكن عندهم خبر بوفاة الحسن...

      المزيد

    • آثار استعجال الناس للظهور | السيد محمد علي بحر العلوم

      الزيارات: 2010

        روي عن الإمام الصادق عليه السلام: (إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر إنّ الله عز وجل لا يعجَلُ لعجلة العباد إنّ لهذا الأمر غايةً ينتهي إليها فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعةً ولم يستأخروا).

      المزيد

    • أدلة السفارة | الشيخ محمد آل عبيدان القطيفي

      الزيارات: 4030

      كيف يتمّ تعيين شخص من الأشخاص سفيراً للناحية المقدّسة؟.وكيف يحرز المجتمع الشيعي سفارته؟.من الطبيعي لابدّ وأنْ يكون ما يأتي به السفير المدّعي لمنصب السفارة يشتمل جانبين، يشتمل الجانب الإعجازي منجهه، كما يشتمل ما يوجب التصديق به، بأنْ يكون أمراً معروفاً...

      المزيد

    < 1 2 3 >