القسم الأخير من الخطبة القاصعة للإمام علي عليه السلام
calendar_month 2012-04-14 play_arrow 612 الاستماع

القسم الأخير من الخطبة القاصعة للإمام علي عليه السلام - مكتوبة

قسم الأخير من الخطبة القاصعة للإمام علي (ع)

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلی‏الله‏علیه‏وآله )بِالْقَرَابَةِ الْقَرِیبَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْخَصِیصَةِ وَضَعَنِی فِی حِجْرِهِ وَ أَنَا وَلَدٌ یَضُمُّنِی إِلَی صَدْرِهِ وَ یَکْنُفُنِی فِی فِرَاشِهِ وَ یُمِسُّنِی جَسَدَهُ وَ یُشِمُّنِی عَرْفَهُ وَ کَانَ یَمْضَغُ الشَّیْ‏ءَ ثُمَّ یُلْقِمُنِیهِ وَ مَا وَجَدَ لِی کَذْبَةً فِی قَوْلٍ وَ لَا خَطْلَةً فِی فِعْلٍ وَ لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ ( صلی‏الله‏علیه‏وآله )مِنْ لَدُنْ أَنْ کَانَ فَطِیماً أَعْظَمَ مَلَکٍ مِنْ مَلَائِکَتِهِ یَسْلُکُ بِهِ طَرِیقَ الْمَکَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَیْلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ لَقَدْ کُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِیلِ أَثَرَ أُمِّهِ یَرْفَعُ لِی فِی کُلِّ یَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَ یَأْمُرُنِی بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ وَ لَقَدْ کَانَ یُجَاوِرُ فِی کُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَ لَا یَرَاهُ غَیْرِی وَ لَمْ یَجْمَعْ بَیْتٌ وَاحِدٌ یَوْمَئِذٍ فِی الْإِسْلَامِ غَیْرَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلی‏الله‏علیه‏وآله )وَ خَدِیجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَی نُورَ الْوَحْیِ وَ الرِّسَالَةِ وَ أَشُمُّ رِیحَ النُّبُوَّةِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّیْطَانِ حِینَ نَزَلَ الْوَحْیُ عَلَیْهِ ( صلی‏الله‏علیه‏وآله )فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا الشَّیْطَانُ قَدْ أَیِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّکَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَی مَا أَرَی إِلَّا أَنَّکَ لَسْتَ بِنَبِیٍّ وَ لَکِنَّکَ لَوَزِیرٌ وَ إِنَّکَ لَعَلَی خَیْرٍ وَ لَقَدْ کُنْتُ مَعَهُ ( صلی‏الله‏علیه‏وآله )لَمَّا أَتَاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَیْشٍ فَقَالُوا لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّکَ قَدِ ادَّعَیْتَ عَظِیماً لَمْ یَدَّعِهِ آبَاؤُکَ وَ لَا أَحَدٌ مِنْ بَیْتِکَ وَ نَحْنُ نَسْأَلُکَ أَمْراً إِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنَا إِلَیْهِ وَ أَرَیْتَنَاهُ عَلِمْنَا أَنَّکَ نَبِیٌّ وَ رَسُولٌ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّکَ سَاحِرٌ کَذَّاب فَقالَ صَلّی اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ: «وَ ما تَسْأَلُونَ؟». قالُوا: تَدْعُو لَنا هَذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّی تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِها وَ تَقِفَ بَیْنَ یَدَیْکَ. فَقالَ صَلّی اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ: «إِنَّ اللَّهَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ، فإِنْ فَعَلَ اللَّهُ لَکُمْ ذَلِکَ أَتُؤْمِنُونَ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ؟»قالُوا: نَعَمْ قالَ: «فَإِنِّی سَأُرِیکُمْ ما تَطْلُبُونَ، وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّکُمْ لا تَفِیئُونَ إِلَی خَیْرٍ، وَ إِنَّ فِیکُمْ مَنْ یُطْرَحُ فِی الْقَلِیبِ، وَ مَنْ یُحَزِّبُ الْأَحْزابَ.

ثُمَّ قالَ صَلّی اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ: «یَا أَیَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ کُنْتِ تُؤْمِنِینَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ تَعْلَمِینَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ فَانْقَلِعِی بِعُرُوقِکِ حَتَّی تَقِفِی بَیْنَ یَدَیَّ بِإِذْنِ اللَّهِ».

فَوَالَّذِی بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لا نْقَلَعَتْ بِعُرُوقِها وَ جاءَتْ وَ لَها دَوِیُّ شَدِیدٌ وَ قَصْفٌ کَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّیْرِ، حَتَّی وَقَفَتْ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلّی اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ - مُرَفْرِفَةً، وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الْأَعْلَی عَلی رَسُولِ اللَّهِ - صَلّی اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ - وَ بِبَعْضِ أَغْصانِهَا عَلَی مَنْکِبِی وَ کُنْتُ عَنْ یَمِینِهِ صَلّی اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ.

فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَی ذَلِکَ قالُوا عُلُوّاً وَ اسْتِکْباراً: فَمُرْها فَلْیَأْتِکَ نِصْفُها وَ یَبْقَی نِصْفُها. فَأَمَرَها بِذَلِکَ، فَأَقْبَلَ إِلَیْهِ نِصْفُها کَأَعْجَبِ إِقْبالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِیّاً، فَکادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلّی اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، فَقالُوا کُفْراً وَ عُتُوّاً: فَمُرْ هَذَا النِّصْفَ فَلْیَرْجِعْ إِلی نِصْفِهِ کَما کَانَ. فَأَمَرَهُ صَلّی اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فَرَجَعَ.

فَقُلْتُ أَنَا: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، إِنِّی أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ، وَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ ما فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعالی تَصْدِیقاً بِنُبُوَّتِکَ وَ إِجْلالاً لِکَلِمَتِکَ.

فَقالَ الْقَوْمُ کُلُّهُمْ: بَلْ ساحِرٌ کَذّابٌ! عَجِیبُ السِّحْرِ خَفِیفٌ فِیهِ، وَ هَلْ یُصَدِّقُکَ فِی أَمْرِکَ إِلاَّ مِثْلُ هَذا؟ وَ إِنِّی لَمِنْ قَوْمٍ لا تَأْخُذُهُمْ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، سِیماهُمْ سِیمَا الصِّدِّیقِینَ، وَ کَلامُهُمْ کَلامُ الْأَبْرارِ. عُمَّارُ اللَّیْلِ وَ مَنارُ النَّهارِ، مُتَمَسِّکُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ، یُحْیُونَ سُنَنَ اللَّهِ وَ سُنَنَ رَسُولِهِ، لا یَسْتَکْبِرُونَ وَ لا یَعْلُونَ، وَ لا یَغُلُّونَ، وَ لا یُفْسِدُونَ. قُلُوبُهُمْ فِی الْجِنانِ، وَ أَجْسادُهُمْ فِی الْعَمَلِ.

تعليقات

لإرسال تعليق یجب أن تسجل في الموقع

خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)

more_horiz

نداء الهدایة

more_horiz

مقالات المرتبطة

آخر الصوتيات المضافة

آخر المرئيات المضافة

  • 2.00x
  • 1.50x
  • 1.00x
  • 0.75x