مع تنامي تقدم البشرية و تطورها و ولوج الانسان عصر التطور العلمي و التكنولوجي الذي اعقب الثورة الصناعية التي غيرت وجه العالم و شملت كلّ تفاصيله ، كانت وسائل الاعلام و مراكز ايصال الخبر و المعلومة من أهم القطاعات التي شملها التطور و التحول بشكل كبير جداً ، لتتقلص المسافات و ليتحول هذا العالم الفسيح إلى مجرد قرية صغيرة تنعدم فيها الحدود و الفواصل . فزادت اهمية وسائل الاعلام بانواعها المختلفة ، المقروءة و المسموعة و المرئية و في مختلف المجالات كالتربية و التعليم و الدعوة و التبليغ، بل و حتى التسلية و في نقل الخبر و المعلومة بشكل عام.
و من هنا استعانت مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لاحياء التراث بهذه التقنية لإيصال فكر آل البيت وإبراز معالمه، فكانت من اولى المؤسسات الاسلامية التي عمدت الى تأسيس موقع اسلامي على الاينترنيت فكانت شبكة رافد للتنمية الثقافية، حيث سعت من خلالها اشاعة ثقافة الاستخدام النافع و الصحيح من امكانيات هذه الوسيلة الثقافية العملاقة في اوساط المجتمع بشكل عام و الطبقة المثقفة على وجه الخصوص.
إن موقع "رافد" (rafed.net) يمكّن المستخدم من الوصول إلى أضخم مجموعة من المعلومات حول مختلف مجالات المعرفة الاسلامية من القرآن الكريم، والعقيدة والفقه والاصول والحديث و الاخلاق والتاريخ والمرأة والطفل وغير ذلك.
وقد بدأت مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث العمل فيه عام 1418 هـ. وغدا هذا الموقع الإلكتروني اليوم عاملاً بصورة كاملة بالعربية والإنجليزية، ويوفر النصوص العربية لما يزيد على 500 من كتب تفاسير القرآن الكريم، والعقائد، ومجاميع الحديث، والفقه واصوله والمجالات الأخرى ما يربو على مأتين وخمسين ألف صفحة .
وبالرغم ما يحتاج إدخال هذه الكتب من جهد علمي ضخم، فقد أُدْخل كلّ كتاب على حدة مطبوعاً، كلمةً كلمة، ودقق أربع مرات على الأقلّ من قبل فرق مختلفة ، ولم يتم استخدام آلية المسح الضوئي في عملية إدخال الكتب، كي يغدو من الممكن، من خلال استخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، البحث عن الكلمات المفردة أو مجموعة الكلمات، أو الأحاديث، أو الآيات القرآنية، في أي مكان في قاعدة المعلومات في الموقع، وإحالتها إلى مصادرها المختلفة.
و الى جانب هذا العمل الضخم هناك صفحات تختص بالطفل والمرأة والتقويم الاسلامي حيث يجد الطالب ضالته لما في هذه الصفحات من المواضيع والابحاث والتسلية وغير ذلك.
كما انه يوجد هناك تقويم اسلامي يذكر المسلم بأوقات صلاته وجهة قبلته في كلّ بقعة من بقاع الارض. كما أن الموقع يشتمل على تسجيلات صوتية لتجويد القرآن الكريم، وترتيله ومحاضرات علمية و عقائدية وامور اخرى نافعة.
لقد غدا موقع "رافد" (rafed.net) منذ عام 1418، الموقع الإلكتروني الأكثر زيارة بين المواقع المماثلة له في العالم. وهو موقع فريد حيث إنه يحاول بمختلف نشاطاته تعزيز الروح الاسلامية ونبذ الكراهية و التمسك بالقيم الحميدة للتمتع بحياة آمنة مستقرة يسودها السلام والمحبة والوئام.