لهفي لها لقد أضيع قدرها
calendar_month 2011-11-11 play_arrow 2238 الاستماع

لهفي لها لقد أضيع قدرها - مكتوبة

آية الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني

جــــوهرة الـــقدس مـــــن الكنز الخفي *** بــــــدت فــــــــأبدت عـــاليات الأحرف
وقــــد تــــجلى مــــن ســـــماء العظمة *** في عالــــــم الأســــــماء أســـمى كلمة
بــــل هـــــي أُمّ الكـــــلمات المــــحكمة *** في غيـــــــب ذاتـــــــها، فـكانت مبهمة
أم أئـــــمـــة العـــــقـــــول الغـــرّ، بـــل *** (أم أبــــــيـــــها) وهـــو عـــــلّة العــلل
روح النـــــــبـــي فــــي عــظيم المنزلة *** وفـــــي الــــكفاء كفء من لا كفء له
تمــــــثلّت رقــــيـــــــقــة الـــــوجــــــود *** لطـــــفة جــــــلَّـــت عـــــن الشــــــهود
تــــــطوّرت فـــــي أفـــضــــل الأطـــوار *** نـــــــتــــــيــــــجــة الأدوار والأكــــوار
تـصــــوّرت حـــــقــــيـــقة الـــــكــــمال *** بــــــصــــورة بـــــــديـــــــعة الجــــمال
فـــــــإنهــــــا الحــــوراء فـــي الــنزول *** وفــــــي الصــــــعود محـــــور العــقول
يمــــــثّل الـــــوجـــــوب فـــــي الإمكان *** عـــــــيانــها بــــــــأحســــن العـــــــيان
فـــــــإنّها قـــــطب رحـــــى الـــــــوجود *** فـــــي قــــــوسي الـــنزول والــــصعود
وليـــــس فـــــي محـــــيط تــلك الدائرة *** مــــــدارها الأعــــــــظــم إلاَّ (الطاهرة) 
مصــــــونة عـــــن كـــــل رســم وسمة *** مرمــــــوزة فـــــي الصــحف المطهّرة
(صــــــدّيقة) لا مثـــــــلها صــــــدّيـــقة *** تــــــفرغ بـــــــالصدق عـــن الحـــقيقة
بــــــــدا بــــــــذلك الـــــوجــــود الزاهر *** ســـــرّ ظــــــهوره الحــقّ في المظاهر
هـــــي (البـــــتول) الــطهر و(العذراء) *** كــــمـــــريم الـــــــطـــهر، ولا ســــواء
فـــــــإنَّـــهـــــــا ســـــيـــــدة النــــــساء *** ومــــــريــــــم الــــــكبرى بـــــلا خـفاء
بُــــشراك يــــا أبــــا (العـقول العشرة) *** بالــــــبضعة الــــــطاهرة الـــمـــــطهرة
مهـــجة قـــــلب عـــــالَم الإمــــــكـــــان *** وبهـــــــجة الفــــــردوس فـــي الجنان
غُـــــرّتها الغــــــرّاء مصــــباح الـهدى *** يُعــــــرف حســــــن المـــنتهى بالمبتدأ
وفــــي مــــحيّاها بعــــــين الأوليــــــاء *** عــــــينان مــــــن مــاء الحياة والحياء
بُـــــشراك يــــا خــــــلاصــــة الإيـــجاد *** بــصــــــفــــوة الأنـــــجـــاد والأمــــجاد
أم الكــــتاب وابــــــنة الـــتـــــنزيــــــل *** ربّــــــة بــــــــيت الــــــعلم بـــــالـتأويل
بحــــــر النـــدى ومجــــــمع البـــحرين *** قـــــــلب الهـــدى ومهـــــجة الكــونين
واحــــــدة الـــنــــــبـــــي أوّل العـــــــدد *** ثانـــــــية الــــــوصي نــــــسخة الأحـد
ومــــــركـــز الخمــــسة مــن أهل العبا *** ومحــــــور الســــــــــبع عـــــــلوّاً وإبا
لـــــك الهــــــنا يـــــا سيّــــــد البــــرية *** بـــــأعـــــــظـــم المــــــواهب السّــــنيّة
أتـــــاك طـــــاووس ريـــــاض الأنـــس *** بنــــــفحة مـــــــن نــــــــفحات الـقدس
مـــــن جُــــنّة الأســـــماء والصــــــفاء *** جلّـــــــت عـــــــن المـــــديح والـــثناء
فـــــارتــــــاحت الأرواح مـــن شميمها *** واهـــــــتــزت النــــــفوس مـن نسيمها
بهـــــا انـــــتشى فـــي الـكون كل صاح *** وطــابــــــت الأشـــــــباح بــــــالأرواح
تـــــحيى بـــــها الأرض ومَــــــن عليها *** ومــــــرجــــــع الأمــــــر غــــــداً إليها
لهـــــــفي لهــــــا لـــقد أضيـــــع قدرها *** حـــــتى تـــــوارى بــــالحجاب بـــدرها
تـــــجرّعت مــــن غصـــــص الــــزمان *** مــــــا جـــــــاوز الحدّ مـــــن البـــــيان
وحــــــبّها مــــــن الصـــــفات العـــالية *** عـــــــليه دارت القــــــرون الخــــــالية
تبـــــــتّلت عـــــن دنـــــس الطبــــــيعة *** فــــــيا لهـــــــا مــــــن رتــــــبة رفـيعة
مـــــرفوعــــة الــــهـــمة والعزيـــــــمة *** عن نــــــــشأة الــــــزخارف الـــذميمة
فــــي أفـــق المجــــد هـــــي الـــزهراء *** للشـــــــمس مـــــــن زهــرتها الضياء
بـــــل هـــــي نـــــور عـــــالَم الأنــــوار *** ومــــــطلع الــــــشـموس والأقـــــــمار
رضيـــــعة الـــــوحي مــــن الجــــلـــيل *** حــــــليــــــفة لمـــــــحـــــكم التــــنزيل
مفـــــطومــــة عــــــن زلــــل الأهـــواء *** معــــــــصومة عـــــن وصــمة الخطاء
معــــــربــة بــالســــــتر والحـــــيـــــاء *** عن غــــــيب ذات بــــــارئ الأشــــياء
(راضــــــيــــة) بــــكل مـا قضى القضا *** بــــــما يضــــــيق عــنه واسع الفضاء
(زكــــــيـــــــة) عــــن وصــــمة القيود *** فــــــهي غـــــــــنيّة عــــــــن الحــــدود
يــــا قِــــبــــــلة الأرواح والعـــــقـــــول *** وكعـــــــــبة الشـــــــهود والــــــوصولِ
مَـــــن بــــــقـــدومها تــــشرفت (منى) *** ومن بـــــــها تـــــــدرك غـــــاية المنى
وبــــابــــها الــرفـــــيع بـــــاب الرحمة *** ومســـــــتـــــجار كـــــلّ ذي مـــــلـــمّة
ومـــــا الحطـــــــيم عــــــند باب فاطمة *** بـــــــنـــــورها تـــــطفأ نـــار الحـاطمة
وبيـــتها المعــــــمور كعــــــبة الســـما *** أضــــــحى ثـــــــراه للـــــــثريــا مَـلثما
وخــــــدرهـــا الســــامي رواق العظمة *** وهـــــو مــــــطاف الكــــــعبة المعظمة
حــــــجابها مثـــل حـــــجاب البــــــاري *** بـــــــارقة تـــــــــذهب بــــــــالأبـــصار
تـــــمثل الـــــواجب فــــي حـــــــــجابها *** فكيــــــف بــــــالإشـــــراق مــن قبابها
يــــــا درة العــــــصمة والـــــولايـــــــة *** مـــن صــــــدف الحــــــكمة والعـــناية
فـــــالكوكب الـــــدرّي فــــي الســـــماء *** مـــن ضــــــوء تــــــلك الـدرة البيضاء
والنـــــيّر الأعـــــظم مــــنها كـــــالسّها *** كيــــــــف ولا حـــــــدّ لـــها ومنــــتهى
أشــــرقــــت العــــوالم الـــعــــــلويــــة *** بـــــــنور تـــــــــلك الـــــــــدرة البــهية
يــــا دوحـــــة حـــــازت ســـنام الفــلك *** بل جــــــاوز الســــــدرة فــرعها الزكير
يـــــا دوحـــــة أغـــــصانـــها تـــــدلّــت *** بمـــــــوضـــــع فــــــيه العـــقول ضلّت
دنــــــت إلــــــى مـــــقام (أو أدنى) فلا *** تــــــبــــــتغ مـــــــن ذلـــك أعــلى مثلا
يــــا شجـــــرة الطــــور وأيـن الشجرة *** من دوحــــة المـــــــجد الأثيل المثمرة؟ 
وإنــــــما الـــــسدرة والـــــزيـــــتونـــة *** عنوان تلــــــك الـــــدوحة الميــــــمونة
أثــــــمارها الــــــغرّ مـــــجالي الـــذات *** مظــــــاهر الأســــــــماء والصـــــــفات
مبـــــادئ الـــــحياة فــــــي الــــــبدايــة *** ومنـــــــتـــــهى الغــــايات للنــــهايـــة
أثــــــمارهـــــا عــــــــزائم القـــــــــرآن *** في صــــــفــحات مـــــــصحف الإمكان
أثـــــمارها مــــــنابت للـــــمعــــرفـــــة *** من جــــــنة الــــــذات غــــدت مقتطفة
لــــــك الهــــــنا يـــا (سيــــــد الوجود) *** في نــــــشآت الغــــــــيب والشـــــهــود
بمـــــن تــــعالى شــــــأنها عـــن مـــثل *** كيــــــف ولا تــــــكرار فـــــي التــجلّي
لا يتــــــثــــنى هـــــيـــكل التـــــوحــــيد *** فــــكيــف بالنــــــظــــــير والنــــــديـــد
وملـــتــــــقى القـــوســـــين نقـطة، فلا *** تــــــرى لهـــــــا ثـــــــــانــــــية أو بدلا
وحيــــــدة فـــــي مــــــجــدها القـــــديم *** فــــــريـــــدة فـــــي أحســـــن التـــقويم
ومـــــا أصـــــابها مــــــن المــــــصـاب *** مفــــــــتاح بـــــابـــــه (حــديث الباب) 
إن حــــــديــــث البـــــاب ذو شـــــجون *** مــــــــما بــــــه جنــــــت يـــد الخـؤون
أيهـــــجم العـــــدى عــــلى بيت الهدى *** ومهـــــــبط الــــــوحي ومنتدى الندى؟ 
أيـــــضرم الــــنار بــــــبــاب دارهــــــا *** وآيــــــة النــــــور عـــــــلا مـــــــنارها
وبـــابــــــها بـــــاب نـــــبي الـــــرحمة *** وبـــاب أبــــــــواب نجـــــــــــاة الأمـــة
بـــــل بـــابــــها بـــــاب العـــلي الأعلى *** فـــــــــــثمّ وجـــــــه الله قـــــــد تــجلىَّ
مــــا اكتــــــســـبوا بــــالنار غير العار *** ومـــــــن ورائــــــه عـــــــذاب النـــــار
مـــــا أجـــــهل الـــقوم فــــــإن النار لا *** تـــــــطـــــــفئ نـــــــور الله جـــل وعلا
وإن كـــــسر الضــــــلع ليـــــس ينجبر *** إلاَّ بصـــــــمــــــصام عــــــزيـــز مقتدر
إذ رضّ تــــــلك الأضـــــلع الـــــزكـــية *** رزيــــــــة لا مـــــثـــــــلها رزيـــــــــــة
ومـــــن نــــــــبــوع الـــدم من ثـــدييها *** يُـــــــــعرف عُـــــــظم مــا جرى عليها
وجـــــاوز الـــحد بــــلطــــم الــــــخـــــدّ *** شلّـــــــت يــــــــد الطـــــغيان والتعديّ
فـــــاحمرت العـــــين، وعـــين المعرفة *** تـــــــذرف بـــــالدمع عــلى تلك الصفة
ولا تـــــزيـــل حـــمرة العـــين ســــوى *** بيـــــــض الســــيوف يوم ينشر اللوى
وللـــــــســــــياط رنـــة، صـــــــداهـــــا *** فــــــي مــــسمع الــــدهر، فما أشجاها
والأثـــــر البــــــاقي كمـــــثل الــــدملج *** في عـــــضد الــــزهراء أقــوى الحجج
ومـــــن ســـــواد متـــــنها أسودّ الفضا *** يا ساعـــد الله العــــــلي الـــــمرتـضى
ووكـــــز نـــــعل الســـــيف فـي جنبيها *** أتـــــى بـــــــكل مــــــا أتـــــى علــــيها
ولـــســـــت أدري خبــــــر المــــــسمار *** سل صــــــــدرَها خــــــــزانة الأســرار
وفـــــي جنــــين المجد ما يُدمي الحشا *** وهـــــل لهــــــم إخـــــفاء أمـــر قد فشا
والبـــــابُ والــــجــــدار والـــــدمــــــاءُ *** شـهـــــــود صـــــــــدق مــــــا به خفاء
لقـــد جـــــنى الـــــجاني عـــلى جنينها *** فـــانـــــــــدكت الجـــــــبال من حنــينها
أهــــــكذا يُــــــصنــع بـــــابـــــنة النبي *** حرصــــــاً عــــــلى المــــلك فيا للعجب
أتُـــــمنع المـــــــكروبة المــــــقروحــة *** عن البـــــــكاء خــــــوفاً مـن الفضيحة
تــــــالله يـــــنبغي لهــــا تـــبكي دمـــــاً *** مــــا دامـــــت الأرض ودارت الــــسما
لفـــــــقــــــد عــــــزها: أبـــيها السامي *** ولاهتـــــضامـــــها وذُلّ الحــــــامــــــي
أتــــــســـــتباح نــــــحـــــلة الصـــدّيقة *** وإرثــــــها مـــــن أشــــــرف الخلـيفة؟ 
كـــــــيف يُـــــردّ قـــــولها بــــــالـــزور *** إذ هــــــو ردّ آيــــــــة التـــــــطـــهــــير
أيــــــؤْخذ الــــــدين مـــــن الأعــــرابي *** ويــــــــنــــــبذ المنـــــصوص بــالكتاب
فــــــاســــــتلبوا مـــا مــــــلكت يـــداها *** وارتــــــكبوا الجــــــريمة مُنــــــــتهاها
يـــــا ويـــــــلهم قـــــد ســــألوها البيّنة *** عـــــــلى خــــــلاف الســــــنّة المــبيّنة
وردّهـــــم شــــــهادة الـــــشـــــــــــهود *** أكبر شـــــــاهد عـــــــــلى المقـــــصود
ولــــــم يـــــــكن ســــــدّ الثـغور غرَضاً *** بل ســـــــدّ بــــــابها وبـــاب المرتضى
صـــــــدّوا عــــن الحـــــق وسـدّوا بابه *** كأنّهــــم قـــــــد أمـــــــنوا عــــــقابــــه
أبــــــضعة الطـــــهر، العـــــظيم قدرها *** تـــــــدفـــــن ليـــــلاً ويعـــــفّى قــــبرها
مــــــا دُفـــنـــــت ليـــــلاً بــــستر وخفا *** إلاَّ لــــــوجــــــدها عـــــلى أهـــل الجفا
مـــــا ســـمع الـــــسامع فــــــيما سمعا *** مـــــجـــــــهولة بـــــالقدر وبـالقبر معاً
يـــــا ويــــــــلهم مـــن غــــضب الجبّار *** بـــــــظــــلمهـــم ريـــــحانة المخـــــتار

تعليقات

لإرسال تعليق یجب أن تسجل في الموقع

نواعي

more_horiz

مقالات المرتبطة

آخر الصوتيات المضافة

آخر المرئيات المضافة

  • 2.00x
  • 1.50x
  • 1.00x
  • 0.75x