شبكة رافـد::التقويم الإسلامي

دعاء الصبح

دعاء الصبح بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا من دلع لسانَ الصباحِ بنطقِ تبلُّجه، و سرَّحَ قِطعَ الليلِ المُظلمِ بغياهبِ تلجلجهِ، و أَتقنَ صُنع الفَلكِ الدوَّار في مقاديرِ تَبرُّجِه، وشعشع ضياءَ الشمسِ بنورِ تأجُّجِهِ، يا من دلَّ على ذاتهِ بذاته، و تنزَّه عن مجانسةِ مخلوقاته، و جل عن مُلاءمِة كيفياته، يا من قرُب مِن خطراتِ الظُّنون، و بعُدَ عن لحظاتِ العُيون، وعلِمَ بما كان قبلَ أن يكون، يا مَن أرقدني في مِهادِ أمنِهِ، و ايقظني الى ما منحَني بهِ من مننهِ و احسانِه، و كفَّ اكُفَّ السوءِ عني بيدهِ و سلطانِه، صلَّ اللهم على الدليلِ اليك في اليلِ الالْيلِ، و الماسكِ من اسبابك بحبلِ الشرفِ الاطولِ، و الناصعِ الحسابِ في ذروةِ الكاهلِ الاعبل،و الثابتِ القدم على زحاليفها في الزمنِ الاولِ و على آله الاخيار، المصطفَينَ الابرار، و افتحِ اللهم لنا مصاريعَ الصباحِ بمفاتيحِ الرحمةِ و الفلاح، و ألبسني اللهم من افضلِ خِلَعِ الهدايةِ و الصلاحِ و اغرسِ اللهم بعظمتِك في شرب جناني ينابيعَ الخشوع، و أجرِ اللهم لهيبتِك من آماقي زفراتِ الدموعِ و أدب اللهم نزقَ الخَرقِ مني بأزمَّةِ القنوع، إلهي إن لم تبتدئني الرحمه منك بحسنِ التوفيقِ فمن السالكُ بي اليك في واضحِ الطريق، و إن أسلمَتني أناتُك لقائِد الأمل و المنى فَمن المُقيلُ عثراتي من كبواتِ الهوى، و ان خذلني نصرُك عندَ محاربةِ النفسِ و الشيطان فقد وكَلَني خذلانُك الى حيث النصبِ و الحِرمان، إلهي أتراني ما أتيتك إلا من حيثُ الآمال، ام عَلِقتُ باطرافِ حبالك إلاّ حين باعدتني ذنوبي عن دارِ الوصال، فبِئس المطيةُ التي امتطيت نفسي من هواها، فواها لها لمِا سوَّلت لها ظُنونُها و مُناها وتَبًّا لها لجِرأَتِها على سيدها و مولاها، إلهي قرعتُ بابَ رحمتك بيدِ رجائي و هربتُ اليك لاجئاً من فرطِ اهوائي، و علَّقتُ باطرافِ حبالك انامل ولائي فاصفح اللهم عمَّا كنتُ اجرمتُه من زللي و اخطائي، و أقلني مِن صرعة ردي، فانك سيدي و مولاي و معتمدي و رجائي، وانت غايةُ مطلوبي و مُناي في منقلبي و مثواي. إلهي كيف تطردُ مسكينا التجأ اليك من الذنوبِ هاربا، ام كيف تُخيِّب مُسترشداً قصد الى جانبك ساعيا، ام كيف تُردُّ ظمآناً ورد إلى حياضِك شاربا، كلاَّ و حياضُك مترعةٌ في ضَنْكِ المُحول، و بابُك مفتوحٌ للطلبِ و الوغول، و انت غايةُ المسؤول و نهايةُ المأمول. إلهي هذه أزِمَّةُ نفسي عقلتُها بعقالِ مشيَّئتك، و هذه أعباءُ ذنوبي درأتها بعفوِك و رحمتِك، و هذه أهوائي المُضِلَّةُ و كلتها الى جنابِ لُطفِك و رأفتِك، فاجعل اللهم صباحي هذا نازلاً عليَّ بضياءِ الهدى، و بالسلامةِ في الدِّين و الدنيا و مسائي جُنةً من كيدِ العدى و وقايةً من مردياتِ الهوى، انك قادرٌ على ما تشاء، تُؤتي الملك من تشاءُ و وتنزعُ المُلكَ ممن تشاءُ و تُعزُّ من تشاءُ و تُذِلُّ من تشاء بيدك الخير إنَّكَ على كلِّ شيءٍ قدير، تُولِجُ الليلَ في النهارِ و تولجُ النهارَ في الليلِ و تخُرجُ الحيَّ من المَّيتِ و تخرجُ المَّيتَ من الحيِّ، و ترزقُ من تشاءُ بغيرِ حساب، لا إله إلا انت سبحانك اللهم و بحمدك، مَنَ ذا يعرفُ قدرَك فلا يخافُك و مَن ذا يعلمُ ما أنتَ فلا يهابُك، ألَّفت بقدرتِك الفِرق، و فلقتَ بلطفِكَ الفلق و أنرتَ بكرمِك دياجي الغَسَق، و أنهرتَ المياهَ مِن الصُّمِّ الصياخيدِ عذباً و اجاجا، و أنزلتَ من المُعصراتِ ماءً ثجَّاجا، و جعلتَ الشمسَ و القمرَ للبَرِيَّةِ سراجاً و هاجا، من غيرِ ان تُمارسَ في ما ابتدأت بهِ لُغوباً و لا علاجا، فيا من تُوحَّد بالعزِّ و البقاءِ، و قهرَ عِباده بالموتِ و الفناء، صَلِّ على محمدٍ و آلهِ الاتقياء، و اسمع ندائي و استَجِبْ دعائي و حقِّق بفضلك أملي و رجائي، يا خيرَ من دُعي لكشفِ الضُّرِّ، و المأمولُ لكل عسرٍ و يسر، بك انزلتُ حاجتي فلا تردَّني مِن سِنيِّ مواهبك خائِبا، يا كريمُ يا كريمُ يا كريمُ برحمتك يا ارحم الرَّحمين وصلَّى الله علىخير خلقهِ محمدٍ و آلهِ اجمعين. ( ثم اسجد وقل ): إلهي قلبي محجوبٌ و نفسي معيوبٌ وعقلي مغلوبٌ وهواي غالبٌ و طاعتي قليلٌ و معصيتي كثيرٌ و لساني مُقرٌّ بالذنوب، فكيف حيلتي يا ستارَ العيوب و يا علاَّم الغيوبِ و يا كاشفَ الكروبِ اغفر ذنوبي كلَّها بحرمةِ محمدٍ و آل محمدٍ يا غفارُ يا غفارُ يا غفارُ برحمتك يا ارحم الراحمين.