اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب في سطور - خصائصه

البدنيّة منها : يصفها الهام بن الهيم ولم يكن رآه ، فقد سأله النبيّ صلّى الله عليه وآله : يا هام ، إذا رأيته تعرفه ؟ قال : نعم يا رسول الله ، فهو مُدوَّر الهامة ، مُعتدل القامة ، بعيد من الدمامة ، عريض الصدر ضِرغامة ، كبير العينَين ، آنف الفَخِذين ، أخمَص الساقين ، سَويّ المَنكِبين. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : يا سلمان ، آُدعُ لنا عليّاً. فجاء عليه السّلام حتّى دخل المسجد ، فالتفتَ إليه الهام وقال : ها هو يا رسول الله بأبي أنت وأُمّي ، هذا ـ واللهِ ـ وصيُّك ، فأوصِ أُمّتَك ألاّ يخالفوه؛ فإنّه هلك الأُمم بمخالفة الأوصياء.
ووُصف عليه السّلام بأنّه : أزَجُّ الحاجبَين ، أدعَجُ العينَين ، أنجَل ، حسَن الوجه ، وهو إلى السُّمرة ، أقرى الظهر ، محَض المتن ، شَثن الكفَّين ، ضخم الكسور ، لا يَبينُ عضده من ساعده قد أُدمِجت إدماجاً ، عَبل الذراعيَن ، عريض المنكبين ، عظيم المُشاشين..
ربعة : لا طويل ولا قصير. أزَجّ : رقيق الحاجبين في طول. أنجَل : وسيع العين. المحض : الخالص. أقرى الظهر : طويله. شَثن الكفّين : غليظهما. الكسور : الأجزاء. عَبل : ضخم ).
أمّا خصائصه المعنويّة : فهي تتجاوز الحصر والعدّ ، وتُذهل المتطلّع إليها ، وتفوق مجمع الفضائل.. بل هي لا تُدرَك ، ولكن : ما لا يُدرك كلّه ، لا يُترك كلّه ، ولا يسقط الميسور بالمعسور ، وإنّما نشير إشارات :
عليّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه قد خُلِق هو ورسول الله صلّى الله عليه وآله من نور واحد ، وهما من شجرة واحدة.
• وُلد في جوف بيت الله الحرام ، الكعبة المشرّفة ، وربّاه النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وأفاض عليه لطفه ومحبّته.
• كان أوّل من آمن بنبوّة محمّد الأمين صلّى الله عليه وآله أجمعين ورسالته ، وأوّل من صلّى خلفه ، وأوّل من جاهد بين يديه في كلّ المواقع ، وعاش معه جميع محنه وآلامه ، فأصبح وصيَّه ووزيره.. وهو الذي رافقه في شِعب أبي طالب ، وبات في فراشه ليلة الهجرة ، وهاجر فيما بعد يحمل الفواطم إلى المدينة ويدمغ رؤوس المشركين. • كان قاضي دَين رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ومُنجِز عِدته ، وموضع سرّه.. وكان حبيبَه الأحبّ ، بل أخاه الأقرب ، بل نفسه التي هي الأقدس ، وقد ثبّت ذلك كتاب الله العزيز إذ وصفه في آية المباهلة هكذا : وأنفُسَنا وأنفسَكُم (سورة آل عمران /61).
• شهدت بفضله الآيات الكريمة ، مثل : آية المودّة ( سورة الشورى : 23 ) ، وآية الولاية ( سورة المائدة : 55 ) ، وآية التبليغ ( سورة المائدة : 67 ) ، وآية إكمال الدين وإتمام النعمة ( سورة المائدة : 3) ، وآية الصلوات ( سورة الأحزاب : 56 ) ، وآية الإنذار (سورة الشعراء : 214) ، وآية الإنفاق ( سورة البقرة : 274 ).. وعشرات ومئات الآيات.. تشهد بمقاماته السامقة ، ويكفي قول ابن عبّاس : نزَل في عليّ ثلاثمائة آية. وقوله أيضاً : لقد عاتبَ اللهُ أصحابَ محمّد في آيٍ من القرآن ، وما ذكر عليّاً إلاّ بخير. وقوله : ما نزلت آية : يا أيُّها الذين آمنوا إلا وعليٌّ أميرها وشريفها.
• والإمام عليّ عليه السّلام في جملة وافرة من الأحاديث النبويّة الشريفة هو شبيه الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام. وهو صِهرُ أشرفِهم وخاتمهم محمّد المصطفى صلّى الله عليه وآله ، حيث زوّجه الله تعالى في السماء من سيّدة نساء العالمين فاطمة البتول صلوات الله عليها.
• جاهد مع رسول الحقّ والهدى صلّى الله عليه وآله في جميع حروبه وغزواته ، منها : بدر ، وأُحُد ، والخندق ( الأحزاب ) ، وفتح مكّة ، وحُنين ، وتَبوك.. وكان فيها جميعاً أميراً ولم يكن مأموراً فيها قطّ ، إذ لم يجعل رسول الله صلّى الله عليه وآله عليه أميراً. فكان حامل لوائه ، ثمّ واصل جهاده في دحض الناكثين والقاسطين والمارقين.. في وقعة الجمل حيث كسر جيش طلحة والزبير ، ووقعة صفّين إذ أخزى معاويةَ وصدّع قواته ، ومعركة النهروان حيث سحق الخوارجَ فيها سحقاً.
• من مختصّاته عليه السّلام أنّه : سُدّت الأبواب من مسجد النبيّ صلّى الله عليه وآله إلاّ بابه. النظر إليه عبادة. هو أقضى الأصحاب وأعلمهم وأتقاهم ، وأشجعهم.. ويكفي ما نقل العامّة عن الرسول صلّى الله عليه وآله قوله : عليّ خير البريّة. عليّ خير البشر ، لا يشكّ فيه إلاّ منافق. عليّ خير البشر ، مَن أبي فقد كفر.
• هو سلام الله عليه عِدل القرآن وأحد الثقلَين ، وهو مع الحقّ والحقّ معه. وهو عنوان صحيفة المؤمن. وقد شهدت له عناوين الأحاديث المتواترة بعِظم شأنه ، منها : حديث باب مدينة العلم ، وحديث المنزلة ، وحديث الطائر المشويّ ، وحديث الثقلَين ، وحديث السفينة ، وحديث النور ، وحديث الغدير : مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، اللّهمّ والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، وانصر مَن نصره ، واخذل من خذله..
• حبّه سلام الله عليه علامة الإيمان ، وبغضه علامة النفاق ، وما كان يُعرف المنافق في إيّام رسول الله صلّى الله عليه وآله إلاّ ببغضه علياً عليه السّلام.. كما صرّح بذلك ابن عباس وغيره من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله.
• وبعد.. فأمير المؤمنين عليّ سلام الله عليه هو حجّة الله يوم القيامة ، وهو صاحب الصراط والحوض ، وصاحب لواء الحمد ، ومَن اسمه مكتوب على باب الجنّة.. فقد كان في الدنيا مُخلَصاً لله خالصاً غاية الخلوص ، ووفيّاً لرسول الله غاية الوفاء ، فقد تُوفيّ ورأسه الشريف في حِجْر الإمام عليّ عليه السّلام ، وفاضت روحه الطاهرة فتلقّاها أمير المؤمنين عليه السّلام بكفّه وأمررها على وجهه ، ثمّ تولّى غُسله وتجهيزه والصلاة عليه وتشييعه ودفنه ، وحزن عليه أشدّ الحزن وأعمقه حتّى شابَ رأسُه ولحيته ، فلم يَخضِبهما ؛ إذ كَرِه الخضابَ بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، كما كَرِه أن يخضب إلاّ بدم الشهادة.

 
نسخة الجوال للمكتبة الإسلامية
نسخة الجوال للمكتبة الإسلامية
شاهد المكتبة الإسلامية في جوالك بشكل يلائم جميع أجهزة المحمولة.
خدمة الأوقات الشرعية
يمكنك باستخدام هذه الخدمة ، مشاهدة اوقات الصلاة واستماع صوت الأذان لمدينة خاصة في موقعك.