مَرْحَبًا بِكُمْ فِي قَنَاتِنَا عَلَى اليُوتُيُوب سَنَتَحَدَّثُ الْيَوْمَ عَنْ مَوْضُوعٍ مُثِيرٍ وَمُهِمٍّ لمن أراد الزواج، وَهُوَ "آدَابُ لَيْلَةِ الدَّخلَة."
لِنَبْدَأَ بِنَصَائِحِنَا لِهَذِهِ اللَّيْلَةِ الْخَاصَّة...
إِعْدَادُ جَوٍّ مُنَاسِبٍ:
قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، حَوِّلِي الْغُرْفَةَ إِلَى مَكَانٍ رُومَانِسِيٍّ، مَعَ الزِّينَةِ الْمُنَاسِبَةِ وَالشُّمُوعِ وَتَقْلِيلِ الضَّوْءِ. هَذَا سَيُسَاعِدُ فِي خَلْقِ أَجَوَاءٍ مِثَالِيَةٍ.
الِاِسْتِرَخَاء: جَرِّبِي أَنْ تَسْتَرْخِي قَبْلَ اللَّيْلَةِ، ابْتَعِدِي عَنِ الضُغُوطِ وَالتَّوْتُرِ. لِأَنَّ مَجْلِسَ الزَّوَاجِ عَادَةً يُوجِبُ التَّعَبَ لَكُمَا.
الِاِسْتِعْدَاد
قَبْلَ اللَّيْلَةِ الْمُنْتَظَرَةِ، يَنْبَغِي عَلَى الزَّوجَيْنِ أَنْ يَسْتَعِدّا عَلَى الصَّعِيدَينِ الْجَسَدِيِّ وَالرُّوحِيِّ. ولِيَتَذَكَّرَا أَنَّهَا لَيْسَتْ مُجَرَّدَ لَحْظَةٍ جَسَدِيَّةٍ، بَلْ هِيَ لحظةُ ائتلافٍ بينَ الأَرواحِ وانسجامٍ بينَ العَواطِف. الشَهْوَةُ الجِنْسِيَّةُ عِنْدَ الرِّجَالِ يُمْكِنُ أَنْ تَحْدُثَ بِشَكْلٍ غَيْرِ إِرَادِيٍّ وَلَيْسَ لَهَا وَقْتٌ مُحَدَّدٌ أَبَداً، بخلافِ النساء. فَأَحْيَانًا لَا يُمْكِنُ أَنْ نُخَطِّطَ لِلْجُمَاعِ وَنَجْعَلَ لَهُ وَقْتًا مُحَدَّداً كَلِيلَةِ الْعُرْسِ، وَالسَّبَبُ فِي التمتُّع بالْجُمَاعِ و كمالِهِ هِيَ رَغْبَةُ الزَّوْجِ وَالزَّوجَةِ فِي الْجُمَاع. فالرغبةُ هي الركنُ الأساسيُّ في التمتُّعِ و الجُماع. فلذلك أَحْيَانًا نَرَى بَعْدَ انْتِهَاءِ حَفْلِ الزَّوَاجِ، يَتَعَبُ الْعَرْيسَانِ بِسَبَبِ اِسْتِقْبَالِ الضُّيُوفِ وَأَدَاءِ مُخْتَلِفِ الِاحْتِفَالَاتِ ولايرغبون بالجُماعِ، وَرُبَّمَا مِنَ الْأَفْضَلِ تَأْجِيلُ الْجُمَاعِ إِلَى لَيْلَةٍ أُخْرَى، لِيَحْظَى الْعَريسَانِ بِلَيْلَةِ زَفَافٍ أَكْثَرِ اِبْتِهَاجًا وَتَمتُّعاً.
الدُّعَاء
فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ الْعَظِيمَةِ، لَا تَنْسَوْا الدُّعَاءَ وَاسْتَعِينُوا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا مَوْضِعُ اسْتِجَابَةِ الدُّعَاء. اِسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ هَذَا اللِّقَاءَ بَيْنَكُمَا مَلِيئاً بِالْمَحَبَّةِ وَالرَّحْمَةِ. تُشَجِّعُ رِوَايَاتُ أَهْلِ الْبَيْتِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ عَلَى الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ الْمُهِمَّةِ، لِيُبَارِكَ لَهُمَا اللَّهُ فِي حَيَاتِهِمَا وَيُمْنَحَهُمَا الْقُوَّةَ لِتَحْقِيقِ النَّجَاحِ وَالسَّعَادَةِ. وَعَنِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ عَلَيه السَّلامُ قَالَ: «إِذَا دَخَلتَ عَلَى الْعَرُوسِ لَيْلَةَ الزَّفَافِ فَخُذ نَاصِيتَهَا وَأَدِرْهَا إِلَى الْقِبْلَةِ وَقُلْ: اللّهُمَّ بِأَمَانَتِكَ أَخَذْتُهَا وَبِكَلِمَاتِكَ اسْتَحْلَلْتُهَا فَإِنْ قَضَيْتَ لِي مِنْهَا وَلَدًا فَاجْعَلْهُ مُبَارَكًا تَقِيًّا مِنْ شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ وَلَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ شِركًا وَلَا نَصِيبًا. رُوِيَ عَنِ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ عليه السَّلامُ قَالَ: « إِذَا دَخَلَتْ فَمُرْهَا قَبْلَ أَنْ تَصِلَ إِلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مُتَوَضِّئَةً ثُمَّ أَنْتَ لَا تَصِل إِلَيْهَا حَتَّى تَوَضَّأَ وَ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ مَجِّدِ اللَّهَ وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ ادْعُ وَ مُرْ مَنْ مَعَهَا أَنْ يُؤَمِّنُوا عَلَى دُعَائِكَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي إِلْفَهَا وَ وُدَّهَا وَ رِضَاهَا وَ أَرْضِنِي بِهَا وَ اجْمَعْ بَيْنَنَا بِأَحْسَنِ اجْتِمَاعٍ وَ آنَسِ ائْتِلَافٍ فَإِنَّكَ تُحِبُّ الْحَلَالَ»
قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ:
تُشَجِّعُ الرِّوَايَاتُ عَلَى قِرَاءَةِ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ فِي لَيْلَةِ الدَّخلَةِ. فَيوجِبُ هَذَا الْعَمَلُ تَبْرِيكَ الْعَيْشِ وَتَأْسِيسَ بِدَايَةٍ جَدِيدَةٍ، حِيثُ يَقُومُ الْعَريسَانِ بِتَحْدِيدِ الْآيَاتِ الَّتِي تَعَبِّرُ عَنْ قِيَمِهِمَا وَالتَوَجُّهِ الدِّينِي لَهُمَا.
الِاحْتِرَامُ وَالتَّعَاطُفُ:
حَاوِلُوا فَهْمَ احْتِيَاجَاتِ بَعْضِكُمَا الْبَعْضَ وَلَا تَخْجَلُوا مِنَ السُّؤَالِ وَكُونُوا صَادِقِينَ فِي التَّفَاهُمِ وَالتَّوَاصُلِ. عَادَةً، غِشَاءُ الْبِكَارَةِ بَاقِيَةٌ فِي لَيْلَةِ الدَّخلَةِ قَبْلَ الْجُمَاعِ، فَلِهَذَا تَتَعَرَّضُ الْفَتَيَاتُ لِضُغُوطٍ شَدِيدَةٍ وَالْخَوْفِ مِنَ الْجُمَاعِ مَعَ أَزْوَاجِهِنَّ. وَلِهَذَا لَا يُنْصَحُ بِالْإِصْرَارِ عَلَى الْجُمَاعِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ. بَلْ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَحَلَّى بِالصَّبْرِ وَيُهَيِّئَ زَوْجَتَهُ عَاطِفِيًّا وَرُوحِيًّا لِعَلَاقَةٍ حميمةٍ نَاجِحَةٍ وَمَرْضِيَّةٍ لِلزَّوْجَيْنِ بِالْمُدَاعَبَاتِ الْمُتَكَرِّرَةِ.
وَهَكَذَا، نَكُونُ قَدْ أَنْهَيْنَا نَصَائِحَنَا لِآدَابِ لَيْلَةِ الدَّخلَةِ. تَذَكَّرُوا دَائِمًا، بأنّ هَذِهِ لحْظَةٌ مُميَّزَةٌ بِالنِّسْبَةِ لَكُمَا، فَاحْتَرِمُوا بَعْضَكُمَا وَتَمَتَّعُوا بِاللَّحْظَةِ وَتَجَنَّبُوا عَنِ الضُغُوطِ. وَبِالتَّالِي إِنَّ لَيْلَةَ الدَّخلَةِ فِي تعاليم الْإِسْلَامِ هِيَ أَكْثَرُ مِنْ مُجْرَّدِ لَحْظَةٍ جِنْسِيَّةٍ، إِنَّهَا لَحْظَةُ انسجامٍ رُوحِيٍّ يَجِبُ أَنْ يَسْتَنِدَ إِلَى الْحُبِّ وَالْاحْتِرَامِ الْمُتَبَادَلِ. نَتَمَنَّى لِكُلِّ الْأَزْوَاجِ الْجُدُدِ حَيَاةً زَوْجِيَّةً سَعِيدَةً وَمُبَارَكَةً، وَنَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَحفَظَكُمْ وَيُسعِدَكُمْ دَائِمًا. شُكْراً لِمُشَاهَدَتِكُم لَا تَتَرَدَّدوا فِي مُشَارَكَةِ تَجَارِبِكُمْ وَتَعْلِيقَاتِكُمْ فِي الْأَسْفَلِ. إِلَى اللِّقَاءِ فِي الْمَرَّةِ الْقَادِمَة!
تعليقات