مولده الأغرّ
كان عشيّةَ الخميس ليلة الجمعة.. حيث أوحى الله عزّوجلّ إلى « مالِك » خازن النار أن أخْمِد النيران على أهلها ، لكرامةِ مولودٍ وُلد لمحمّد في دار الدنيا. كما في رواية ابن عبّاس ، نقلها عنه الحَمْوينيّ في ( فرائد السِّمطين ).
فيما ذكر محمّد بن طلحة الشافعيّ أنّه عليه السّلام وُلد لستّة أشهر ، وفيه أنزل الله تعالى : وحَمْلُهُ وفِصالُه ثَلاثونَ شهْراً (1). ويؤيّد ذلك ما رواه ابن قولَوَيه في ( كامل الزيارات ) من كلام للإمام جعفر الصادق عليه السّلام جاء فيه : ولم يُولَد مولودٌ لستّة أشهر إلاّ عيسى بن مريم والحسين بن عليّ صلوات الله عليهم.
وكان ذلك في المدينة ، لثلاثٍ خَلَون من شهر شعبان سنة أربع من الهجرة النبويّة المباركة. ولمّا جيء به إلى جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله استبشر به وغمرته الفرحة ، فأذَّنَ في أُذُنه اليُمنى ، وأقام في أُذنه اليُسرى ، وحَنَّكَه بِرِيقه.. فلمّا كان اليوم السابع سمّاه ـ بأمر الله تعالى ـ حُسَيناً ، وعَقَّ عنه بكبشَين ، وحَلَق رأسه وتصدّق بوزنِ شَعره وَرِقاً ، وطلى رأسه بالخَلُوق.
قيل : وكان من شدّة شوق النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى سِبطه الحسين عليه السّلام ، أنّه ما أن علم بمولده حتّى نادى على أسماء بنت عُمَيس : يا أسماء ، هاتي ابني. فدَفَعته إليه في خِرقةٍ بيضاء ، ووضعه في حِجْره وبكى. سألته أسماء : فِداك أبي وأُمي ، مِمَّ بكاؤك ؟! قال : مِن ابني هذا. قالت : إنّه وُلِدَ الساعة!
قال : يا أسماء ، تَقتُلُه الفئة الباغية مِن بَعدي ، لا أنالَهُمُ الله شفاعتي! يا أسماء ، لا تُخبري فاطمة؛ فإنّها حديثُ عهدٍ بولادته.