ارض كربلاء بعدما أصبحت مسرحاً لواقعة تاريخية دموية، أفجعت قلوب المسلمين وبثت الحزن والأسى واللوعة في نفوسهم، وبعدما حوت لقبر اعز شهيد، وأكرم ثائر، وأشجع حُر أبي، هو سبط رسول الله محمد صلى الله عليه واله الإمام الحسين بن علي عليه السلام شهدت النماء والعمران والازدهار في وقت مبكر جداً، لما اكتسبت من قدسية متزايدة وروحانية متسامية، حتى أصبحت في فترة قياسية موئلاً وملاذاً، لكلّ صاحب عقيدة وكلّ داعية حق وحقيقة.
لقد أضحت كربلاء تجسيداً لكلّ معاني السماء وقيم الدين ومفاهيم الدفاع المستميت عن شرعة النبي الأعظم صلى الله عليه واله، فكان بديهياً ان تصبح بمرور الزمن محط رحال علماء الدين والفضيلة ومحبي آل بيت رسول الله ، ومسرحاً للمؤسسات الثقافية والفكرية.
ومن هنا جاءت فكرة إنشاء فرع مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) في كربلاء المقدسة لتساهم في تحقيق أهداف المؤسسة في إحياء ونشر تراث آل البيت ومركزاً يرتاده العلماء والمثقفون، وقد اُنشئ هذا الفرع ـ ولله الحمد ـ في بداية شهر شعبان 1427 هجرية ، و هو يعمل حالياً على تحقيق كتاب جامع المعارف والأحكام للسيد عبد الله شبّر الحسيني.