- السيدة زينب
- تاريخ ميلاد السيدة زينب
- السيّدة زينب في عهد جدّها الرسول ( ص )
- السيدة زينب في عهد أمها البتول
- السيّدة زينب مع أخيها الإمام الحسن المجتبى
- العلاقات الودّية بين السيدة زينب وأخيها الإمام الحسين عليه السلام
- زواج السيدة زينب عليها السلام
- السيدة زينب وفاجعة كربلاء
- زحف الجيش الأموي نحو خيام آل محمد ( عليهم السلام )
- مقتل أولاد السيّدة زينب
- مقتل سيدنا أبي الفضل العباس
- ليلة عاشوراء
- الإمام الحسين يودع السيّدة زينب
- نياحة السيدة زينب على سيد الشهداء
- يوم الأربعين
- تاريخ وفاة السيدة زينب عليها السلام
- جميع الصفحات
الصفحة 8 من 16
كانت السيدة زينب ( عليها السلام ) تَشعر باقتراب الخطر يوماً بعد يوم ، وساعةً بعد ساعة ، وكيف لا ؟ والسيل البشري يتدفّق نحو أرض كربلاء لقتل ريحانة رسول الله وسبطه الحبيب ؟ وآخر راية وصلت إلى كربلاء : راية شمر بن ذي الجوشن في ستّة آلاف مقاتل ، ومعه الحُكم الصادر مِن عبيد الله بن زياد ، يأمر فيه ابن سعد أن يُخيّر الإمام الحسين بين أمرين :
1 ـ الإستسلام.
2 ـ الحرب.
فزحف الجيش الأموي نحو خيام آل محمد ( عليهم السلام ) ونظرت السيدة زينب إلى أسراب من الذئاب تتراكض نحو بيوت الرسالة والإمامة.
ليلة عاشوراء :
فزحف الجيش الأموي نحو خيام آل محمّد ( عليهم السلام ) ونظرت السيدة زينب إلى أسراب من الذئاب تتراكض نحو بيوت الرسالة والإمامة.
ويعلم الله تعالى مدى الخوف والقلق والإضطراب الذي استولى على قلوب آل رسول الله.
وأقبلت السيدة زينب تبحث عن أخيها ، لتُخبره بهذا الهجوم المُفاجئ في تلك السويعات الأخيرة من اليوم التاسع من المحرّم ، قريب الغروب.
وأخيراً ، وصلت إلى خيمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وإذا بالإمام جالس ، وقد احتضن ركبتيه ، ووضع رأسه عليهما ، وقد غلبه النوم.
واستيقظ الإمام على صوت أخته الحوراء تُخاطبه ـ بصوت مليء بالرُعب ، مزيج بالعاطفة والحنان ـ .. قائلةً: أخي أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت ؟
فرفع الإمام الحسين رأسه وقال : أُخيّه ! إنّي رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الساعة في المنام ، وقال لي : " إنّك تروح إلينا ".
أو " إنّي رأيت ـ الساعة ـ محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأبي عليّاً ، وأمّي فاطمة ، وأخي الحسن وهم يقولون : يا حسين إنّك رائحٌ إلينا عن قريب " (2).
فلطمت السيدة زينب وجهها ، وصاحت : واويلاه ، وبكت.
فقال لها الإمام الحسين : ليس لك الويل يا أخيّة ، لا تُشمِتي القوم بنا ، أُسكتي رحمك الله (3).
فنهض الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأرسل أخاه العبّاس ابن علي مع عشرين فارساً من أصحابه ، وقال : " يا عباس إركب ـ بنفسي أنت يا أخي ـ حتّى تلقاهم وتقول لهم مالكم وما بدا لكم ؟؟ وتسألهم عمّا جاء بهم ؟
فأتاهم العباس وقال لهم : ما بَدا لكم وما تريدون ؟
قالوا : قد جاء أمر ابن زياد أن نَعرِض عليكم : أن تنزلوا على حُكمه ، أو نُناجزكم !
فقال العباس : لا تَعجَلوا حتى أرجع إلى أبي عبد الله ، فأعرض عليه ما ذكرتم.
فتوقّف الجيش ، وأقبل العباس إلى أخيه الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأخبره بما قاله القوم.
فقال الإمام إرجع إليهم .. فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غدٍ وتدفعهم عنّا العشيّة ، لعلّنا نُصلّي لربنا الليلة وندعوه .. فهو يعلم أني أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه ؟
فمضى العباس إلى القوم فاستمهلهم ، وأخيراً .. وافقوا على ذلك (4).
1 ـ زينب الكبرى من المهد إلى اللحد ، للسيّد محمّد كاظم القزويني: ص 169 ـ 172 .
2ـ كتاب ( الملهوف على قتلى الطفوف ) للسيّد ابن طاووس ، طبع ايران ، عام 1414 هـ ، ص 151.
3 ـ كتاب " معالي السبطين " للمازندراني ، ج 1 ، ص 204 ، الفصل الثامن ، المجلس الأوّل.
4 ـ كتاب " معالي السبطين " للمازندراني ، ج 1 ، ص 332.