بُويع له بالخلافة الإلهيّة ، بأمرٍ من الله تعالى : يا أيُّها الرسولُ بَلِّغْ ما اُنزِلَ إليك مِن ربّكَ وإن لم تَفعلْ فما بَلّغتَ رسالتَه ، واللهُ يَعصِمُكَ مَن الناس.. (سورة المائدة / 67) ، فكان أن صَدَع النبيّ الهادي صلّى الله عليه وآله بأمر الحقّ جلّ وعلا ، وأقام في غدير خُمّ تلك البيعةَ العظمى والواقعة المشهودة ، فخطب خطبة طويلة على مسامع ومشاهد ثمانين ألف من المسلمين ـ على أقلّ الروايات ـ ، نصّب فيها أمير المؤمنين عليّاً عليه السّلام وصيّاً وخليفةً له من بعده ، ثمّ أمر المسلمين ببيعته والسّلام عليه بإمرة المؤمنين ، ففعلوا ذلك عدّة أيّام.. وكان قوله تعالى قد نزل مبشِّراً : اليومَ أكمَلتُ لكُم دِينَكُم وأتمَمتُ عليكُم نِعمتي ورَضِيتُ لكُمُ الإسلامَ دِيناً.. (سورة المائدة / 3). ولكن لم تُجرَ وصيّة رسول الله صلّى الله عليه وآله بعد رحيله ، ولم يَفِ المعاهدون بما عاهدوا الله ورسولَه عليه.. فلم يُمَكّن الإمام عليّ عليه السّلام من القيادة السياسية للأمّة إلاّ في ذي الحجّة من السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة النبويّة المباركة.