فاطمة المعصومة بنت موسى بن جعفر سلام الله عليها في سطور

ثمّ عاصرت السيّدة المعصومة بعضاً من عهد المأمون العبّاسيّ الذي عُرف بالدهاء ؛ وكان قد خطّط لإخماد ثورات الطالبيين بالحيلة والمكر ، فتوسّل من جديد بشعار( الرضا من آل محمّد عليهم السّلام ) ، إلاّ أنّه قدّمه في صيغة جديدة هي إسناده ولاية العهد إلى الإمام الرضا عليه السّلام ، وهو الذي أقرّ له المخالف والمؤالف بالفضل والعلم والتقدّم ، فاستدعاه من المدينة المرّة تلو الاُخرى ، حتّى وجّه إليه مَن حمله وجماعة من آل أبي طالب من المدينة إلى خراسان ، ثمّ بعث إليه الفضلَ بنَ سهل وأخاه الحسن ليعرضا عليه تقلّد ولاية العهد فأبى ، فلم يزالا به وهو يأبى ، إلى أن قال له أحدهما : والله ، أمرَني ( المأمون ) بضرب عُنقك إذا خالفتَ ما يريد.

المأمون وولاية العهد
كان الإمام الرضا عليه السّلام يعرف تماماً تدبير المأمون ، وأنّه لمّا أُكره على قبول ولاية العهد ، رفع يديه إلى السماء فقال : اللهمّ إنّك تعلم أنّي مُكرَه مُضطرّ ، فلا تؤاخذني كما لم تؤاخذ نبيَّك يوسُف حين دُفع إلى ولاية مصر.
ولمّا استتبّ الأمر للمأمون ، تنكّر للرضا عليه السّلام ، فداف له السمّ في عصير رُمّان ، وفي عنب كان يغمس فيه السلك المسموم ويُجريه بالخياط في العنب ليخفى ، وذُكر أنّ ذلك من دقيق السموم.
ولمّا استُشهد الإمام الرضا عليه السّلام لم يُظهر المأمون وفاته في وقته ، وتركه يوماً وليلة ، ثمّ وجّه إلى جماعة من آل أبي طالب ، فأراهم إيّاه صحيح الجسد ، وأظهر جزعاً شديداً.

 

 
نسخة الجوال للمكتبة الإسلامية
نسخة الجوال للمكتبة الإسلامية
شاهد المكتبة الإسلامية في جوالك بشكل يلائم جميع أجهزة المحمولة.
خدمة الأوقات الشرعية
يمكنك باستخدام هذه الخدمة ، مشاهدة اوقات الصلاة واستماع صوت الأذان لمدينة خاصة في موقعك.