شبكة رافـد::التقويم الإسلامي

كلام الرضا (عليه السلام) عن ذكر الحسين (عليه السلام) في عاشوراء

كلام الرضا (عليه السلام) عن ذكر الحسين (عليه السلام) في عاشوراء

في الأوّل من المحرّم حضر ريّان بن شبيب عند الرضا (عليه السلام) ، فقال الإمام (عليه السلام) ".... يابن شبيب إنّ المحرّم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمّة حرمة شهرها ولا حرمة نبيّها، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريّته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك أبداً .

يابن شبيب إن كنت باكياً لشيءٍ فابك للحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيهون، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره ، وشعارهم يالثارات الحسين .

يابن شبيب ، لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده أنه لما قتل جدي الحسين أمطرت السماء دماً وتراباً أحمر . يابن شبيب ، إن بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خدَّيك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيراً كان أو كبيراً قليلاً كان أو كثيراً.

يابن شبيب ، إن سرّك أن تلقى الله عزّوجلّ ولا ذنب عليك فزر الحسين. يابن شبيب ، إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنّة مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) فالعن قتلة الحسين . يابن شبيب ، إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ما ذكرته: يا لَيْتنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً.

يابن شبيب ، إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا، فلو أنّ رجلاً تولّى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة ".(1)

وقال (عليه السلام) أيضاً لإبراهيم بن أبي محمود: " إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه القتال فاستحلّت فيه دماؤنا ، وهتكت فيه حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا

ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسو ل الله حرمة في أمرنا . إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء ، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الإنقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام .

ثمّ قال (عليه السلام): كان أبي إذا دخل شهر المحرّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّام ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين صلّى الله عليه ".(2)