فاطمة المعصومة بنت موسى بن جعفر سلام الله عليها في سطور

روى الحسن بن عليّ القمّي أنّ فاطمة ( المعصومة ) رضي الله عنها لمّا توفيّت وغُسلّت وكُفّنت ، حُملت إلى مقبرة ( بابلان ) ووضعت على حافّة سرداب حُفر لها ، فاختلف آل سعد في مَن يُنزلها إلى السرداب ، ثمّ اتّفقوا على أن يتولّى ذلك خادم لهم صالح كبير السنّ ، فلمّا بعثوا إليه رأوا راكبَين مُقبلَين من جانب الرملة وعليهما لِثام ، فلمّا قَرُبا من الجنازة نزلا وصَلّيا عليها ، ثمّ نزلا السرداب وأنزلا الجنازة ودفناها فيه ، ثمّ خرجا ولم يُكلّما أحداً ، وركبا وذهبا ولم يدرِ أحد مَن هما.

عمر السيّدة فاطمة المعصومة
لم تتوفّر مصادر تاريخيّة موثّقة تحدّد سنة ولادة السيّدة فاطمة المعصومة عليها السّلام ، وقد ذكر البعض أنّها وُلدت سنة 173 هجريّة ، فيما ذكر آخرون أنّ ولادتها كانت سنة 183هـ ، وهو قول فيه نظر ؛ لأنّنا نعلم أنّ الإمام الكاظم عليه السّلام استُشهد سنة 183هـ ، ونعلم كذلك أنّه استُدعي قبلَ ذلك مِن قِبل الرشيد فأُرسل إلى البصرة فحُبس فيها سنة ، ثمّ نقل إلى بغداد فحبس فيها ثلاث سنين ، حتّى استشهد.
وإذا أخذنا بالقول أنّ السيّدة قد ولدت سنة 173هـ ، فإنّ عمرها الشريف سيكون عند وفاتها سنة 201هـ في حدود 28 عاماً. بَيْد أنّ المعصومة عليها السّلام ـ على أيّة حال ـ لا تتأخّر عن سنة 179هـ وهي سنة اعتقال والدها الكاظم عليه السّلام ، فيكون عمرها الشريف 22 سنة في أقلّ التقديرات.

وصيّة الإمام الكاظم وصدقته
جعل الإمام الكاظم عليه السّلام ـ في وصيّته ـ أمر تزويج بناته بيد ولده الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام دون بَنيه الآخرين ، وأنّه ـ وهو الأعرف بمناكح قومه ـ إن شاء تزويج أخواته من الأكفاء فعل ، وإن أراد أن يترك تزويجهنّ ـ لعدم وجود الأكفاء ، أو لوجود ظروف قاهرة ـ ترك. كما نلاحظ أنّ الإمام الكاظم عليه السّلام تصدّق بأرض ـ حدّدها بحدودها ـ على أولاده وبناته ما دُمنَ لم يتزوّجن ولم يكن لهنّ معيل ، فإن عادت إحداهن ، بعد زواجها ، ـ كأنْ يُتوفّى زوجها ـ عاد إليها سهمها من الصدقة ، وأضحى شأنها شأن من لم تتزوّج من أخواتها.

 

 
نسخة الجوال للمكتبة الإسلامية
نسخة الجوال للمكتبة الإسلامية
شاهد المكتبة الإسلامية في جوالك بشكل يلائم جميع أجهزة المحمولة.
خدمة الأوقات الشرعية
يمكنك باستخدام هذه الخدمة ، مشاهدة اوقات الصلاة واستماع صوت الأذان لمدينة خاصة في موقعك.