مناجاة للإمام السجاد (ع)
calendar_month 2017-08-27 play_arrow 4276 الاستماع

مناجاة للإمام السجاد (ع) - مكتوبة

مناجاة للإمام السجاد (ع)

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

إلهي أسألك أن تعصمني حتى لا أعصيك، فإني قد بهت وتحيرت من كثرة الذنوب مع العصيان، ومن كثرة كرمك مع الاحسان، وقد أكلت لساني كثرة ذنوبي، وأذهبت عني ماء وجهي، فبأي وجه ألقاك وقد أخلقت الذنوب وجهي؟! وبأي لسان أدعوك وقد أخرست المعاصي لساني؟! وكيف أدعوك وأنا العاصي؟! وكيف لا أدعوك وأنت الكريم؟! وكيف أفرح وأنا العاصي؟! وكيف أحزن وأنت الكريم؟! وكيف أدعوك وأنا أنا؟! وكيف لا أدعوك وأنت أنت؟! وكيف أفرح وقد عصيتك؟! وكيف أحزن وقد عرفتك؟! وأنا أستحيي أن أدعوك وأنا مصر على الذنوب، وكيف بعبد لا يدعو سيده؟! وأين مفره وملجأه إن يطرده؟! إلهي، بمن أستغيث إن لم تقلني عثرتي؟! ومن يرحمني إن لم ترحمني؟! ومن يدركني إن لم تدركني؟! وأين الفرار إذا ضاقت لديك أمنيتي؟ إلهي، بقيت بين خوف ورجاء، خوفك يميتني، ورجاؤك يحييني. إلهي، الذنوب صفاتنا، والعفو صفاتك. إلهي، الشيبة نور من أنوارك، فمحال أن تحرق نورك بنارك. إلهي، الجنة دار الابرار، ولكن ممرها على النار، فيا ليتني إذا حرمت الجنة لم أدخل النار.
إلهي، وكيف أدعوك وأتمنى الجنة مع أفعالي القبيحة؟! وكيف لا أدعوك ولا أتمنى الجنة مع أفعالك الحسنة الجميلة؟! إلهي، أنا الذي أدعوك وإن عصيتك، ولا ينسى قلبي ذكرك. إلهي، أنا الذي أرجوك وإن عصيتك، ولا ينقطع رجائي من رحمتك. إلهي، أنا الذي إذا طال عمري زادت ذنوبي، وطالت مصيبتي بكثرة ذنوبي، وطال رجائي بكثرة عفوك يا مولاي. إلهي، ذنوبي عظيمة، ولكن عفوك أعظم من ذنوبي. إلهي، بعفوك العظيم اغفر لي ذنوبي العظيمة، فإنه لا يغفر الذنوب العظيمة إلا الرب العظيم. إلهي، أنا الذي أعاهدك فأنقض عهدي، وأترك عزمي حين تعرض شهوتي، فأصبح بطالا وأمسي لاهيا، وتكتب ما قدمت يومي وليلتي. إلهي، ذنوبي لا تضرك وعفوك إياي لا ينقصك فاغفر لي مالا يضرك، وأعطني ما لا ينقصك. إلهي، إن أحرقتني لا ينفعك وإن غفرت لي لا يضرك، فافعل بي ما لا يضرك ولا تفعل بي ما لا يسرك. إلهي، لولا أن العفو من صفاتك لما عصاك أهل معرفتك.
إلهي، لولا أنك بالعفو تجود لما عصيتك وإلى الذنب أعود. إلهي، لولا أن العفو أحب الاشياء لديك لما عصاك أحب الخلق إليك. إلهي، رجائي منك غفران، وظني فيك إحسان، أقلني عثرتي ربي فقد كان الذي كان، فيامن له رفق بمن يعاديه، فكيف بمن يتولاه ويناجيه؟! ويا من كلما نودي أجاب، ويا من بجلاله ينشئ السحاب، أنت الذي قلت: " من الذي دعاني فلم ألبه "؟ " ومن الذي سألني فلم أعطه "؟ " ومن الذي أقام ببابي فلم أجبه "؟ وأنت الذي قلت: " أنا الجواد ومني الجود، وأنا الكريم ومني الكرم، ومن كرمي في العاصين أن أكلاهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني، وأتولى حفظهم كأنهم لم يذنبوني . إلهي، من الذي يفعل الذنوب؟ ومن الذي يغفر الذنوب؟ فأنا فعال الذنوب، وأنت غفار الذنوب. إلهي، بئس ما فعلت من كثرة الذنوب والعصيان، ونعم ما فعلت من الكرم والاحسان. إلهي، أنت الذي أغرقتني بالجود والكرم والعطايا، وأنا الذي أغرقت نفسي بالذنوب والجهالة والخطايا، وأنت مشهور بالاحسان، وأنا مشهور بالعصيان. إلهي، ضاق صدري ولست أدري بأي علاج أدواي ذنبي؟ فكم أتوب منها؟ وكم أعود إليها؟ وكم أنوح عليها ليلي ونهاري؟ فحتى متى يكون وقد أفنيت بها عمري؟! إلهي، طال حزني، ودق عظمي، وبلي جسمي وبقيت الذنوب على ظهري، فإليك أشكو سيدي فقري وفاقتي، وضعفي وقلة حيلتي. إلهي، ينام كل ذي عين، ويستريح إلى وطنه، وأنا وجل القلب وعيناي تنتظران رحمة ربي، فإدعوك يا رب فاستجب دعائي، واقض حاجتي، وأسرع بإجابتي. إلهي، أنتظر عفوك كما ينتظره المذنبون، ولست أياس من رحمتك التي يتوقعها المحسنون. إلهي، أتحرق بالنار وجهي، وكان لك مصليا؟! إلهي، اتحرق بالنار عيني، وكانت من خوفك باكية؟! إلهي، أتحرق بالنار لساني، وكان للقرآن تاليا؟! إلهي، أتحرق بالنار قلبي، وكان لك محبا؟! إلهي، أتحرق بالنار جسمي، وكان لك خاشعا؟!
إلهي، أتحرق بالنار أركاني، وكانت لك ركعا سجدا؟! إلهي، أمرت بالمعروف وأنت أولى به من المأمورين، وإمرت بصلة السؤال وأنت خير المسؤولين. إلهي، إن عذبتني فعبد خلقته لما أردته فعذبته، وإن أنجيتني فعبد وجدته مسيئا فأنجيته. إلهي، لا سبيل لي إلى الاحتراس من الذنب إلا بعصمتك، ولا وصول لي إلى عمل الخير إلا بمشيتك، فكيف لي بالاحتراس ما لم تدركني فيه عصمتك؟! إلهي، سترت علي في الدنيا ذنوبا ولم تظهرها، فلا تفضحني بها يوم القيامة على رؤوس العالمين. إلهي، جودك بسط أملي، وشكرك قبل عملي، فسرني بلقائك عند اقتراب أجلي. إلهي، إذا شهد لي الايمان بتوحيدك، ونطق لساني بتحميدك، ودلني القرآن على فواضل جودك، فكيف ينقطع رجائي بموعودك ؟! إلهي، أنا الذي قتلت نفسي بسيف العصيان، حتى استوجبت منك القطيعة والحرمان، فالامان الامان، هل بقي لي عندك وجه الاحسان؟
إلهي، عصاك آدم فغفرت له، وعصاك خلق من ذريته، فيامن عفا عن الوالد معصيته، اعف عن الولد العصاة لك من ذريته. إلهي، خلقت جنتك لمن أطاعك، ووعدت فيها ما لا يخطر بالقلوب، ونظرت إلى عملي، فرأيته ضعيفا يا مولاي، وحاسبت نفسي، فلم أجد أن أقوم بشكر ما أنعمت علي، وخلقت نارا لمن عصاك، ووعدت فيها أنكالا وجحيما وعذابا، وقد خفت يا مولاي أن أكون مستوجبا لها لكبير جرأتي، وعظيم جرمي، وقديم إساءتي، فلا يتعاظمك ذنب تغفره لي، ولا لمن هو أعظم جرما مني لصغر خطري في ملكك مع يقيني بك، وتوكلي ورجائي لديك. إلهي، جعلت لي عدوا يدخل قلبي، ويحل محل الرأي والفكرة مني، وأين الفرار إذا لم يكن منك عون عليه؟! إلهي، إن الشيطان فاجر خبيث، كثير المكر، شديد الخصومة، قديم العداوة، كيف ينجو من يكون معه في دار وهو المحتال؟! إلا أني أجد كيده ضعيفا، فإياك نعبد وإياك نستعين، وإياك نستحفظ، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يا كريم يا كريم يا كريم.

تعليقات

لإرسال تعليق یجب أن تسجل في الموقع

أدعية مختلفة

more_horiz

أدعية

more_horiz

أدعية ومناجاة

more_horiz

مقالات المرتبطة

آخر الصوتيات المضافة

آخر المرئيات المضافة

  • 2.00x
  • 1.50x
  • 1.00x
  • 0.75x