الرجعة زمن الظهور في الأحاديث

البريد الإلكتروني طباعة

   قال تعالى (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ))
أرسل الله تعالى الرسول وأنزل عليه القرآن هدى للناس وتبيينا لأمور دينهم ودنياهم وبما ان هذا القرآن فيه المحكم والمتشابه وفيه الظاهر والباطن وما الى ذلك من الأمور التي ليس لها الا السنة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والتحية ، فإن السنة هي تفسير للقرآن الكريم لتبيين اللفظ وتوضيح المعنى ، وأن السنة والقرآن كلاهما من منبع واحد.
قال تعالى (( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ))
وقال تعالى (( وَأَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ))
وقد أُمر المسلمون بالتبليغ عن النبي (ص) فقال صلوات الله وسلامه عليه : (نظر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه الى من هو أفقه منه) ((اخرجه الترمذي (5/34) وابن ماجه (1/85) وأحمد (1/437))) .
وهكذا فقد تصدى لهذه المسؤولية (مسؤولية التبليغ) المخلصون من المسلمين والذين نذروا أنفسهم لهذا العمل الجريء والمهم فوصلت الينا السنة النبوية الطاهرة محفوظة في الصدور ومكتوبة في الكتب حيث لم يتركوا شيئا مفيدا الا وذكروه ، ومن بين ما ذكر هو موضوع الرجعة.
وفيما يلي مجموعة من تلك الأحاديث الشريفة :
1- [منتخب البصائر] سعد عن ابن عيسى و ابن أبي الخطاب عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال سمعت حمران بن أعين و أبا الخطاب يحدثان جميعا قبل أن يحدث أبو الخطاب ما أحدث أنهما سمعا أبا عبد الله ع يقول أول من تنشق الأرض عنه و يرجع إلى الدنيا الحسين بن علي ع و إن الرجعة ليست بعامة و هي خاصة لا يرجع إلا من محض الإيمان محضا أو محض الشرك محضا .
2-  [منتخب البصائر] بهذا الإسناد عن حماد عن بكير بن أعين قال قال لي من لا أشك فيه يعني أبا جعفر ع إن رسول الله ص و عليا سيرجعان .
3-  [منتخب البصائر] بهذا الإسناد عن حماد عن زرارة قال سألت أبا عبد الله ع عن هذه الأمور العظام من الرجعة و أشباهها فقال إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه و قد قال الله عز و جل بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ.
4 -  [منتخب البصائر] سعد عن ابن يزيد و ابن أبي الخطاب و اليقطيني و إبراهيم بن محمد جميعا عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن محمد بن الطيار عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً فقال ليس أحد من المؤمنين قتل إلا سيرجع حتى يموت و لا أحد من المؤمنين مات إلا سيرجع حتى يقتل .
5 -  [منتخب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن الأهوازي عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال قال لي أبو جعفر ع ينكر أهل العراق الرجعة قلت نعم قال أ ما يقرءون القرآن وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً .
6 -  [منتخب البصائر] سعد عن ابن أبي الخطاب عن عبد الله بن المغيرة عمن حدثه عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال سئل عن قول الله عز و جل وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ فقال يا جابر أ تدري ما سبيل الله قلت لا و الله إلا إذا سمعت منك فقال القتل في سبيل علي ع و ذريته فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله و ليس أحد يؤمن بهذه الآية إلا و له قتلة و ميتة إنه من قتل ينشر حتى يموت و من مات ينشر حتى يقتل [تفسير العياشي] عن ابن المغيرة مثله بيان لعل آخر الخبر تفسير لآخر الآية و هو قوله وَ لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ بأن يكون المراد بالحشر الرجعة .
7-  [منتخب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن فيض بن أبي شيبة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و تلا هذه الآية وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ الآية قال ليؤمنن برسول الله ص و لينصرن عليا أمير المؤمنين ع قلت و لينصرن أمير المؤمنين قال ع نعم و الله من لدن آدم فهلم جرا فلم يبعث الله نبيا و لا رسولا إلا رد جميعهم إلى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ع [تفسير العياشي] عن فيض بن أبي شيبة مثله .
8 -  [منتخب البصائر] سعد عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مسروق عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ يعني بذلك محمدا ص و قيامه في الرجعة ينذر فيها و قوله إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً يعني محمدا ص نَذِيراً لِلْبَشَرِ في الرجعة و في قوله إنا أرسلناك كَافَّةً لِلنَّاسِ في الرجعة .
9 -  [منتخب البصائر] بهذا الإسناد عن أبي جعفر ع أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول إن المدثر هو كائن عند الرجعة فقال له رجل يا أمير المؤمنين أ حياة قبل القيامة ثم موت قال فقال له عند ذلك نعم و الله لكفرة من الكفر بعد الرجعة أشد من كفرات قبلها .
10-  [منتخب البصائر] بهذا الإسناد عن عبد الله بن القاسم عن الحسين بن أحمد المنقري عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي ع فأما يوم القيامة فإنما هو بعث إلى الجنة و بعث إلى النار .
11-  [منتخب البصائر] سعد عن أيوب بن نوح و الحسن بن علي بن عبد الله معا عن العباس بن عامر عن سعيد عن داود بن راشد عن حمران عن أبي جعفر ع قال إن أول من يرجع لجاركم الحسين ع فيملك حتى تقع حاجباه على عينيه من الكبر .
12 -  [منتخب البصائر] سعد عن ابن عيسى و ابن عبد الجبار و أحمد بن الحسن بن فضال جميعا عن الحسن بن فضال عن أبي المغراء عن داود بن راشد مثله .
13-  [منتخب البصائر] سعد عن أحمد بن محمد السياري عن أحمد بن عبد الله بن قبيصة عن أبيه عن بعض رجاله عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ قال يكسرون في الكرة كما يكسر الذهب حتى يرجع كل شي‏ء إلى شبهه يعني إلى حقيقته .
14-  [منتخب البصائر] سعد عن اليقطيني عن القاسم عن جده الحسن عن أبي إبراهيم ع قال قال لترجعن نفوس ذهبت و ليقتصن يوم يقوم و من عذب يقتص بعذابه و من أغيظ أغاظ بغيظه و من قتل اقتص بقتله و يرد لهم أعداؤهم معهم حتى يأخذوا بثأرهم ثم يعمرون بعدهم ثلاثين شهرا ثم يموتون في ليلة واحدة قد أدركوا ثارهم و شفوا أنفسهم و يصير عدوهم إلى أشد النار عذابا ثم يوقفون بين يدي الجبار عز و جل فيؤخذ لهم بحقوقهم .
15-  [منتخب البصائر] بهذا الإسناد عن الحسن بن راشد عن محمد بن عبد الله بن الحسين قال دخلت مع أبي على أبي عبد الله ع فجرى بينهما حديث فقال أبي لأبي عبد الله ع ما تقول في الكرة قال أقول فيها ما قال الله عز و جل و ذلك أن تفسيرها صار إلى رسول الله قبل أن يأتي هذا الحرف بخمس و عشرين ليلة قول الله عز و جل تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ إذا رجعوا إلى الدنيا و لم يقضوا ذحولهم فقال له أبي يقول الله عز و جل فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ أي شي‏ء أراد بهذا فقال إذا انتقم منهم و باتت بقية الأرواح ساهرة لا تنام و لا تموت .
16- [منتخب البصائر] سعد عن جماعة من أصحابنا عن ابن أبي عثمان و إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل و جعلكم أنبياء وَ جَعَلَكُمْ مُلُوكاً فقال الأنبياء رسول الله و إبراهيم و إسماعيل و ذريته و الملوك الأئمة ع قال فقلت و أي ملك أعطيتم فقال ملك الجنة و ملك الكرة .
17-  [منتخب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن الأهوازي و محمد البرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن المعلى أبي عثمان عن المعلى بن خنيس قال قال لي أبو عبد الله ع أول من يرجع إلى الدنيا الحسين بن علي ع فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر قال فقال أبو عبد الله ع في قول الله عز و جل إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قال نبيكم ص راجع إليكم .
18-  [تفسير العياشي] عن صالح بن ميثم قال سألت أبا جعفر عن قول الله وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً قال ذلك حين يقول علي ع أنا أولى الناس بهذه الآية وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ إلى قوله كاذِبِينَ .
19-  [الأمالي للصدوق] ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن عامر بن معقل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال قال لي يا أبا حمزة لا تضعوا عليا دون ما وضعه الله و لا ترفعوا عليا فوق ما رفعه الله كفى بعلي أن يقاتل أهل الكرة و أن يزوج أهل الجنة .
20-  [بصائر الدرجات] ابن عيسى مثله .
21 - [منتخب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن عامر بن معقل مثله .
22 - [تفسير القمي] أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله ع قال ما بعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا إلا و يرجع إلى الدنيا و ينصر أمير المؤمنين ع و هو قوله لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ يعني برسول الله ص و لتنصرن أمير المؤمنين .
23 - [تفسير القمي] وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً فإنه روي أن رسول الله ص إذا رجع آمن به الناس كلهم قال و حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن أبي حمزة عن شهر بن حوشب قال قال لي الحجاج يا شهر آية في كتاب الله قد أعيتني فقلت أيها الأمير أية آية هي فقال قوله وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ و الله لأني لأمر باليهودي و النصراني فتضرب عنقه ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يحمل فقلت أصلح الله الأمير ليس على ما تأولت قال كيف هو قلت إن عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي و لا غيره إلا آمن به قبل موته و يصلي خلف المهدي قال ويحك أنى لك هذا و من أين جئت به فقلت حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع فقال جئت و الله بها من عين صافية .
24 - [تفسير القمي] بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ أي لم يأتهم تأويله كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قال نزلت في الرجعة كذبوا بها أي أنها لا تكون ثم قال وَ مِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَ رَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ .
25 - [تفسير القمي] وَ لَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ آل محمد حقهم ما فِي الْأَرْضِ جميعا لَافْتَدَتْ بِهِ في ذلك الوقت يعني الرجعة .
26 - [تفسير القمي] وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً سئل الإمام أبو عبد الله ع عن قوله وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً قال ما يقول الناس فيها قلت يقولون إنها في القيامة فقال أبو عبد الله ع أ يحشر الله في القيامة من كل أمة فوجا و يترك الباقين إنما ذلك في الرجعة فأما آية القيامة فهذه وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً إلى قوله مَوْعِداً .
27 - [تفسير القمي] أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن المستنير عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع قول الله فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً قال هي و الله للنصاب قال جعلت فداك قد رأيناهم دهرهم الأطول في كفاية حتى ماتوا قال ذاك و الله في الرجعة يأكلون العذرة .
28 - [منتخب البصائر] سعد عن أحمد بن محمد مثله .
29 - [تفسير القمي] قوله وَ حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله و أبي جعفر ع قالا كل قرية أهلك الله أهله بالعذاب لا يرجعون في الرجعة فهذه الآية من أعظم الدلالة في الرجعة لأن أحدا من أهل الإسلام لا ينكر أن الناس كلهم يرجعون إلى القيامة من هلك و من لم يهلك فقوله لا يَرْجِعُونَ عنى في الرجعة فأما إلى القيامة يرجعون حتى يدخلوا النار .
30 - [تفسير القمي] أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال انتهى رسول الله ص إلى أمير المؤمنين ع و هو نائم في المسجد قد جمع رملا و وضع رأسه عليه فحركه برجله ثم قال قم يا دابة الله فقال رجل من أصحابه يا رسول الله أ نسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم فقال لا و الله ما هو إلا له خاصة و هو الدابة التي ذكر الله في كتابه وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ثم قال يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة و معك ميسم تسم به أعداءك فقال الرجل لأبي عبد الله ع إن العامة يقولون هذه الآية إنما تكلمهم فقال أبو عبد الله كلمهم الله في نار جهنم إنما هو تكلمهم من الكلام و الدليل على أن هذا في الرجعة قوله وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَ كَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَ لَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ قال الآيات أمير المؤمنين و الأئمة ع فقال الرجل لأبي عبد الله ع إن العامة تزعم أن قوله وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً عنى في القيامة فقال أبو عبد الله ع فيحشر الله يوم القيامة من كل أمة فوجا و يدع الباقين لا و لكنه في الرجعة و أما آية القيامة وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً حدثني أبي قال حدثني ابن أبي عمير عن المفضل عن أبي عبد الله ع في قوله وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً قال ليس أحد من المؤمنين قتل إلا يرجع حتى يموت و لا يرجع إلا من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا قال أبو عبد الله ع قال رجل لعمار بن ياسر يا أبا اليقظان آية في كتاب الله قد أفسدت قلبي و شككتني قال عمار و أية آية هي قال قول الله وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ الآية فأية دابة هذه قال عمار و الله ما أجلس و لا آكل و لا أشرب حتى أريكها فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنين و هو يأكل تمرا و زبدا فقال يا أبا اليقظان هلم فجلس عمار و أقبل يأكل معه فتعجب الرجل منه فلما قام عمار قال الرجل سبحان الله يا أبا اليقظان حلفت أنك لا تأكل و لا تشرب و لا تجلس حتى ترينيها قال عمار قد أريتكها إن كنت تعقل .
31 - [تفسير القمي] سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها قال أمير المؤمنين و الأئمة ع إذا رجعوا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم و الدليل على أن الآيات هم الأئمة قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما لله آية أعظم مني فإذا رجعوا إلى الدنيا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا .
32 -[تفسير القمي] طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ ثم خاطب نبيه ص فقال نَتْلُوا عَلَيْكَ يا محمد مِنْ نَبَإِ مُوسى وَ فِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً إلى قوله يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَ يَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ أخبر الله نبيه بما نال موسى و أصحابه من فرعون من القتل و الظلم ليكون تعزية له فيما يصيبه في أهل بيته من أمته ثم بشره بعد تعزيته أنه يتفضل عليهم بعد ذلك و يجعلهم خلفاء في الأرض و أئمة على أمته و يردهم إلى الدنيا مع أعدائهم حتى ينتصفوا منهم فقال وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما و هم الذين غصبوا آل محمد حقهم و قوله مِنْهُمْ أي من آل محمد ما كانُوا يَحْذَرُونَ أي من القتل و العذاب و لو كانت هذه الآية نزلت في موسى و فرعون لقال و نرى فرعون و هامان و جنودهما منه ما كانوا يحذرون أي من موسى و لم يقل منهم فلما تقدم قوله وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً علمنا أن المخاطبة للنبي ص و ما وعد الله رسوله فإنما يكون بعده و الأئمة يكونون من ولده و إنما ضرب الله هذا المثل لهم في موسى و بني إسرائيل و في أعدائهم بفرعون و جنوده فقال إن فرعون قتل بني إسرائيل و ظلم فأظفر الله موسى بفرعون و أصحابه حتى أهلكهم الله و كذلك أهل بيت رسول الله ص أصابهم من أعدائهم القتل و الغصب ثم يردهم الله و يرد أعداءهم إلى الدنيا حتى يقتلوهم و قد ضرب أمير المؤمنين ص في أعدائه مثلا مثل ما ضربه الله لهم في أعدائهم بفرعون و هامان فقال أيها الناس إن أول من بغى على الله عز و جل على وجه الأرض عناق بنت آدم ع خلق الله لها عشرين إصبعا في كل إصبع منها ظفران طويلان كالمنجلين العظيمين و كان مجلسها في الأرض موضع جريب فلما بغت بعث الله لها أسدا كالفيل و ذئبا كالبعير و نسرا كالحمار و كان ذلك في الخلق الأول فسلطهم عليها فقتلوها ألا و قد قتل الله فرعون و هامان و خسف بقارون و إنما هذا مثل لأعدائه الذين غصبوا حقه فأهلكهم الله ثم قال علي صلوات الله عليه على أثر هذا المثل الذي ضربه و قد كان لي حق حازه دوني من لم يكن له و لم أكن أشركه فيه و لا توبة له إلا بكتاب منزل أو برسول مرسل و أنى له بالرسالة بعد محمد ص و لا نبي بعد محمد فأنى يتوب و هم في برزخ القيامة غرته الأماني و غره بالله الغرور قد أشفى على جرف هار فانهار فِي نارِ جَهَنَّمَ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ و كذلك مثل القائم ع في غيبته و هربه و استتاره مثل موسى ع خائف مستتر إلى أن يأذن الله في خروجه و طلب حقه و قتل أعدائه في قوله أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ و قد ضرب بالحسين بن علي صلوات الله عليهما مثلا في بني إسرائيل بإدالتهم من أعدائهم حيث قال علي بن الحسين ع لمنهال بن عمرو أصبحنا في قومنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون يذبحون أبناءنا و يستحيون نساءنا .
33 - [تفسير القمي] أبي عن النضر عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين ع في قوله إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قال يرجع إليكم نبيكم ص .
34 -[تفسير القمي] وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ قال العذاب الأدنى عذاب الرجعة بالسيف و معنى قوله لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ أي يرجعون في الرجعة حتى يعذبوا .
35 - [تفسير القمي] فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ يعني العذاب إذا نزل ببني أمية و أشياعهم في آخر الزمان .
36 - [تفسير القمي] رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ إلى قوله مِنْ سَبِيلٍ قال الصادق ع ذلك في الرجعة .
37 - [تفسير القمي] قال علي بن إبراهيم في قوله وَ يُرِيكُمْ آياتِهِ يعني أمير المؤمنين و الأئمة صلوات الله عليهم في الرجعة فإذا رأوهم قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَ كَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ أي جحدنا بما أشركناهم فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَ خَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ .
38 -[تفسير القمي] وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ يعني فإنهم يرجعون يعني الأئمة إلى الدنيا .
39 - [تفسير القمي] فَارْتَقِبْ أي اصبر يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ قال ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر تغشى الناس كلهم الظلمة فيقولوا هذا عَذابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ فقال الله ردا عليهم أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى في ذلك اليوم وَ قَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ أي رسول قد بين لهم ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ قال قالوا ذلك لما نزل الوحي على رسول الله ص و أخذه الغشي فقالوا هو مجنون ثم قال إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ يعني إلى القيامة و لو كان قوله يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ في القيامة لم يقل إنكم عائدون لأنه ليس بعد الآخرة و القيامة حالة يعودون إليها ثم قال يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى يعني في القيامة إِنَّا مُنْتَقِمُونَ .
40 - [تفسير القمي] قال علي بن إبراهيم في قوله يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً قال في الرجعة .
41 -[تفسير القمي] حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ قال القائم و أمير المؤمنين ع في الرجعة فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً قال هو قول أمير المؤمنين لزفر و الله يا ابن صهاك لو لا عهد من رسول الله و كتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا و أقل عددا قال فلما أخبرهم رسول الله ما يكون من الرجعة قالوا متى يكون هذا قال الله قُلْ يا محمد إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً و قوله عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً قال يخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما كان قبله من الأخبار و ما يكون بعده من أخبار القائم ع و الرجعة و القيامة .
42 - [تفسير القمي] جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير في قوله فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لا ناصِرٍ قال ما له قوة يقوى بها على خالقه و لا ناصر من الله ينصره إن أراد به سوءا قلت إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً قال كادوا رسول الله ص و كادوا عليا ع و كادوا فاطمة ع فقال الله يا محمد إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَ أَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ يا محمد أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً لو قد بعث القائم ع فينتقم لي من الجبارين و الطواغيت من قريش و بني أمية و سائر الناس .
43 - [تفسير القمي] بالإسناد المتقدم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى قال يعني الكرة هي الآخرة للنبي ص قلت قوله وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى قال يعطيك من الجنة فترضى .
44 -[كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة] روى الشيخ الطوسي بإسناده عن الفضل بن شاذان يرفعه إلى بريدة الأسلمي قال قال رسول الله ص لعلي يا علي إن الله أشهدك معي سبعة مواطن و ساق الحديث إلى أن قال و الموطن السابع أنا نبقى حين لا يبقى أحد و هلاك الأحزاب بأيدينا .
45 -[عيون أخبار الرضا عليه السلام] تميم القريشي عن أبيه عن أحمد الأنصاري عن الحسن بن الجهم قال قال المأمون للرضا ع يا أبا الحسن ما تقول في الرجعة فقال ع إنها الحق قد كانت في الأمم السالفة و نطق بها القرآن و قد قال رسول الله ص يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة و قال ص إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى ابن مريم ع فصلى خلفه و قال ص إن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء قيل يا رسول الله ثم يكون ما ذا قال ثم يرجع الحق إلى أهله الخبر .
46 - [معاني الأخبار] أبي عن سعد عن البرقي عن محمد بن علي الكوفي عن سفيان عن فراس عن الشعبي قال قال ابن الكواء لعلي صلى الله عليه يا أمير المؤمنين أ رأيت قولك العجب كل العجب بين جمادى و رجب قال ويحك يا أعور هو جمع أشتات و نشر أموات و حصد نبات و هنات بعد هنات مهلكات مبيرات لست أنا و لا أنت هناك .
47 - [معاني الأخبار] ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن صالح بن ميثم عن عباية الأسدي قال سمعت أمير المؤمنين ع وهو مشتكي و أنا قائم عليه لأبنين بمصر منبرا و لأنقضن دمشق حجرا حجرا و لأخرجن اليهود و النصارى من كل كور العرب و لأسوقن العرب بعصاي هذه قال قلت له يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيا بعد ما تموت فقال هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهب يفعله يفعله رجل مني قال الصدوق رضي الله عنه إن أمير المؤمنين ع اتقى عباية الأسدي في هذا الحديث و اتقى ابن الكواء في الحديث الأول لأنهما كانا غير محتملين لأسرار آل محمد ص .
48 - [كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة] محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن صالح بن مسعود عن أبي الجارود عمن سمع عليا ع يقول العجب كل العجب بين جمادى و رجب فقام رجل فقال يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه فقال ثكلتك أمك و أي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله و لرسوله و لأهل بيته و ذلك تأويل هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ فإذا اشتد القتل قلتم مات أو هلك أو أي واد سلك و ذلك تأويل هذه الآية ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً .
49 -[تفسير القمي] أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد الله ع قال ما يقول الناس في هذه الآية وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً قلت يقولون إنها في القيامة قال ليس كما يقولون إن ذلك في الرجعة أ يحشر الله يوم القيامة من كل أمة فوجا و يدع الباقين إنما آية القيامة قوله وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً قال علي بن إبراهيم و مما يدل على الرجعة قوله وَ حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ فقال الصادق ع كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة فأما إلى القيامة فيرجعون و من محض الإيمان محضا و غيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب و محضوا الكفر محضا يرجعون .
50 - [تفسير القمي] أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله ع في قوله وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قال ما بعث الله نبينا من لدن آدم إلا و يرجع إلى الدنيا فينصر أمير المؤمنين و قوله لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ يعني رسول الله ص وَ لَتَنْصُرُنَّهُ يعني أمير المؤمنين ع قال علي بن إبراهيم و مثله كثير مما وعد الله تعالى الأئمة ع من الرجعة و النصر فقال وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ يا معشر الأئمة وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إلى قوله لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً فهذه مما يكون إذا رجعوا إلى الدنيا و قوله وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ فهذا كله مما يكون في الرجعة .
51 - [تفسير القمي] أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر قال ذكر عند أبي جعفر ع جابر فقال رحم الله جابرا لقد بلغ من علمه أنه كان يعرف تأويل هذه الآية إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ يعني الرجعة .
52 - [الخرائج و الجرائح] سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن فضيل عن سعد الجلاب عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال الحسين ع لأصحابه قبل أن يقتل إن رسول الله قال لي يا بني إنك ستساق إلى العراق و هي أرض قد التقى بها النبيون وأوصياء النبيين و هي أرض تدعى عمورا و إنك تستشهد بها و يستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد و تلا قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ يكون الحرب بردا و سلاما عليك و عليهم فأبشروا فو الله لئن قتلونا فإنا نرد على نبينا قال ثم أمكث ما شاء الله فأكون أول من ينشق الأرض عنه فأخرج خرجة يوافق ذلك خرجة أمير المؤمنين و قيام قائمنا ثم لينزلن على وفد من السماء من عند الله لم ينزلوا إلى الأرض قط و لينزلن إلى جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و جنود من الملائكة و لينزلن محمد و علي و أنا و أخي و جميع من من الله عليه في حمولات من حمولات الرب خيل بلق من نور لم يركبها مخلوق ثم ليهزن محمد لواءه و ليدفعنه إلى قائمنا مع سيفه ثم إنا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله ثم إن الله يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن و عينا من ماء و عينا من لبن ثم إن أمير المؤمنين ع يدفع إلي سيف رسول الله ص و يبعثني إلى المشرق و المغرب فلا آتي على عدو لله إلا أهرقت دمه و لا أدع صنما إلا أحرقته حتى أقع إلى الهند فأفتحها و إن دانيال و يوشع يخرجان إلى أمير المؤمنين يقولان صدق الله و رسوله و يبعث الله معهما إلى البصرة سبعين رجلا فيقتلون مقاتليهم و يبعث بعثا إلى الروم فيفتح الله لهم ثم لأقتلن كل دابة حرم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض إلا الطيب و أعرض على اليهود و النصارى و سائر الملل و لأخيرنهم بين الإسلام و السيف فمن أسلم مننت عليه و من كره الإسلام أهرق الله دمه و لا يبقى رجل من شيعتنا إلا أنزل الله إليه ملكا يمسح عن وجهه التراب و يعرفه أزواجه و منزلته في الجنة و لا يبقى على وجه الأرض أعمى و لا مقعد و لا مبتلى إلا كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت و لينزلن البركة من السماء إلى الأرض حتى إن الشجرة لتقصف بما يريد الله فيها من الثمرة و لتأكلن ثمرة الشتاء في الصيف و ثمرة الصيف في الشتاء و ذلك قوله تعالى وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ثم إن الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شي‏ء في الأرض و ما كان فيها حتى أن الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعملون .
53 - [منتخب البصائر] سعد عن ابن أبي الخطاب و ابن يزيد عن أحمد بن الحسن الميثمي عن محمد بن الحسين عن أبان بن عثمان عن موسى الحناط قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أيام الله ثلاثة يوم يقوم القائم ع و يوم الكرة و يوم القيامة .
54 - [معاني الأخبار] أبي عن الحميري عن ابن هاشم عن ابن أبي عمير عن المثنى مثله .
55 - [منتخب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن رجل عن جميل بن دراج عن المعلى بن خنيس و زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قالا سمعناه يقول إن أول من يكر في الرجعة الحسين بن علي ع و يمكث في الأرض أربعين سنة حتى يسقط حاجباه على عينيه .
56 -[منتخب البصائر] سعد عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال ليس من مؤمن إلا و له قتلة و موتة إنه من قتل نشر حتى يموت و من مات نشر حتى يقتل ثم تلوت على أبي جعفر ع هذه الآية كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ فقال و منشوره قلت قولك و منشوره ما هو فقال هكذا أنزل بها جبرئيل على محمد ص كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ و منشوره ثم قال ما في هذه الأمة أحد بر و لا فاجر إلا و ينشر أما المؤمنون فينشرون إلى قرة أعينهم و أما الفجار فينشرون إلى خزي الله إياهم أ لم تسمع أن الله تعالى يقول وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ و قوله يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ يعني بذلك محمدا ص قيامه في الرجعة ينذر فيها و قوله إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ يعني محمدا ص نذير للبشر في الرجعة و قوله هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ قال يظهره الله عز و جل في الرجعة و قوله حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ هو علي بن أبي طالب صلوات الله عليه إذا رجع في الرجعة قال جابر قال أبو جعفر ع قال أمير المؤمنين ع في قوله عز و جل رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ .
57 - [منتخب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن ابن عميرة عن أبي داود عن بريدة الأسلمي قال قال رسول الله ص كيف أنت إذا استيأست أمتي من المهدي فيأتيها مثل قرن الشمس يستبشر به أهل السماء و أهل الأرض فقلت يا رسول الله ص بعد الموت فقال و الله إن بعد الموت هدى و إيمانا و نورا قلت يا رسول الله أي العمرين أطول قال الآخر بالضعف .
58 - [منتخب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال قلت له قول الله عز و جل إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ قال ذلك و الله في الرجعة أ ما علمت أن في أنبياء الله كثيرا لم ينصروا في الدنيا و قتلوا و أئمة قد قتلوا و لم ينصروا فذلك في الرجعة قلت وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ قال هي الرجعة .
59 -[تفسير القمي] أحمد بن إدريس عن ابن عيسى مثله و فيه و الأئمة من بعدهم قتلوا و لم ينصروا في الدنيا .
60 - [منتخب البصائر] سعد عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى و ابن أبي الخطاب جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن زرارة قال كرهت أن أسأل أبا جعفر ع في الرجعة فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي منها فقلت أخبرني عمن قتل مات قال لا الموت موت و القتل قتل فقلت ما أحد يقتل إلا مات قال فقال يا زرارة قول الله أصدق من قولك قد فرق بين القتل و الموت في القرآن فقال ع أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ و قال لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ فليس كما قلت يا زرارة الموت موت و القتل قتل و قد قال الله عز و جل إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا قال فقلت إن الله عز و جل يقول كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ أ فرأيت من قتل لم يذق الموت فقال ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه إن من قتل لا بد أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت .
61 - [تفسير العياشي] عن زرارة مثله .
62 - [منتخب البصائر] سعد عن ابن أبي الخطاب عن الصفوان عن الرضا ع قال سمعته يقول في الرجعة من مات من المؤمنين قتل و من قتل منهم مات .
63 -[منتخب البصائر] سعد عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن أبي جميلة عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال إنه بلغ رسول الله ص عن بطنين من قريش كلام تكلموا به فقال يرى محمد أن لو قد قضى أن هذا الأمر يعود في أهل بيته من بعده فأعلم رسول الله ص ذلك فباح في مجمع من قريش بما كان يكتمه فقال كيف أنتم معاشر قريش و قد كفرتم بعدي ثم رأيتموني في كتيبة من أصحابي أضرب وجوهكم و رقابكم بالسيف قال فنزل جبرئيل ع فقال يا محمد قل إن شاء الله أو يكون ذلك علي بن أبي طالب ع إن شاء الله فقال رسول الله ص أو يكون ذلك علي بن أبي طالب ع إن شاء الله تعالى فقال جبرئيل ع واحدة لك و اثنتان لعلي بن أبي طالب ع و موعدكم السلام قال أبان جعلت فداك و أين السلام فقال ع يا أبان السلام من ظهر الكوفة .
64 -[منتخب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن اليقطيني عن علي بن الحكم عن المثنى بن الوليد عن أبي بصير عن أحدهما ع في قول الله عز و جل وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا قال في الرجعة .
65 -[تفسير العياشي] عن علي الحلبي عن أبي بصير مثله .
66 -[منتخب البصائر] بهذا الإسناد عن علي بن الحكم عن رفاعة عن عبد الله بن عطا عن أبي جعفر ع قال كنت مريضا بمنى و أبي ع عندي فجاءه الغلام فقال هاهنا رهط من العراقيين يسألون الإذن عليك فقال أبي ع أدخلهم الفسطاط و قام إليهم فدخل عليهم فما لبث أن سمعت ضحك أبي ع قد ارتفع فأنكرت و وجدت في نفسي من ضحكه و أنا في تلك الحال ثم عاد إلي فقال يا أبا جعفر عساك وجدت في نفسك من ضحكي فقلت و ما الذي غلبك منه الضحك جعلت فداك فقال إن هؤلاء العراقيين سألوني عن أمر كان مضى من آبائك و سلفك يؤمنون به و يقرون فغلبني الضحك سرورا أن في الخلق من يؤمن به و يقر فقلت و ما هو جعلت فداك قال سألوني عن الأموات متى يبعثون فيقاتلون الأحياء على الدين .
67 -[منتخب البصائر] سعد عن السندي بن محمد عن صفوان عن رفاعة مثله .
68 -[منتخب البصائر] بالإسناد عن علي بن الحكم عن حنان بن سدير عن أبيه قال سألت أبا جعفر عن الرجعة فقال القدرية تنكرها ثلاثا .
69 -[منتخب البصائر] سعد عن ابن أبي الخطاب عن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله ع فقلت إنا نتحدث أن عمر بن ذر لا يموت حتى يقاتل قائم آل محمد ص فقال إن مثل ابن ذر مثل رجل كان في بني إسرائيل يقال له عبد ربه و كان يدعو أصحابه إلى ضلالة فمات فكانوا يلوذون بقبره و يتحدثون عنده إذا خرج عليهم من قبره ينفض التراب من رأسه و يقول لهم كيت و كيت .
70 -[منتخب البصائر] سعد عن ابن هشام عن البرقي عن محمد بن سنان أو غيره عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع قال رسول الله ص لقد أسرى بي ربي عز و جل فأوحى إلي من وراء حجاب ما أوحى و كلمني بما كلم به و كان مما كلمني به أن قال يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ... الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إني أنا الله لا إله إلا أنا الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ إني أنا الله لا إله إلا أنا الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لي الأسماء الحسنى يسبح لي من في السماوات و الأرض و أنا العزيز الحكيم يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا الأول فلا شي‏ء قبلي و أنا الآخر فلا شي‏ء بعدي و أنا الظاهر فلا شي‏ء فوقي و أنا الباطن فلا شي‏ء دوني و أنا الله لا إله إلا أنا بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ يا محمد علي أول ما آخذ ميثاقه من الأئمة يا محمد علي آخر من أقبض روحه من الأئمة و هو الدابة التي تكلمهم يا محمد علي أظهره على جميع ما أوحيه إليك ليس لك أن تكتم منه شيئا يا محمد أبطنه الذي أسررته إليك فليس ما بيني و بينك سر دونه يا محمد علي علي ما خلقت من حلال و حرام علي عليم به بيان قوله تعالى علي علي الأول اسم و الثاني صفة أي هو عالي الشأن أو كلاهما اسمان و خبران لمبتدإ محذوف كما يقال هو فلان إذا كان مشتهرا معروفا في الكمال .
 71 -[منتخب البصائر] من كتاب سليم بن قيس الهلالي رحمة الله عليه الذي رواه عنه أبان بن أبي عياش و قرأ جميعه على سيدنا علي بن الحسين ع بحضور جماعة أعيان من الصحابة منهم أبو الطفيل فأقره عليه زين العابدين ع و قال هذه أحاديثنا صحيحة قال أبان لقيت أبا الطفيل بعد ذلك في منزله فحدثني في الرجعة عن أناس من أهل بدر و عن سلمان و المقداد و أبي بن كعب و قال أبو الطفيل فعرضت هذا الذي سمعته منهم على علي بن أبي طالب سلام الله عليه بالكوفة فقال هذا علم خاص لا يسع الأمة جهله و رد علمه إلى الله تعالى ثم صدقني بكل ما حدثوني و قرأ علي بذلك قراءة كثيرة فسره تفسيرا شافيا حتى صرت ما أنا بيوم القيامة أشد يقينا مني بالرجعة و كان مما قلت يا أمير المؤمنين أخبرني عن حوض النبي ص في الدنيا أم في الآخرة فقال بل في الدنيا قلت فمن الذائد عنه فقال أنا بيدي فليردنه أوليائي و ليصرفن عنه أعدائي و في رواية أخرى و لأوردنه أوليائي و لأصرفن عنه أعدائي فقلت يا أمير المؤمنين قول الله عز و جل وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ما الدابة قال يا أبا الطفيل أ له عن هذا فقلت يا أمير المؤمنين أخبرني به جعلت فداك قال هي دابة تأكل الطعام و تمشي في الأسواق و تنكح النساء فقلت يا أمير المؤمنين من هو قال هو زر الأرض الذي تسكن الأرض به قلت يا أمير المؤمنين من هو قال صديق هذه الأمة و فاروقها و ربيها و ذو قرنيها قلت يا أمير المؤمنين من هو قال الذي قال الله تعالى وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ و الذي عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ و الذي صَدَّقَ بِهِ و الناس كلهم كافرون غيره قلت يا أمير المؤمنين فسمه لي قال قد سميته لك يا أبا الطفيل و الله لو أدخلت على عامة شيعتي الذين بهم أقاتل الذين أقروا بطاعتي و سموني أمير المؤمنين و استحلوا جهاد من خالفني فحدثتهم ببعض ما أعلم من الحق في الكتاب الذي نزل به جبرئيل ع على محمد ص لتفرقوا عني حتى أبقى في عصابة من الحق قليلة أنت و أشباهك من شيعتي ففزعت و قلت يا أمير المؤمنين أنا و أشباهي متفرق عنك أو نثبت معك قال بل تثبتون ثم أقبل علي فقال إن أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه و لا يقر به إلا ثلاثة ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للإيمان يا أبا الطفيل إن رسول الله ص قبض فارتد الناس ضلالا و جهالا إلا من عصمه الله بنا أهل البيت .
72 - [تفسير العياشي] عن سلام بن المستنير عن أبي عبد الله ع قال لقد تسموا باسم ما سمى الله به أحدا إلا علي بن أبي طالب و ما جاء تأويله قلت جعلت فداك متى يجي‏ء تأويله قال إذا جاءت جمع الله أمامه النبيين و المؤمنين حتى ينصروه و هو قول الله وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ إلى قوله أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ فيومئذ يدفع رسول الله ص اللواء إلى علي بن أبي طالب ع فيكون أمير الخلائق كلهم أجمعين يكون الخلائق كلهم تحت لوائه و يكون هو أميرهم فهذا تأويله .
73 - [تفسير العياشي] عن زرارة قال أبو جعفر ع كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ لم يذق الموت من قتل و قال لا بد من أن يرجع حتى يذوق الموت.
74 - [تفسير العياشي] عن سيرين قال كنت عند أبي عبد الله ع إذ قال ما يقول الناس في هذه الآية وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ قال يقولون لا قيامة و لا بعث و لا نشور فقال كذبوا و الله إنما ذلك إذا قام القائم و كر معه المكرون فقال أهل خلافكم قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة و هذا من كذبكم تقولون رجع فلان و فلان لا و الله لا يبعث الله من يموت أ لا ترى أنهم قالوا وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ كانت المشركون أشد تعظيما للات و العزى من أن يقسموا بغيرها فقال الله بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا... لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‏ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .
75 - [منتخب البصائر] سعد عن ابن أبي الخطاب عن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ إلى آخر الآية فقال ذلك في الميثاق ثم قرأت التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ فقال أبو جعفر ع لا تقرأ هكذا و لكن اقرأ التائبين العابدين إلى آخر الآية ثم قال إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هم الذين اشترى منهم أنفسهم و أموالهم يعني في الرجعة ثم قال أبو جعفر ع ما من مؤمن إلا و له ميتة و قتلة من مات بعث حتى يقتل و من قتل بعث حتى يموت .
76 - [تفسير العياشي] عن أبي بصير مثله .
77 - [منتخب البصائر] سعد عن ابن عيسى و ابن عبد الجبار و أحمد بن الحسن بن فضال جميعا عن الحسن بن علي بن فضال عن حميد بن المثنى عن شعيب الحذاء عن أبي الصباح قال سألت أبا جعفر ع فقلت جعلت فداك أكره أن أسميها له فقال لي هو عن الكرات تسألني فقلت نعم فقال تلك القدرة و لا ينكرها إلا القدرية لا تنكره تلك القدرة لا تنكرها إن رسول الله ص أتي بقناع من الجنة عليه عذق يقال له سنة فتناولها رسول الله ص سنة من كان قبلكم .
78 - [منتخب البصائر] ابن عيسى عن الحسن عن الحسين بن علوان عن محمد بن داود العبدي عن الأصبغ بن نباتة أن عبد الله بن أبي بكر اليشكري قام إلى أمير المؤمنين سلام الله عليه فقال يا أمير المؤمنين إن أبا المعتمر تكلم آنفا بكلام لا يحتمله قلبي فقال و ما ذاك قال يزعم أنك حدثته أنك سمعت رسول الله ص يقول إنا قد رأينا أو سمعنا برجل أكبر سنا من أبيه فقال أمير المؤمنين ع فهذا الذي كبر عليك قال نعم فهل تؤمن أنت بهذا و تعرفه فقال نعم ويلك يا ابن الكواء افقه عني أخبرك عن ذلك أن عزيرا خرج من أهله و امرأته في شهرها و له يومئذ خمسون سنة فلما ابتلاه الله عز و جل بذنبه أماته مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ فرجع إلى أهله و هو ابن خمسين سنة فاستقبله ابنه و هو ابن مائة سنة و رد الله عزيرا إلى الذي كان به فقال ما تزيد فقال له أمير المؤمنين ع سل عما بدا لك قال نعم إن أناسا من أصحابك يزعمون أنهم يردون بعد الموت فقال أمير المؤمنين ع نعم تكلم بما سمعت و لا تزد في الكلام فما قلت لهم قال قلت لا أؤمن بشي‏ء مما قلتم فقال له أمير المؤمنين ع ويلك إن الله عز و جل ابتلى قوما بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سميت لهم ثم ردهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ثم أماتهم بعد ذلك قال فكبر على ابن الكواء و لم يهتد له فقال له أمير المؤمنين ع ويلك تعلم أن الله عز و جل قال في كتابه وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملإ من بني إسرائيل إن ربي قد كلمني فلو أنهم سلموا ذلك له و صدقوا به لكان خيرا لهم و لكنهم قالوا لموسى ع لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً قال الله عز و جل فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أ ترى يا ابن الكواء إن هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم بعد ما ماتوا فقال ابن الكواء و ما ذاك ثم أماتهم فكأنهم فقال له أمير المؤمنين ع لا ويلك أ و ليس قد أخبر الله في كتابه حيث يقول وَ ظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى فهذا بعد الموت إذ بعثهم و أيضا مثلهم يا ابن الكواء الملأ من بني إسرائيل حيث يقول الله عز و جل أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ و قوله أيضا في عزير حيث أخبر الله عز و جل فقال أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ و أخذه بذلك الذنب مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ و رده إلى الدنيا فقالَ كَمْ لَبِثْتَ فقالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فلا تشكن يا ابن الكواء في قدرة الله عز و جل .
79 - [منتخب البصائر] سعد عن ابن أبي الخطاب عن أبي خالد القماط عن عبد الرحمن القصير عن أبي جعفر ع قال قرأ هذه الآية إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ فقال هل تدري من يعني فقلت يقاتل المؤمنون فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ فقال لا و لكن من قتل من المؤمنين رد حتى يموت و من مات رد حتى يقتل و تلك القدرة فلا تنكرها .
80 - [تفسير العياشي] عن عبد الرحيم مثله .
 81 - [منتخب البصائر] بهذا الإسناد عن أبي خالد القماط عن حمران بن أعين عن أبي جعفر ع قال قلت له كان في بني إسرائيل شي‏ء لا يكون هاهنا مثله فقال لا فقلت فحدثني عن قول الله عز و جل أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ حتى نظر الناس إليهم ثم أماتهم من يومهم أو ردهم إلى الدنيا فقال بل ردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور و أكلوا الطعام و نكحوا النساء و لبثوا بذلك ما شاء الله ثم ماتوا بالآجال .
82 -  [منتخب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن اليقطيني عن الحسين بن سفيان عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال إن لعلي ع في الأرض كرة مع الحسين ابنه صلوات الله عليهما يقبل برايته حتى ينتقم له من بني أمية و معاوية و آل معاوية و من شهد حربه ثم يبعث الله إليهم بأنصاره يومئذ من أهل الكوفة ثلاثين ألفا و من سائر الناس سبعين ألفا فيلقاهم بصفين مثل المرة الأولى حتى يقتلهم و لا يبقى منهم مخبرا ثم يبعثهم الله عز و جل فيدخلهم أشد عذابه مع فرعون و آل فرعون ثم كرة أخرى مع رسول الله ص حتى يكون خليفة في الأرض و تكون الأئمة ع عماله و حتى يبعثه الله علانية فتكون عبادته علانية في الأرض كما عبد الله سرا في الأرض ثم قال إي و الله و أضعاف ذلك ثم عقد بيده أضعافا يعطي الله نبيه ص ملك جميع أهل الدنيا منذ يوم خلق الله الدنيا إلى يوم يفنيها حتى ينجز له موعودة في كتابه كما قال لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ .
83 - [الغيبة للشيخ الطوسي] محمد الحميري عن أبيه عن علي بن سليمان بن رشيد عن الحسن بن علي الخزاز قال دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا ع فقال له أنت إمام قال نعم فقال له إني سمعت جدك جعفر بن محمد ع يقول لا يكون الإمام إلا و له عقب فقال أ نسيت يا شيخ أم تناسيت ليس هكذا قال جعفر إنما قال جعفر لا يكون الإمام إلا و له عقب إلا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي ع فإنه لا عقب له فقال له صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدك يقول .
84 -  [تفسير العياشي] عن رفاعة بن موسى قال قال أبو عبد الله ع إن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن علي ع و أصحابه و يزيد بن معاوية و أصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة ثم قال أبو عبد الله ع ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً .
85 - [كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة] روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلى محمد بن علي عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ قال الموعود علي بن أبي طالب وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا و وعده الجنة له و لأوليائه في الآخرة .
86 - [المجالس للمفيد] الكاتب عن الزعفراني عن الثقفي عن إسماعيل بن أبان عن الفضل بن الزبير عن عمران بن ميثم عن عباية الأسدي قال سمعت عليا ع يقول أنا سيد الشيب و في سنة من أيوب و الله ليجمعن الله لي أهلي كما جمعوا ليعقوب .
87 - [رجال الكشي] أبو صالح خلف بن حماد عن سهل بن زياد عن علي بن المغيرة عن أبي جعفر ع قال كأني بعبد الله بن شريك العامري عليه عمامة سوداء و ذؤابتاها بين كتفيه مصعدا في لحف الجبل بين يدي قائمنا أهل البيت في أربعة آلاف مكبرون.
88 -  [رجال الكشي] عبد الله بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إني سألت الله في إسماعيل أن يبقيه بعدي فأبى و لكنه قد أعطاني فيه منزلة أخرى إنه يكون أول منشور في عشرة من أصحابه و منهم عبد الله بن شريك و هو صاحب لوائه .
89 -  [منتخب البصائر] سعد عن ابن عيسى و ابن أبي الخطاب معا عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي سلمة سالم بن مكرم الجمال مثله .
90- [رجال الكشي] وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه حدثني الحسن بن أحمد المالكي عن جعفر بن فضيل قال قلت لمحمد بن فرات لقيت أنت الأصبغ قال نعم لقيته مع أبي فرأيته شيخا أبيض الرأس و اللحية طوالا قال له أبي حدثنا بحديث سمعته من أمير المؤمنين ع قال سمعته يقول على المنبر أنا سيد الشيب و في شبه من أيوب و ليجمعن الله لي شملي كما جمعه لأيوب قال فسمعت هذا الحديث أنا و أبي من الأصبغ بن نباتة قال فما مضى بعد ذلك إلا قليلا حتى توفي رحمة الله عليه .
91- [رجال الكشي] طاهر بن عيسى عن الشجاعي عن الحسين بن بشار عن داود الرقي قال قلت له إني قد كبرت و دق عظمي أحب أن يختم عمري بقتل فيكم فقال و ما من هذا بد إن لم يكن في العاجلة تكون في الآجلة .
92- [رجال الكشي] أحمد بن محمد بن رباح عن محمد بن عبد الله بن غالب عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن عبد الله بن خفقة قال قال لي أبان بن تغلب مررت بقوم يعيبون على روايتي عن جعفر ع قال فقلت كيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سألته عن شي‏ء إلا قال قال رسول الله ص قال فمر صبيان و هم ينشدون العجب كل العجب بين جمادى و رجب فسألته عنه فقال لقاء الأحياء بالأموات .
93- [منتخب البصائر] وقفت على كتاب خطب لمولانا أمير المؤمنين ع و عليه خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس ما صورته هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق ع فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة لأنه ع انتقل بعد سنة مائة و أربعين من الهجرة و قد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد و بعض ما فيه عن غيرهما ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لأمير المؤمنين ع تسمى المخزون و هي الحمد لله الأحد المحمود الذي توحد بملكه و علا بقدرته أحمده على ما عرف من سبيله و ألهم من طاعته و علم من مكنون حكمته فإنه محمود بكل ما يولي مشكور بكل ما يبلي و أشهد أن قوله عدل و حكمه فصل و لم ينطق فيه ناطق بكان إلا كان قبل كان و أشهد أن محمدا عبد الله و سيد عباده خير من أهل أولا و خير من أهل آخرا فكلما نسج الله الخلق فريقين جعله في خير الفريقين لم يسهم فيه عائر و لا نكاح جاهلية ثم إن الله قد بعث إليكم رسولا مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ف اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ فإن الله جعل للخير أهلا و للحق دعائم و للطاعة عصما يعصم بهم و يقيم من حقه فيهم على ارتضاء من ذلك و جعل لها رعاة و حفظة يحفظونها بقوة و يعينون عليها أولياء ذلك بما ولوا من حق الله فيها أما بعد فإن روح البصر روح الحياة الذي لا ينفع إيمان إلا به مع كلمة الله و التصديق بها فالكلمة من الروح و الروح من النور و النور نور السماوات فبأيديكم سبب وصل إليكم منه إيثار و اختيار نعمة الله لا تبلغوا شكرها خصصكم بها و اختصكم لها وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ فأبشروا بنصر من الله عاجل و فتح يسير يقر الله به أعينكم و يذهب بحزنكم كفوا ما تناهى الناس عنكم فإن ذلك لا يخفى عليكم إن لكم عند كل طاعة عونا من الله يقول على الألسن و يثبت على الأفئدة و ذلك عون الله لأوليائه يظهر في خفي نعمته لطيفا و قد أثمرت لأهل التقوى أغصان شجرة الحياة و إن فرقانا من الله بين أوليائه و أعدائه فيه شفاء للصدور و ظهور للنور يعز الله به أهل طاعته و يذل به أهل معصيته فليعد امرؤ لذلك عدته و لا عدة له إلا بسبب بصيرة و صدق نية و تسليم سلامة أهل الخفة في الطاعة ثقل الميزان و الميزان بالحكمة و الحكمة فضاء للبصر و الشك و المعصية في النار و ليسا منا و لا لنا و لا إلينا قلوب المؤمنين مطوية على الإيمان إذا أراد الله إظهار ما فيها فتحها بالوحي و زرع فيها الحكمة و إن لكل شي‏ء إنى يبلغه لا يعجل الله بشي‏ء حتى يبلغ إناه و منتهاه فاستبشروا ببشرى ما بشرتم و اعترفوا بقربان ما قرب لكم و تنجزوا ما وعدكم إن منا دعوة خالصة يظهر الله بها حجته البالغة و يتم بها نعمه السابغة و يعطي بها الكرامة الفاضلة من استمسك بها أخذ بحكمة منها آتاكم الله رحمته و من رحمته نور القلوب و وضع عنكم أوزار الذنوب و عجل شفاء صدوركم و صلاح أموركم و سلام منا دائما عليكم تعلمون به في دول الأيام و قرار الأرحام فإن الله اختار لدينه أقواما انتخبهم للقيام عليه و النصرة له بهم ظهرت كلمة الإسلام و أرجاء مفترض القرآن و العمل بالطاعة في مشارق الأرض و مغاربها ثم إن الله خصصكم بالإسلام و استخلصكم له لأنه اسم سلامة و جماع كرامة اصطفاه الله فنهجه و بين حججه و أرف أرفه و حده و وصفه و جعله رضى كما وصفه و وصف أخلاقه و بين أطباقه و وكد ميثاقه من ظهر و بطن ذي حلاوة و أمن فمن ظفر بظاهره رأى عجائب مناظره في موارده و مصادره و من فطن بما بطن رأى مكنون الفطن و عجائب الأمثال و السنن فظاهره أنيق و باطنه عميق لا تنقضي عجائبه و لا تفنى غرائبه فيه ينابيع النعم و مصابيح الظلم لا تفتح الخيرات إلا بمفاتيحه و لا تنكشف الظلم إلا بمصابيحه فيه تفصيل و توصيل و بيان الاسمين الأعلين اللذين جمعا فاجتمعا لا يصلحان إلا معا يسميان فيعرفان و يوصفان فيجتمعان قيامهما في تمام أحدهما في منازلهما جرى بهما و لهما نجوم و على نجومهما نجوم سواهما تحمى حماه و ترعى مراعيه و في القرآن بيانه و حدوده و أركانه و مواضع تقادير ما خزن بخزائنه و وزن بميزانه ميزان العدل و حكم الفصل إن رعاة الدين فرقوا بين الشك و اليقين و جاءوا بالحق المبين قد بينوا الإسلام تبيانا و أسسوا له أساسا و أركانا و جاءوا على ذلك شهودا و برهانا من علامات و أمارات فيها كفاء لمكتف و شفاء لمشتف يحمون حماه و يرعون مرعاه و يصونون مصونة و يهجرون مهجوره و يحبون محبوبه بحكم الله و بره و بعظيم أمره و ذكره بما يجب أن يذكر به يتواصلون بالولاية و يتلاقون بحسن اللهجة و يتساقون بكأس الروية و يتراعون بحسن الرعاية بصدور برية و أخلاق سنية و بسلام رضية لا يشرب فيه الدنية و لا تشرع فيه الغيبة فمن استبطن من ذلك شيئا استبطن خلقا سنيا و قطع أصله و استبدل منزله بنقصه مبرما و استحلاله مجرما من عهد معهود إليه و عقد معقود عليه بالبر و التقوى و إيثار سبيل الهدى على ذلك عقد خلقهم و آخى ألفتهم فعليه يتحابون و به يتواصلون فكانوا كالزرع و تفاضله يبقى فيؤخذ منه و يفنى و بيعته التخصيص و يبلغ منه التخليص فانتظر أمره في قصر أيامه و قلة مقامه في منزله حتى يستبدل منزلا ليضع منحوله و معارف منقلبه فطوبى لذي قلب سليم أطاع من يهديه و تجنب ما يرديه فيدخل مدخل الكرامة فأصاب سبيل السلامة سيبصر ببصره و أطاع هادي أمره دل أفضل الدلالة و كشف غطاء الجهالة المضلة الملهية فمن أراد تفكرا أو تذكرا فليذكر رأيه و ليبرز بالهدى ما لم تغلق أبوابه و تفتح أسبابه و قبل نصيحة من نصح بخضوع و حسن خشوع بسلامة الإسلام و دعاء التمام و سلام بسلام تحية دائمة لخاضع متواضع يتنافس بالإيمان و يتعارف عدل الميزان فليقبل أمره و إكرامه بقبول و ليحذر قارعة قبل حلولها إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان لا يعي حديثنا إلا حصون حصينة أو صدور أمينة أو أحلام رزينة يا عجبا كل العجب بين جمادى و رجب فقال رجل من شرطة الخميس ما هذا العجب يا أمير المؤمنين قال و ما لي لا أعجب و سبق القضاء فيكم و ما تفقهون الحديث إلا صوتات بينهن موتات حصد نبات و نشر أموات وا عجبا كل العجب بين جمادى و رجب قال أيضا رجل يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه قال ثكلت الآخر أمه و أي عجب يكون أعجب منه أموات يضربون هام الأحياء قال أنى يكون ذلك يا أمير المؤمنين قال و الذي فلق الحبة و برأ النسمة كأني أنظر قد تخللوا سكك الكوفة و قد شهروا سيوفهم على مناكبهم يضربون كل عدو لله و لرسوله و للمؤمنين و ذلك قول الله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ ألا يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني إني بطرق السماء أعلم من العالم بطرق الأرض أنا يعسوب الدين و غاية السابقين و لسان المتقين و خاتم الوصيين و وارث النبيين و خليفة رب العالمين أنا قسيم النار و خازن الجنان و صاحب الحوض و صاحب الأعراف و ليس منا أهل البيت إمام إلا عارف بجميع أهل ولايته و ذلك قول الله تبارك و تعالى إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ألا يا أيها الناس سلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية تطأ في خطامها بعد موت و حياة أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض رافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها فإذا استدار الفلك قلت مات أو هلك بأي واد سلك فيومئذ تأويل هذه الآية ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً و لذلك آيات و علامات أولهن إحصار الكوفة بالرصد و الخندق و تخريق الزوايا في سكك الكوفة و تعطيل المساجد أربعين ليلة و تخفق رايات ثلاث حول المسجد الأكبر يشبهن بالهدى القاتل و المقتول في النار و قتل كثير و موت ذريع و قتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين و المذبوح بين الركن و المقام و قتل الأسبغ المظفر صبرا في بيعة الأصنام مع كثير من شياطين الإنس و خروج السفياني براية خضراء و صليب من ذهب أميرها رجل من كلب و اثني عشر ألف عنان من يحمل السفياني متوجها إلى مكة و المدينة أميرها أحد من بني أمية يقال له خزيمة أطمس العين الشمال على عينه طرفة يميل بالدنيا فلا ترد له راية حتى ينزل المدينة فيجمع رجالا و نساء من آل محمد ص فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها دار أبي الحسن الأموي و يبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد ص قد اجتمع عليه رجال من المستضعفين بمكة أميرهم رجل من غطفان حتى إذا توسطوا الصفائح الأبيض بالبيداء يخسف بهم فلا ينجو منهم أحد إلا رجل واحد يحول الله وجهه في قفاه لينذرهم و ليكون آية لمن خلفه فيومئذ تأويل هذه الآية وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ و يبعث السفياني مائة و ثلاثين ألفا إلى الكوفة فينزلون بالروحاء و الفاروق و موضع مريم و عيسى ع بالقادسية و يسير منهم ثمانون ألفا حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود ع بالنخيلة فيهجموا عليه يوم زينة و أمير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر فيخرج من مدينة يقال له الزوراء في خمسة آلاف من الكهنة و يقتل على جسرها سبعين ألفا حتى يحتمي الناس الفرات ثلاثة أيام من الدماء و نتن الأجساد و يسبي من الكوفة أبكارا لا يكشف عنها كف و لا قناع حتى يوضعن في المحامل يزلف بهن الثوية و هي الغريين ثم يخرج من الكوفة مئة ألف بين مشرك و منافق حتى يضربون دمشق لا يصدهم عنها صاد و هي إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ و تقبل رايات شرقي الأرض ليست بقطن و لا كتان و لا حرير مختمة في رءوس القنا بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد ص يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر يسير الرعب أمامها شهرا و يخلف أبناء سعد السقاء بالكوفة طالبين بدماء آبائهم و هم أبناء الفسقة حتى يهجم عليهم خيل الحسين ع يستبقان كأنهما فرسا رهان شعث غبر أصحاب بواكي و قوارح إذ يضرب أحدهم برجله باكية يقول لا خير في مجلس بعد يومنا هذا اللهم فإنا التائبون الخاشعون الراكعون الساجدون فهم الأبدال الذين وصفهم الله عز و جل إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ و المطهرون نظراؤهم من آل محمد ص و يخرج رجل من أهل نجران راهب يستجيب الإمام فيكون أول النصارى إجابة و يهدم صومعته و يدق صليبها و يخرج بالموالي و ضعفاء الناس و الخيل فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى فيكون مجمع الناس جميعا من الأرض كلها بالفاروق و هي محجة أمير المؤمنين و هي ما بين البرس و الفرات فيقتل يومئذ فيما بين المشرق و المغرب ثلاثة آلاف من اليهود و النصارى فيقتل بعضهم بعضا فيومئذ تأويل هذه الآية فَما زاَلَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ بالسيف و تحت ظل السيف و يخلف من بني أشهب الزاجر اللحظ في أناس من غير أبيه هرابا حتى يأتون سبطرى عوذا بالشجر فيومئذ تأويل هذه الآية فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ و مساكنهم الكنوز التي غنموا من أموال المسلمين و يأتيهم يومئذ الخسف و القذف و المسخ فيومئذ تأويل هذه الآية وَ ما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ و ينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند طلوع الشمس يا أهل الهدى اجتمعوا و ينادي من ناحية المغرب بعد ما تغيب الشمس يا أهل الهدى اجتمعوا و من الغد عند الظهر بعد تكور الشمس فتكون سوداء مظلمة و اليوم الثالث يفرق بين الحق و الباطل بخروج دابة الأرض و تقبل الروم إلى قرية بساحل البحر عند كهف الفتية و يبعث الله الفتية من كهفهم إليهم منهم رجل يقال له مليخا و الآخر كمسلمينا و هما الشاهدان المسلمان للقائم فيبعث أحد الفتية إلى الروم فيرجع بغير حاجة و يبعث بالآخر فيرجع بالفتح فيومئذ تأويل هذه الآية وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً ثم يبعث الله من كل أمة فوجا ليريهم ما كانوا يوعدون فيومئذ تأويل هذه الآية وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ و الورع خفقان أفئدتهم و يسير الصديق الأكبر براية الهدى و السيف ذي الفقار و المخصرة حتى ينزل أرض الهجرة مرتين و هي الكوفة فيهدم مسجدها و يبنيه على بنائه الأول و يهدم ما دونه من دور الجبابرة و يسير إلى البصرة حتى يشرف على بحرها و معه التابوت و عصى موسى فيعزم عليه فيزفر في البصرة زفرة فتصير بحرا لجيا لا يبقى فيها غير مسجدها كجؤجؤ السفينة على ظهر الماء ثم يسير إلى حروراء حتى يحرقها و يسير من باب بني أسد حتى يزفر زفرة في ثقيف و هم زرع فرعون ثم يسير إلى مصر فيصعد منبره فيخطب الناس فتستبشر الأرض بالعدل و تعطي السماء قطرها و الشجر ثمرها و الأرض نباتها و تتزين لأهلها و تأمن الوحوش حتى ترتعي في طرق الأرض كأنعامهم و يقذف في قلوب المؤمنين العلم فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من علم فيومئذ تأويل هذه الآية يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ و تخرج لهم الأرض كنوزها و يقول القائم كلوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ فالمسلمون يومئذ أهل صواب للدين أذن لهم في الكلام فيومئذ تأويل هذه الآية وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا فلا يقبل الله يومئذ إلا دينه الحق أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ فيومئذ تأويل هذه الآية أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَ أَنْفُسُهُمْ أَ فَلا يُبْصِرُونَ وَ يَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ انْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ فيمكث فيما بين خروجه إلى يوم موته ثلاثمائة سنة و نيف و عدة أصحابه ثلاثمائة و ثلاثة عشر منهم تسعة من بني إسرائيل و سبعون من الجن و مائتان و أربعة و ثلاثون منهم سبعون الذين غضبوا للنبي ص إذ هجمته مشركو قريش فطلبوا إلى نبي الله أن يأذن لهم في إجابتهم فأذن لهم حيث نزلت هذه الآية إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ ذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ و عشرون من أهل اليمن منهم المقداد بن الأسود و مائتان و أربعة عشر الذين كانوا بساحل البحر مما يلي عدن فبعث إليهم نبي الله برسالة فأتوا مسلمين و من أفناء الناس ألفان و ثمانمائة و سبعة عشر و من الملائكة أربعون ألفا من ذلك من المسومين ثلاثة آلاف و من المردفين خمسة آلاف فجميع أصحابه ع سبعة و أربعون ألفا و مائة و ثلاثون من ذلك تسعة رءوس مع كل رأس من الملائكة أربعة آلاف من الجن و الإنس عدة يوم بدر فبهم يقاتل و إياهم ينصر الله و بهم ينتصر و بهم يقدم النصر و منهم نضرة الأرض كتبتها كما وجدتها و فيها نقص حروف .
95- [الكافي] الحسين بن محمد و محمد بن يحيى عن محمد بن سالم بن أبي سلمة عن الحسن بن شاذان الواسطي قال كتبت إلى أبي الحسن الرضا ع أشكو جفاء أهل واسط و حملهم علي و كانت عصابة من العثمانية تؤذيني فوقع بخطه إن الله جل ذكره أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فلو قد قام سيد الخلق لقالوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ .
96-[تفسير القمي] فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ يعني القائم صلوات الله عليه و أصحابه لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ يعني تسود وجوههم وَ لِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ يعني رسول الله ص و أصحابه و أمير المؤمنين ع و أصحابه .
97- [تفسير القمي] حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ قال القائم و أمير المؤمنين ص .
98- [تفسير العياشي] عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ قال خروج الحسين ع في الكرة في سبعين رجلا من أصحابه الذين قتلوا معه عليهم البيض المذهبة لكل بيضة وجهان إلى آخر ما مر في باب الآيات المؤولة بالقائم ع .
99- [الإرشاد] مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عن أمير المؤمنين ع قال أنا سيد الشيب و في سنة من أيوب و سيجمع الله لي أهلي كما جمع ليعقوب شمله و ذلك إذا استدار الفلك و قلتم مات أو هلك إلى آخر ما مر في باب إخبار أمير المؤمنين ع بالقائم ع .
100- [الإرشاد] روى عبد الكريم الخثعمي عن أبي عبد الله ع قال إذا آن قيام القائم مطر الناس جمادى الآخرة و عشرة أيام من رجب مطرا لم تر الخلائق مثله فينبت الله به لحوم المؤمنين و أبدانهم في قبورهم و كأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب .
101 - [الإرشاد] روى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال يخرج مع القائم ع من ظهر الكوفة سبع و عشرون رجلا خمسة عشر من قوم موسى ع الذين كانوا يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ و سبعة من أهل الكهف و يوشع بن نون و سلمان و أبو دجانة الأنصاري و المقداد و مالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا و حكاما .

( اقتباس من شبكة السادة المباركة )

 
  • بحوث حول المهدي عليه السلام

    • الامام المهدي (عج) و دولة العدل الالهي | زكية كاظم جبار

      الزيارات: 17004

      بسم الله الرحمن الرحيمالمقدمةالحمد لله الذي جعل الحمد مجازاً الى حقيقة شكره وذريعة الى بلوغ رضوانه وجميل ذكره والصلاة والسلام على محمد الذي اجاز لح الحق قرب (قاب قوسين او ادنى وعلى اوصيائه وحملة عبئه أئمة الهدى ومصابيح الدجى (ذرية بعضها من بعض والله سميع...

      المزيد

    • أدلة مشتركة بين عموم المسلمين أنّ لهذه الاُمّة مهدياً | سيد علي الميلاني

      الزيارات: 5807

      وفي هذا الفصل نحاول أنْ نستدلّ بأدلة مشتركة بين عموم المسلمين ، وأقصد من عموم المسلمين الشيعة الاماميّة الاثني عشريّة وأهل السنّة بجميع مذاهبهم.في هذا الفصل نقاط وهي نقاط الاشتراك بين الجميع :النقطة الاولى : لا خلاف بين المسلمين في أنّ لهذه الاُمّة مهدياً ،...

      المزيد

    • الأمل يخفف ثقل الابتلاء | الشيخ كاظم القره غولي

      الزيارات: 1632

      الشيخ كاظم القره غولي إنّ الأمر المرتبط بقيام دولة الحق التي ستبسط فيها يد المعصوم عليه السلام على جميع أرجاء الدنيا، وانتشار العدل وسيادته، بنحو ساغ أن يعبر في الروايات الشريفة أنّه عليه السلام (يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)، فشدت النفوس...

      المزيد

    • الرجعة زمن الظهور في الأحاديث | شبكة السادة المباركة

      الزيارات: 5073

         قال تعالى (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ))أرسل الله تعالى الرسول وأنزل عليه القرآن هدى للناس وتبيينا لأمور دينهم ودنياهم وبما ان هذا القرآن فيه المحكم والمتشابه وفيه الظاهر...

      المزيد

    • القوّة الالهيّة عند صاحب الزمان عج | السيد علي الصدر

      الزيارات: 38598

      القوّة الالهيّة : هناك سؤال يُطرح كثيراً في أنه كيف يغلب الامام المهدي ( عليه السلام ) ويستولي على العالم ، وكيف تخضع له الحكومات مع امتلاكهم هذه الأسلحة الفتّاكة ، والأجهزة الحديثة ؟ وسرعان ما يتجلّى الجواب إذا عرفنا بأنّه ( عليه السلام ) مقرون بلا فصل مع...

      المزيد

    • المهدي عليه السلام من ولد فاطمة عليها السلام | الشيخ حسان سويدان

      الزيارات: 7579

      المهدي عليه السلام من ولد فاطمة عليها السلام الشيخ حسان سويدان عن سعيد بن المسيب قال: كنا عند أم سلمة، فتذاكرنا المهدي عليه السلام فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: المهدي حق وهو من ولد فاطمة، وعن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه انّ النبي صلى...

      المزيد

    • النصّ على عدد الاثني عشر عند الاماميه

      الزيارات: 3297

      وهذه الأخبار على ضربين : أحدهما يتضمّن النصّ على عدد الاثني عشر على الجملة ، والثاني : يتضمّن النصّ على أعيان الأئمّة الاثني عشر على التفصيل. فأمّا الضرب الأول منهما: فنحو ما رواه محمد بن يعقوب الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن...

      المزيد

    • دور الأسرة في التمهيد للإمام المهدي عليه السلام | الشيخ حسين الاسدي

      الزيارات: 5362

      تناقل علماء الاجتماع كلمة رفعوها شعاراً لبدء سعادة المجتمع، هي (انّ سعادة المجتمع تبدأ من سعادة الاسرة). فإنّ الاسرة هي نواة المجتمع، وكلّما تماسكت الاسرة كلّما كان المجتمع اقرب الى التماسك والسعادة.وهذه حقيقة واقعية لا ينكرها إلاّ مكابر. فالفرد اذا نشأ في...

      المزيد

    • في إثبات إمامة المهدي عليه السلام ووجوده | السيد علي بن عبد الكريم النجفي

      الزيارات: 3563

      لابدّ من ذكر إثبات إمامة المهدي عليه السلام ووجوده وعصمته بالأدلة العقلية، وإنْ كان إثبات إمامة آبائه عليهم السلام يثبت بها وجوده وإمامته، لأنّ ذلك أصل يترتب على هذا، ومقام يرجع هذا البحث إليه، ولكنْ نذكر هنا ما يقطع حجّة جاحديه ويعلم أنّ الحق (له) ومعه...

      المزيد

    • في غيبة ادريس النبي عليه السلام | الشیخ الصدوق

      الزيارات: 13714

      ( في غيبة إدريس النبي عليه السلام )فأول الغيبات غيبة إدريس النبي عليه السلام المشهورة حتى آل الامر بشيعته إلى أن تعذر عليهم القوت وقتل الجبار من قتل منهم وأفقر وأخاف باقيتهم ، ثم ظهرعليه السلام فوعد شيعته بالفرج وبقيام القائم من ولده ، وهو نوح عليه السلام...

      المزيد

    • فيما ذكر في بيان عمره الشريف عج | الشيخ الطوسي

      الزيارات: 5090

      فيما ذكر في بيان(1) عمره عليه السلامقد بينا بالاخبار الصحيحة بأن مولد صاحب الزمان عليه السلام كان في سنة ست وخمسين ومائتين وأن أباه عليه السلام مات في سنة ستين(2) فكانت له حينئذ أربع سنين فيكون عمره إلى حين خروجه ما يقتضيه الحساب ولا ينافي ذلك الاخبار التي...

      المزيد

    • قراءة في كتاب ترجمة الامام المنتظر عليه السلام | محمد الخاقاني

      الزيارات: 1768

      جاء الكتاب في طبعته الأولى ١٤٣٦هـ بـ(١٣٤) صفحة من القطع الوزيري.وهو من نشر وتقديم مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلامفي النجف الأشرف. ومن تحقيق وتعليق الشيخ محمد جاسم الماجدي.

      المزيد

    • كيف نؤمن بأن المهدي ع قد وجد | السيد محمد الصدر

      الزيارات: 10265

      ( المبحث الخامس ) كيف نؤمن بأن المهدي قد وجد  (102) ونصل الآن إلى السؤال الرابع وهو يقول : هب أنّ فرضية القائد المنتظر ممكنة بكلّ ما تستبطنه من عمر طويل ، وإمامة مبكرة ، وغيبة صامتة ، فإنّ الإمكان لا يكفي للاقتناع بوجوده فعلاً. فكيف نؤمن فعلاً بوجود المهدي؟ وهل تكفي بضع روايات...

      المزيد

    • ما روي من النصوص على أعيان الأئمّة الاثني عشر

      الزيارات: 4548

      وأما الضرب الثاني ـ وهو ما روي من النصوص على أعيان الأئمّة الاثني عشر عليهم‌السلام ـ فمن ذلك : ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه‌الله قال : حدّثنا أبي ، ومحمد بن موسى بن المتوكّل ، ومحمد بن عليّ ماجيلويه ، وأحمد بن عليّ بن إبراهيم ، والحسين بن إبراهيم بن ناتانه ،...

      المزيد

    • ماهي دابة الأرض التي استدلو بها على الرجعه

      الزيارات: 30479

      ماهي دابة الأرض؟ الدابة تطلق في اللغة على كلِّ ما يدبُّ ويتحرك على وجه الأرض من الإنسان والحيوان وغيره ، قال تعالى : ( وَمَا مِن دابَّةٍ في الأرضِ إلاّ على اللّه رِزقُها ) (3) ، وقال تعالى : ( ولو يُؤاخِذُ اللّه النَّاسَ بِظُلمِهِم مَّا تَرَكَ عَليها مِن...

      المزيد

    • نبي الله داود و المهدي عليهما السلام | شبكة السادة المباركة

      الزيارات: 8079

      نبي الله داود و المهدي عليهما السلام    فلمّا كان زمان داوود (عليه السلام) كان له أربعة إخوة ولهم أب شيخ كبير، وكان داوود من بينهم خامل الذِّكر وكان أصغر أخوته لا يعلمون أنّه داوود النبي المنتظر الَّذي يطهّر الأرض من جالوت وجنوده، وكانت الشيعة يعلمون أنّه قد وُلد وبلغ...

      المزيد

    • وجه الانتفاع بالإمام الغائب عليه السلام | الشيخ محمد علي الدكسن

      الزيارات: 6627

      لقد وردت أحاديث متعددة تذكر فوائد وجود الإمام الغائب عليه السلام ووجه الانتفاع به، وفيما يلي نذكر بعضها:- جاء في (كمال الدين) عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه: أنّه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هل ينتفع الشيعة بالقائم عليه السلام في...

      المزيد

    • وفود بالأموال التي كانت تحمل على الرسم للامام العسكري | السيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم النيلي النجفي

      الزيارات: 2265

      ومن ذلك بالطريق المذكور يرفعه إلى أبي الحسن عليّ بن سنان الموصلي ، قال : حدّثني أبي ، قال : لمّا قبض سيّدنا أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليه‌السلام قدم من قم والجبال وفود بالأموال التي كانت تحمل على الرسم [ والعادة ] (1) ، ولم يكن عندهم خبر بوفاة الحسن...

      المزيد

    • آثار استعجال الناس للظهور | السيد محمد علي بحر العلوم

      الزيارات: 2019

        روي عن الإمام الصادق عليه السلام: (إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر إنّ الله عز وجل لا يعجَلُ لعجلة العباد إنّ لهذا الأمر غايةً ينتهي إليها فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعةً ولم يستأخروا).

      المزيد

    • أدلة السفارة | الشيخ محمد آل عبيدان القطيفي

      الزيارات: 4053

      كيف يتمّ تعيين شخص من الأشخاص سفيراً للناحية المقدّسة؟.وكيف يحرز المجتمع الشيعي سفارته؟.من الطبيعي لابدّ وأنْ يكون ما يأتي به السفير المدّعي لمنصب السفارة يشتمل جانبين، يشتمل الجانب الإعجازي منجهه، كما يشتمل ما يوجب التصديق به، بأنْ يكون أمراً معروفاً...

      المزيد

    < 1 2 3 >