في ذكر علامات خروجه عليه‌ السلام

البريد الإلكتروني طباعة

في ذكر علامات خروجه عليه‌ السلام

قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيامه عليه‌السلام ، فمن ذلك ما رواه صفوان بن يحيى ، عن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :  « خمس قبل قيام القائم : اليماني ، والسفياني ، والمنادي ينادي من السماء ، وخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكيّة » (1).
ومنه ما رواه عليّ بن عاصم ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :  « لا تقوم الساعة حتى يخرج المهديّ من ولدي ، ولا يخرج المهديّ حتى يخرج ستّون كذّابا كلّهم يقول : أنا نبيّ » (2).
وروى الفضل بن شاذان ، عمن رواه ، عن أبي حمزة قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : خروج السفياني من المحتوم؟ قال :  « نعم ، والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم ، واختلاف بني العباس محتوم ، وقتل النفس الزكيّة محتوم ، وخروج القائم من آل محمد محتوم ».
قلت له : وكيف يكون النداء؟ فقال :  « ينادي مناد من السماء أوّل النهار : ألا إنّ الحقّ مع آل عليّ وشيعته ، ثمّ ينادي إبليس في آخر النهار : ألا إنّ الحقّ مع عثمان (3) وشيعته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون » (4).
__________________
(1) كمال الدين : 649 / 1.
(2) إرشاد المفيد 2 : 371 ، كشف الغمة 2 : 459 ، ورواه الطوسي في الغيبة : 434 / 424 دون ذكر ( حتى يخرج المهدي من ولدي ولا يخرج المهدي ).
(3) المراد عثمان بن عنبسة ، وهو السفياني.
(4) ارشاد المفيد 2 : 371 ، وباختلاف في كمال الدين : 652 / 14 ، غيبة الطوسي : 474 / 497 ، وصدره في : الفصول المهمة : 302.

279

وروى الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :  « لا يخرج القائم حتّى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلّهم يدعو إلى نفسه » (1).
وروى صالح بن عقبة ، عن عبد الله بن محمد الجعفيّ ، عن جابر قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام :  « توقّوا آخر دولة بني العبّاس ، فإنّ لهم في شيعتنا لذعات أمضّ من الحريق الملتهب ».
وروى عمّار الساباطيّ ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال :  « آخر دولة ولد العبّاس ضرام عرفج (2) ، يلتهب ، فتوقوهم فإنّ المتوقّي لهم فائز ».
وروى الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، والعلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول :  « إنّ قدّام القائم علامات تكون من الله تعالى للمؤمنين ».
قلت : فما هي جعلني الله فداك؟
قال :  « ذاك قول الله عزّ وجل : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم ) يعني المؤمنين قبل خروج القائم ( بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَ‌اتِ وَبَشِّرِ‌ الصَّابِرِ‌ينَ ) (3) قال :  « يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في
__________________
435 / 425.
(1) ارشاد المفيد 2 : 372 ، غيبة الطوسي : 437 / 428 ، الخرائج والجرائح 3 : 1162 ، كشف الغمة 2 : 459.
(2) العرفج : شجر معروف صغير سريع الاشتعال بالنار ، ولهبه شديد الحمرة ، يبالغ بحمرته فيقال : كضرام عرفج.
 « انظر : النهاية 3 : 219 ، لسان العرب 2 : 323 ».
(3) البقرة 2 : 155.

280

آخر سلطانهم ، والجوع بغلاء الأسعار ، ونقص من الأموال بكساد (1) التجارات وقلّة الفضل ، ونقص من الأنفس بالموت الذريع ، ونقص من الثمرات قلّة ريع ما يزرع وقلّة بركات الثمرات ، وبشّر الصابرين عند ذلك بتعجيل خروج القائم » ثم قال لي :  « يا محمد ، هذا تأويله ، انّ الله تعالى يقول : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّ‌اسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (2) » (3).
وروى عليّ بن مهزيار ، عن عبد الله بن محمد الحجّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن شعيب الحذّاء ، عن أبي صالح مولى بني العذراء قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول :  « ليس بين قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكيّة إلاّ خمس عشرة ليلة » (4).
وروى محمد بن أبي البلاد ، عن عليّ بن محمد الأودي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال :  « بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض ، وجراد في حينه وجراد في غير حينه ، كألوان الدم ، فأمّا الموت الأحمر فالسيف ، وأمّا الموت الأبيض فالطاعون » (5).
وروى الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر بن يزيد الجعفيّ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال :  « الزم الأرض ولا تحرّك يدا
__________________
(1) في نسختي  « ط » و  « ق » : بفساد.
(2) آل عمران 3 : 7.
(3) كمال الدين : 649 / 3 ، غيبة النعماني : 250 / 5 ، دلائل الامامة : 259 ، وباختلاف يسير في : الامامة والتبصرة : 139 / 132 ، وارشاد المفيد 2 : 377 ، والخرائج والجرائح 3 : 1153 / 60.
(4) كمال الدين : 649 / 2 ، غيبة الطوسي : 445 / 440 ، ارشاد المفيد 2 : 274.
(5) ارشاد المفيد 2 : 372 ، غيبة الطوسي : 438 / 430 ، غيبة النعماني : 277 / 61 ، الخرائج والجرائح 3 : 1152.

281

ولا رجلا حتّى ترى علامات أذكرها لك ، وما أراك تدرك [ ذلك ] : اختلاف بني العباس ، ومناد ينادي من السماء ، وخسف قرية من قرى الشام تسمّى الجابية ، ونزول الترك الجزيرة ، ونزول الروم الرملة ، واختلاف كثير عند ذلك في كلّ أرض حتّى تخرب الشام ، ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها : راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني » (1).
وروى قتيبة عن محمد بن عبد الله بن منصور البجليّ قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن اسم السفياني فقال :  « وما تصنع باسمه؟! إذا ملك كور الشام الخمس : دمشق ، وحمص ، وفلسطين ، والاردن ، وقنسرين ، فتوقّعوا عند ذلك الفرج ».
قلت : يملك تسعة أشهر؟
قال :  « لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا تزيد يوما » (2).
وروى محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن اذينة ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام :  « قال أبي عليه‌السلام : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة ، وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر جدري ، إذا رأيته حسبته أعور ، اسمه عثمان وأبوه عيينة ، وهو من ولد أبي سفيان ، حتّى يأتي أرضا ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها » (3).
وروى عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام في قوله تعالى : ( سَنُرِ‌يهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ
__________________
(1) ارشاد المفيد 2 : 372 ، الاختصاص : 249 ، الغيبة للنعماني : 279 / 67 ، الغيبة للطوسي : 441 / 434 ، الخرائج والجرائح 3 : 1156 ، الفصول المهمة : 301.
(2) كمال الدين : 651 / 11.
(3) كمال الدين : 651 / 9 ، الخرائج والجرائح 3 : 1150.

282

الْحَقُّ ) (1) قال :  « الفتن في آفاق الأرض ، والمسخ في أعداد الحقّ » (2)
وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ) (3) قال :  « سيفعل الله ذلك بهم ».
قال : فقلت : من هم؟
قال :  « بنو اميّة وشيعتهم ».
قلت : وما الآية؟
قال :  « ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر ، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه ، ذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه » (4).
العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما‌السلام قال :  « إذا رأيتم نارا من المشرق كهيئة المرد (5) العظيم يطلع ثلاثة أيّام أو سبعة ـ الشكّ من العلاء ـ فتوقّعوا فرج آل محمد ، إنّ الله عزيز كريم » (6).
علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :
__________________
(1) فصلت 41 : 53.
(2) ارشاد المفيد 2 : 373.
(3) الشعراء 26 : 4.
(4) ارشاد المفيد 2 : 373.
(5) كذا في نسخنا ، وفي غيبة النعماني : الهردي ، وهو الثوب المصبوغ بالهرد ، أي بالكركم.
وقيل : هو الذي يصبغ بالورس ثم بالزعفران فيجيء لونه مثل لون زهرة الحوذانة.
ولعل المراد به أنّ لون هذه النار العظيمة صفراء تميل إلى الحمرة لشدة اشتعالها. والله تعالى هو العالم.
انظر : لسان العرب 3 : 435.
(6) الغيبة للنعماني : 253 / 13.

283

« إنّ قدّام القائم لسنة غيداقة (1) تفسد الثمر في النخل ، فلا تشكّوا في ذلك » (2).
سيف بن عميرة ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :  « خروج الثلاثة : السفياني والخراساني واليماني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد ، وليس فيها راية أهدى من راية اليماني ، لأنّه يدعو إلى الحقّ » (3).
عليّ بن أسباط ، عن الحسن بن الجهم قال : سأل رجل أبا الحسن عليه‌السلام عن الفرج ، فقال :  « تريد الإكثار أم اجمل لك؟ »
قال : بل تجمل لي.
قال :  « إذا ركزت رايات قيس بمصر ، ورايات كندة بخراسان » (4).
إبراهيم بن محمد بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :  « سنة الفتح ينشق الفرات حتّى يدخل أزقّة الكوفة » (5).
الحسين بن يزيد ، عن منذر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :  « يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر في السماء ، وحمرة تجلّل السماء ، وخسف ببغداد ، وخسف ببلد البصرة ، ودماء تسفك بها ، وخراب دورها ، وفناء يقع في أهلها ، وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار » (6).
__________________
(1) الغدق : المطر الكثير العام ، وقد غيدق المطر : كثر  « لسان العرب 10 : 282 ».
(2) ارشاد المفيد 2 : 377 ، غيبة الطوسي : 449 / 450 ، الخرائج والجرائح 3 : 1164
(3) ارشاد المفيد 2 : 375 ، غيبة الطوسي : 446 / 443 ، الخرائج والجرائح 3 : 1163
(4) ارشاد المفيد 2 : 376 ، غيبة الطوسي : 448 / 449 ، الخرائج والجرائح 3 : 1164
(5) ارشاد المفيد 2 : 377 ، غيبة الطوسي : 451 / 456 ، الخرائج والجرائح 3 : 1164
(6) ارشاد المفيد 2 : 378.

284

الفضل بن شاذان ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة الأزدي قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام :  « آيتان تكونان قبل قيام القائم : كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان ، وخسوف القمر في آخره ».
قال : فقلت : يا ابن رسول الله ، تنكسف الشمس في النصف من الشهر والقمر في آخر الشهر؟
فقال :  « أنا أعلم بما قلت ، إنّهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم عليه‌السلام » (1).
عبد الله بن بكير ، عن عبد الملك بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن سعيد ابن جبير قال : إنّ السنة التي يقوم فيها المهديّ تمطر الأرض أربعا وعشرين مطرة ترى آثارها وبركاتها (2) إن شاء الله (3).
__________________
(1) الكافي 8 : 212 / 258 ، ارشاد المفيد 2 : 374 ، غيبة الطوسي : 444 / 439 ، غيبة النعماني : 271 / 45.
(2) في نسخة  « ط » : وبركتها.
(3) ارشاد المفيد 2 : 373 ، غيبة الطوسي : 443 / 435.

ضمن كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى - ج 2 الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي