عائشة تعترف بفضل أمير المؤمنين عليه السلام
القاضي النعمان بن محمّد التميميّ المغربي
منذ 11 سنةعائشة تعترف بفضله
[٧٠] وبآخر يرفعه إلى جميع بن عمير ، قال : دخلت مع عمّتي [ على ] (1) عائشة ، فسألتها : أيّ النساء كانت أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟
فقالت : فاطمة رضوان الله عليها. فقالت لها : فمن كان أحبّ إليه من الرجال ؟ قالت : بعلها علي بن أبي طالب ، ولقد كان كما علمت [ صوّاما ] قوّاما.
[٧١] قال : وسألتها امرأة في مقام آخر : من كان أحبّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله إليه ؟ قالت : علي بن أبي طالب. ما ظنّكم برجل سالت نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله في يده ، فمسح بها وجهه.
[٧٢] وبآخر عن جميع بن عمير أيضاً ، إنه قال : قالت عمّتي لعائشة : ما حملك على الخروج على علي عليه السلام ؟ فقالت : دعيني عن هذا ، والله ، ما كان أحد من الرجال أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله من علي عليه السلام ، ولا في النساء من فاطمة.
[٧٣] وبآخر ، إنه قيل لعائشة : كيف كانت منزلة علي فيكم ؟ قالت : سبحان الله ! أتسألوني عن رجل لما قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله ، قال الناس : أين يدفن ؟ (2) فقال علي عليه السلام : إنه ليس بأرضكم هذه بقعة أحب إلى الله من البقعة التي قبض فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فادفنوه بها.
وكيف تسألوني عن رجل فاضت (3) نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله في يده فمسح بها وجهه ؟.
وكيف تسألوني عن رجل وضع يده من رسول الله صلّى الله عليه وآله موضعاً لم يضع أحد يده عليه غيره (4) ـ يعني على سوئه عند غسله ـ. وكان أحبّ الناس إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله.
فقيل لها : فكيف خرجت عليه مع علمك هذا فيه ؟ قالت : دعوني من هذا. فلو قدرت أن أفتدي منه بما على الأرض لفعلت (5).
[٧٤] عن مسروق ، قال : دخلت على عائشة فقالت لي : يا مسروق : إنك من أبرّ ولدي بي ، وإنّي أسألك عن شيء فأخبرني به. فقلت : سلي يا اُمّاه عمّا شئت. قالت : [ المخدج ] (6) من قتله ؟ قلت : علي بن أبي طالب عليه السلام. قالت : وأين قتله ؟ قلت : على نهر يقال لأعلاه تامرا ، ولأسفله (7) النهروان بين [ اخافيق وطرقا ] (8). فقالت : لعن الله فلاناً ـ تعني عمرو بن العاص ـ فإنّه أخبرني إنّه قتله على نيل مصر (9). قال مسروق : يا اُمّاه ! فأنّي أسألك بحقّ الله [ وبحقّ رسوله وبحقّي ] (10) ، فأنّي ابنك (11) لما أخبرتيني بما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وآله فيهم. قالت : سمعته يقول فيهم [ أهل النهروان ] : هم شرّ الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة ، وأقربهم إلى الله وسيلة (12). قال مسروق : وكان الناس يومئذ أخماساً ، فأتيتها بخمسين رجلاً ـ عشرة من كل خمس (13) ـ فشهدوا لها أنّ عليّاً عليه السلام قتله (14).
الهوامش
1. وفي الأصل : الى.
2. وفي بحار الانوار ٩ / ٣٣٦ ط ١ : فقيل : أين تدفنوه ؟
3. وفي تاريخ دمشق ٣ / ١٥ حديث ١٠٣٧ : سالت.
4. وفي بحار الانوار ٩ / ٣٣٦ ط ١ : موضعا لم يضعها احد.
5. وفي المناقب لابن شهر اشوب ٣ / ٦٧ : عن الدارى باسناده عن الاصبغ بن نباتة وعن جميع التميمي كليهما عن عائشة : انها لما روت هذا الخبر ، قيل لها : فلم حاربتيه؟ قالت : ما حاربته من ذات نفسي إلا حملني طلحة والزبير. وفي رواية : أمر قدر وقضاء غلب.
6. وفي الاصل : المخدع في نسخة ـ أ ـ.
7. وفي كشف الغمة ١ / ١٥٩ لأسفله تامرا ولأعلاه النهروان.
8. وفي الأصل : احافيف وطرق. الأخافيق : شقوق في الأرض. وفي الحديث : فوقصت به ناقته في
اخافيق جردان. وقال الأصمعى : انما هى لخافيق واحدها لخفوق. وقال الأزهري صحيحه كما جاءت في الحديث اخافيقاً
9. ذكر فضل بن شاذان المتوفى ٢٦٠ هـ في الإيضاح ص ٨٦ : عن ابي خالد الاحمر عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت : لعن الله عمرو بن العاص ما أكذبه لقوله : انّه قتل ذا الثدية بمصر. وروى البحراني في غاية المرام ص ٤٥١ الباب الاول الحديث ٢١ نقلا من كتاب صفين للمدائني عن مسروق : انّ عائشة قالت له ـ لما عرفت ـ : من قتل ذي الثدية ؟ لعن الله عمرو بن العاص فانه كتب إليّ يخبرني انّه قتله بالإسكندرية إلا انّه ليس يمنعني ما في نفسي ان أقول ما سمعته من رسول الله ، سمعته يقول : يقتله خير امتي من بعدي.
10. وفي الأصل : حقّ رسوله وحقي.
11. وفي مناقب ابن المغازلي ص ٥٥ : فاني من ولدك.
12. واضاف في كشف الغمة ١ / ١٥٩ : يوم القيامة.
13. ًوفي كشف الغمة : ١ / ١٥٩ : فأتيتها بسبعين رجلاً من كل سبع عشرة وكان الناس إذ ذاك أسباعا.
14. وفي مناقب ابن المغازلي ( ص ٥٦ ) اضاف : قتله على نهر يقال لأعلاه تأمر ولأسفله النهروان بين [ احقافيق ] وطرفاء.
كتاب : [ شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ] / المجلّد : 1 / الصفحة : 140 ـ 142
التعلیقات