ماذا نريد من الحسين(ع) ؟؟

إن كل مانطلبه من سيدنا ومولانا الإمام الحسين(ع) هي أمور لاننتفع بها في دار الدنيا أكثر مما ننتفع بها في دار الآخرة والعاقل اللبيب يدرك بأن المنفعة الدنيوية لاتساوي شيئا أمام المنفعة الأخروية ، فحينما تشملنا رحمة الحسين وألطافه نكون من السعداء الفائزين في الدنيا والآخرة
من الألطاف النورانية الكريمة التي نتمنى من الإمام سيد الشهداء(ع) أن يمن بها علينا هي لطف {نيل الشفاعة}0 لايتصور المتصور أن شفاعة الحسين(ع) لأشياعه والباكين عليه في يوم القيامة رخيصة لاوالله ليست رخيصة بل هي أغلى ثمن وأكبرإنجاز ينجزه الإنسان الموالي لحياته وأكبرمكسب لايعادله أي مكسب وربح مهما بلغ ثمنه أوعلت جودته نعم هي شفاعة الحسين(ع) التي نحتاجها في لحظات الأهوا ل العصيبة حيث يحتاجها المؤمن عند الموت وفي ساعة الإحتضار، ويحتاجها في ظلمة القبر ووحشته ، ويحتاجها في البرزخ ، وفي البعث ، وفي النشور، وفي الحساب ، وعند الإجتياز على الصراط المستقيم
من هنا في دار الدنيا من الواجب أن يهييء المؤمن نفسه ويطلب من الله دائما أن يرزقه شفاعة الحسين(ع) وحينما يذكراسمه المقدس في دعاء التوسل الذي يستحب قرائته يوم الثلاثاء من كل اسبوع أن لانستحي بل نعج بالبكاء والعويل ونتوسل بالحسين(ع) ونقول: {ياوجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله} فالحسين(ع) هو الوجيه عند الله عزوجل وهكذا بقية الأئمة المعصومين الأطهار(ع)
ومن جملة الألطاف النورانية التي يتمناها المؤمن الموالي أن تشمله رحمة به من الإمام سيد الشهداء(ع)هي: {قبول الزيارة}
إعلم أيها الموالي أن لقبول الزيارة شروط وآداب ينبغي على الزائرالكريم أن يلتزم بها حتى ينال من الإمام المعصوم(ع) الرضا والقبول
أولها: الغسل والطهارة ، والتطيب ، واستخدام السواك ولبس الثياب الطاهرة النظيفة وإن حصل الغسل من ماء الفرات فذلك أفضل للنص الوارد فيه ولتأكيد المعصومين(ع) على ذلك:
ورد عن الإمام الصادق(ع) أنه قال:{من اغتسل في الفرات وزار الحسين(ع) كتب له من الفضل مالا يحصى}
وثانيها: الإستئذان بالدخول في حال الذهاب إلى الروضة الحسينية الشريفة وهذا يدلل على رفعة التأدب حين الدخول للسلام على الإمام المعصوم(ع)
وكيفية الإستئذان أن يقف الزائر بجانب الباب ويقول:
أأدخل يارسول الله ؟ أأدخل يانبي الله ؟ أأدخل يامحمد بن عبدالله أأدخل ياأمير المؤمين ؟ أأدخل ياأبامحمد الحسن ؟ أأدخل يامولاي ياأباعبداالله صلى الله على روحك وبدنك الطاهرإءذن لي يامولاي أن أدخل هذه الروضة وأدعو الله بفنون الدعوات0
ثم تدخل وتقدم رجلك اليمنى وتخطوخطوات وتقول:
{بسم الله وبالله ، وفي سبيل الله ، وعلى ملة رسول الله ، صلى الله عليه وآله ،اللهم اغفرلي ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات}
وثالثها: يستحب للزائر خشوع القلب والبكاء أو التباكي وتجديد العزاء على أبي عبدالله الحسين(ع) عند ضريحه الطاهر
ورابعها: يستحب للزائروهو استحباب مؤكد أن يكثر من الإستغفاربعد قراءة الزيارة والصلاة وقد ورد في الخبرعن الإمام الباقر(ع) أن أقل الإستغفارمئة مرة ، وأكثره ألف مرة0
وخامسها: قراءة الزيارة بصوت حزين يلهب المشاعر والقلوب وإبداء التأثرالعاطفي حيث كان الإمام الصادق(ع) إذا زار جده الحسين(ع) من قريب أوبعيد يغلب عليه التأثرفيحمروجهه وتنهمل من عينيه الدموع
وسادسها: ومن الأدب الرفيع أن يزورالزائرون الحسين(ع) وهم شعث غبر، يقول الإمام الصادق(ع) للمفضل بن عمر: {يا مفضل أتزورون جدي الحسين(ع) قال بلى سيدي: فقال(ع): زوروه حتى تأتوه شعثا غبرا} ووردعنه(ع) أنه قال:{إذا زرت أبا عبدالله(ع) فزره وأنت حزين ، مكروب أشعث مغبر، جائع عطشان ، فإن الحسين(ع) قتل حزينا أشعثا مغبرا جائعا عطشانا ، واسأله الحوائج وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا}(1)
سابعها: مما ندب إليه في زيارة الحسين(ع) هو التواضع والتذلل والمشي كما يمشي العبد الذليل ويكره المشي بتبختر وخيلاء
يقول الإمام الصادق(ع):{من أتى قبر الحسين(ع) ماشيا بسكينة ووقاركتب الله له بكل خطوة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة ،ورفع له ألف درجة} (2)
ثامنها: من آداب الزيارة ، إعانة الزائرين وإرشادهم ، وإطعامهم الطعام ، وسقيهم الماء ، والتلطف بهم ، والتودد لهم ، وتخفيف عناء السفر عنهم0
تاسعها: يستحب للزائرين الكرام ، الإكثار من ذكر الله ، وقراءة القرآن الكريم ، والإكثار من ذكر الصلاة على محمد وآل محمد
عاشرها: ومن آداب الزيارة الإبتعاد عن المحرمات والشبهات وأكل مال الغير من دون حق أي بعبارة أخرى {الورع عن محارم الله}
الحادي عشر: ينبغي على الزائر أن يجتنب الخوض في الباطل كالكذب والبهتان وقول الزور والخنا والفجور والفحشاء لأن كل هذه الأعمال الفاسدة القبيحة تحجب قبول الزيارة
الثاني عشر: على الزائر أن يتحلى بالخلق الحسن ويعاشر الناس بالمعروف ويتآلف معهم يقول رسول الله(ص){المؤمن ألف مألوف ولاخير في من لايألف ولا يؤلف} فالذي يتآلف مع زوار الحسين(ع) سينال رضاه لأنه(ع) يحب زائريه والباكين عليه وهم من المرحومين ورد عن الإمام الصادق(ع) في الزيارة المأثورة كان يترحم على الزائرين ويقول:{وارحم تلك الخدود التي تقلبت على قبر أبي عبدالله الحسين}
الثالث عشر: يستحب للزائرأن يكثر من الصدقات على الفقراء والمساكين والمحتاجين وبالخصوص أولئك البؤساء اللائذين بحرم أبي عبدالله الحسين(ع) من أتباع أهل البيت(ع)
الرابع عشر: ومن آداب الزيارة كيفيية الأسلوب اللين والشفاف أثناء مخاطبة الأولياء و إلقاءالكلمات التهذيبية المؤدبة في طلب الحاجة والإبتعاد عن الغلظة والقسوة في الكلام والتجرؤ اللفظي اللامؤدب ورد في عدة الداعي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: من كان له إلى الله حاجة فليقف عند رأس الحسين(ع) ويقول:{ياأبا عبدالله ، أشهد أنك تشهد مقامي ، وتسمع كلامي ، وأنك حي عند ربك ترزق ، فاسأل ربك وربي في قضاء حوائجي} من فعل ذلك فإنه تقضى حاجته إن شاء الله تعالى
الخامس عشر: ومن الآداب المستحسنة في حين الزيارة الإنكباب على القبر الشريف وتقبيله وشم تربته والتبرك بالتربة الحسينية المقدسة الطاهرة وكثرة الدعاء عنده لأنه من جملة مواطن استجابة الدعاء أن يكون الداعي بالقرب من ضريح أبي عبدالله الحسين(ع) وذلك للنص الوارد في هذا المورد عن الإمام الصادق(ع) أنه قال:{جعل الله الشفاء في تربته ، واستجابة الدعاء عند قبته} وهذه من الألطاف والكرامات المخصوصة بسيد الشهداء(ع)
السادس عشر: أن يزور الزائر مولاه الحسين(ع) وهو عارف بحقه ويتيقن تمام اليقين أنه(ع) يسمع السلام ، ويرد التحية والكلام عن يونس ابن ظبيان يقول: قلت لسيدي ومولاي الإمام الصادق(ع):{جعلت فداك إني كثيرا ما أذكر الحسين(ع) فأي شيء أقول ؟ قال: تقول وتعيد ذلك ثلاثا:{صلى الله عليك ياأبا عبدالله} فإن السلام يصل إليه من قريب وبعيد
السابع عشر: أيضا من آداب الزيارة ترك الثرثرة ، وفضول الكلام والقهقرة في الضحك بالصوت المرتفع ، وترك الحديث في أمور الدنيا واللجؤ إلى مسك اللسان والصمت ، ولا يصدر من الزائر الكلام إلا عن خيرورد عن الإمام الصادق(ع) أنه قال:{إذا زرتم أبا عبدالله الحسين(ع) فالزموا الصمت إلا عن الخير}
الثامن عشر: البراءة من الظالمين ومن الذين قد رضوا بفعل بني أمية ومن لف لفهم من النواصب وأعداء أهل البيت(ع) وتجديد البيعة والعهد للإمام الغريب المظلوم الإمام الحسين الشهيد(ع) عن معاوية بن عمارأنه قال: قلت لأبي عبدالله(ع): ما أقول إذا أتيت قبر الحسين(ع) قال: قل:{السلام عليك يا أبا عبدالله ، صلى الله عليك ياأباعبدالله لعن الله من قتلك ، ولعن الله من شرك في دمك ، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به ، أنا إلى الله من ذلك بريء} (3)
التاسع عشر: كذلك من آداب الزيارة أنك إذا فرغت من زيارة الحسين(ع) أن تدير وجهك نحو الشهداء الأنصاروتسلم عليهم أما لكل واحد على انفراد أو لمجموعهم وتقول {السلام عليكم ياأنصارالله ، السلام عليكم ياأنصار دين الله ، السلام عليكم يا أنصار رسول الله ، السلام عليكم ياأنصار أبي عبدالله الحسين ، طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم ، وفزتم فوزا عظيما} يقول ابن طاووس: بعد ذلك تكون الزيارة وافية تامة بإذن الله تعالى وهو الأكمل
العشرون: ينبغي على الزائرالكريم في آخر يوم من إقامته بجوار الحرم الحسيني الشريف أوفي اليوم الذي هو عازم فيه على السفرأن يزور مولاه الحسين(ع) وهكذا يصنع مع باقي الأئمة الأطهار(ع) إذا تشرف لزيارتهم بأن يزورهم الزيارة الأخيرة زيارة الوارث ، وهي منصوصة في كتب الأدعية والزيارات يقول الشيخ عباس القمي طاب ثراه: بعد أن تودع تكون قد استأنفت العمل أي أتممته وختمته بخيروبالله التوفيق وحسن القبول



(1) مفاتيح الجنان - طبعة الكويت ص523
(2) مفاتيح الجنان - طبعة الكويت ص524
(3) مفاتيح الجنان طبعة الكويت ص537

 
نسخة الجوال للمكتبة الإسلامية
نسخة الجوال للمكتبة الإسلامية
شاهد المكتبة الإسلامية في جوالك بشكل يلائم جميع أجهزة المحمولة.
خدمة الأوقات الشرعية
يمكنك باستخدام هذه الخدمة ، مشاهدة اوقات الصلاة واستماع صوت الأذان لمدينة خاصة في موقعك.