وصية الإمام علي (ع) الى سلمان الفارسي
calendar_month 2012-04-15 play_arrow 1323 الاستماع

وصية الإمام علي (ع) الى سلمان الفارسي - مكتوبة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

 اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

 رُوِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِی سَلْمَانَ الْفَارِسِی رَضِی اللَّهُ عَنْهُمَا یا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع بِالنُّورَانِیةِ قَالَ یا جُنْدَبُ فَامْضِ بِنَا حَتَّی نَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِک قَالَ فَأَتَینَاهُ فَلَمْ نَجِدْهُ قَالَ فَانْتَظَرْنَاهُ حَتَّی جَاءَ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیهِ مَا جَاءَ بِکمَا قَالا جِئْنَاک یا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ نَسْأَلُک عَنْ مَعْرِفَتِک بِالنُّورَانِیةِ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیهِ مَرْحَباً بِکمَا مِنْ وَلِیینِ مُتَعَاهِدَینِ لِدِینِهِ لَسْتُمَا بِمُقَصِّرَینِ لَعَمْرِی إِنَّ ذَلِک الواجب [وَاجِبٌ ] عَلَی کلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ ثُمَّ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیهِ یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیک یا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ ع إِنَّهُ لَا یسْتَکمِلُ أَحَدٌ الْإِیمَانَ حَتَّی یعْرِفَنِی کنْهَ مَعْرِفَتِی بِالنُّورَانِیةِ فَإِذَا عَرَفَنِی بِهَذِهِ الْمَعْرِفَةِ فَقَدِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ وَ شَرَحَ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَ صَارَ عَارِفاً مُسْتَبْصِراً وَ مَنْ قَصَّرَ عَنْ مَعْرِفَةِ ذَلِک فَهُوَ شَاک وَ مُرْتَابٌ یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیک یا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ ع مَعْرِفَتِی بِالنُّورَانِیةِ مَعْرِفَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ

بحار الأنوار (ط - بیروت)، ج 26، ص: 2

وَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَعْرِفَتِی بِالنُّورَانِیةِ وَ هُوَ الدِّینُ الْخَالِصُ الَّذِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِیعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ حُنَفاءَ وَ یقِیمُوا الصَّلاةَ وَ یؤْتُوا الزَّکاةَ « البینة: 5- »

وَ ذلِک دِینُ الْقَیمَةِ یقُولُ مَا أُمِرُوا إِلَّا بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ص وَ هُوَ الدِّینُ الْحَنِیفِیةُ الْمُحَمَّدِیةُ السَّمْحَةُ وَ قَوْلُهُ یقِیمُونَ الصَّلاةَ فَمَنْ أَقَامَ وَلَایتِی فَقَدْ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَ إِقَامَةُ وَلَایتِی صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَک مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِی مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ فَالْمَلَک إِذَا لَمْ یکنْ مُقَرَّباً لَمْ یحْتَمِلْهُ وَ النَّبِی إِذَا لَمْ یکنْ مُرْسَلًا لَمْ یحْتَمِلْهُ وَ الْمُؤْمِنُ إِذَا لَمْ یکنْ مُمْتَحَناً لَمْ یحْتَمِلْهُ قُلْتُ یا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنِ الْمُؤْمِنُ وَ مَا نِهَایتُهُ وَ مَا حَدُّهُ حَتَّی أَعْرِفَهُ قَالَ ع یا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ لَبَّیک یا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الْمُؤْمِنُ الْمُمْتَحَنُ هُوَ الَّذِی لَا یرَدُّ مِنْ أَمْرِنَا إِلَیهِ شَی ءٌ إِلَّا شُرِحَ صَدْرُهُ لِقَبُولِهِ وَ لَمْ یشُک وَ لَمْ یرْتَبْ « فی نسخة: و لم یرتد. » اعْلَمْ یا أَبَا ذَرٍّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خَلِیفَتُهُ عَلَی عِبَادِهِ لَا تَجْعَلُونَا أَرْبَاباً وَ قُولُوا فِی فَضْلِنَا مَا شِئْتُمْ فَإِنَّکمْ لَا تَبْلُغُونَ کنْهَ مَا فِینَا وَ لَا نِهَایتَهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَعْطَانَا أَکبَرَ وَ أَعْظَمَ مِمَّا یصِفُهُ وَ أَصِفُکمْ أَوْ یخْطُرُ عَلَی قَلْبِ أَحَدِکمْ فَإِذَا عَرَفْتُمُونَا هَکذَا فَأَنْتُمُ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ سَلْمَانُ قُلْتُ یا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ أَقَامَ وَلَایتَک قَالَ نَعَمْ یا سَلْمَانُ تَصْدِیقُ ذَلِک قَوْلُهُ تَعَالَی فِی الْکتَابِ الْعَزِیزِ وَ اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَکبِیرَةٌ إِلَّا عَلَی الْخاشِعِینَ « ( البقرة: 45- الصَّبْرُ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ الصَّلَاةُ إِقَامَةُ وَلَایتِی فَمِنْهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ إِنَّها لَکبِیرَةٌ وَ لَمْ یقُلْ وَ إِنَّهُمَا لَکبِیرَةٌ لِأَنَّ الْوَلَایةَ کبِیرَةٌ حَمْلُهَا إِلَّا عَلَی الْخَاشِعِینَ وَ الْخَاشِعُونَ هُمُ الشِّیعَةُ الْمُسْتَبْصِرُونَ وَ ذَلِک لِأَنَ

بحار الأنوار (ط - بیروت)، ج 26، ص: 3

أَهْلَ الْأَقَاوِیلِ مِنَ الْمُرْجِئَةِ وَ الْقَدَرِیةِ وَ الْخَوَارِجِ وَ غَیرِهِمْ مِنَ النَّاصِبِیةِ یقِرُّونَ لِمُحَمَّدٍ ( فی نسخة: بمحمد. ص لَیسَ بَینَهُمْ خِلَافٌ وَ هُمْ مُخْتَلِفُونَ فِی وَلَایتِی مُنْکرُونَ لِذَلِک جَاحِدُونَ بِهَا إِلَّا الْقَلِیلُ وَ هُمُ الَّذِینَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِی کتَابِهِ الْعَزِیزِ فَقَالَ إِنَّها لَکبِیرَةٌ إِلَّا عَلَی الْخاشِعِینَ وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی مَوْضِعٍ آخَرَ فِی کتَابِهِ الْعَزِیزِ فِی نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ص وَ فِی وَلَایتِی فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِیدٍ «2» فَالْقَصْرُ مُحَمَّدٌ وَ الْبِئْرُ الْمُعَطَّلَةُ وَلَایتِی عَطَّلُوهَا وَ جَحَدُوهَا وَ مَنْ لَمْ یقِرَّ بِوَلَایتِی لَمْ ینْفَعْهُ الْإِقْرَارُ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ص إِلَّا أَنَّهُمَا مَقْرُونَانِ وَ ذَلِک أَنَّ النَّبِی ص نَبِی مُرْسَلٌ وَ هُوَ إِمَامُ الْخَلْقِ وَ عَلِی مِنْ بَعْدِهِ إِمَامُ الْخَلْقِ وَ وَصِی مُحَمَّدٍ ص کمَا قَالَ لَهُ النَّبِی ص أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِی بَعْدِی وَ أَوَّلُنَا مُحَمَّدٌ وَ أَوْسَطُنَا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنَا مُحَمَّدٌ فَمَنِ اسْتَکمَلَ مَعْرِفَتِی فَهُوَ عَلَی الدِّینِ الْقَیمِ کمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ذلِک دِینُ الْقَیمَةِ «3» وَ سَأُبَینُ ذَلِک بِعَوْنِ اللَّهِ وَ تَوْفِیقِهِ یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیک یا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیک قَالَ کنْتُ أَنَا وَ مُحَمَّدٌ نُوراً وَاحِداً مِنْ نُورِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَمَرَ اللَّهُ تَبَارَک وَ تَعَالَی ذَلِک النُّورَ أَنْ یشَقَّ فَقَالَ لِلنِّصْفِ کنْ مُحَمَّداً وَ قَالَ لِلنِّصْفِ کنْ عَلِیاً فَمِنْهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلِی مِنِّی وَ أَنَا مِنْ عَلِی وَ لَا یؤَدِّی عَنِّی إِلَّا عَلِی وَ قَدْ وَجَّهَ أَبَا بَکرٍ بِبَرَاءَةَ إِلَی مَکةَ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ ع فَقَالَ یا مُحَمَّدُ قَالَ لَبَّیک قَالَ إِنَّ اللَّهَ یأْمُرُک أَنْ تُؤَدِّیهَا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ عَنْک فَوَجَّهَنِی فِی اسْتِرْدَادِ أَبِی بَکرٍ فَرَدَدْتُهُ فَوَجَدَ فِی نَفْسِهِ وَ قَالَ یا رَسُولَ اللَّهِ أَ نَزَلَ فِی الْقُرْآنُ قَالَ لَا وَ لَکنْ لَا یؤَدِّی إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِی یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیک یا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ قَالَ ع مَنْ لَا یصْلُحُ لِحَمْلِ

 (2) الحجّ: 45-

 (3) البینة: 5-

بحار الأنوار (ط - بیروت)، ج 26، ص: 4

صَحِیفَةٍ یؤَدِّیهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص کیفَ یصْلُحُ لِلْإِمَامَةِ یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ فَأَنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ ص کنَّا نُوراً وَاحِداً صَارَ رَسُولَ اللَّهِ ص مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفَی وَ صِرْتُ أَنَا وَصِیهُ الْمُرْتَضَی وَ صَارَ مُحَمَّدٌ النَّاطِقَ وَ صِرْتُ أَنَا الصَّامِتَ وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ فِی کلِّ عَصْرٍ مِنَ الْأَعْصَارِ أَنْ یکونَ فِیهِ نَاطِقٌ وَ صَامِتٌ یا سَلْمَانُ صَارَ مُحَمَّدٌ الْمُنْذِرَ وَ صِرْتُ أَنَا الْهَادِی وَ ذَلِک قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِکلِّ قَوْمٍ هادٍ «1» فَرَسُولُ اللَّهِ ص الْمُنْذِرُ وَ أَنَا الْهَادِی اللَّهُ یعْلَمُ ما تَحْمِلُ کلُّ أُنْثی وَ ما تَغِیضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ وَ کلُّ شَی ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ عالِمُ الْغَیبِ وَ الشَّهادَةِ الْکبِیرُ الْمُتَعالِ سَواءٌ مِنْکمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَنْ جَهَرَ بِهِ وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّیلِ وَ سارِبٌ بِالنَّهارِ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَینِ یدَیهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ یحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ «2» قَالَ فَضَرَبَ ع بِیدِهِ عَلَی أُخْرَی وَ قَالَ صَارَ مُحَمَّدٌ صَاحِبَ الْجَمْعِ وَ صِرْتُ أَنَا صَاحِبَ النَّشْرِ وَ صَارَ مُحَمَّدٌ صَاحِبَ الْجَنَّةِ وَ صِرْتُ أَنَا صَاحِبَ النَّارِ أَقُولُ لَهَا خُذِی هَذَا وَ ذَرِی هَذَا وَ صَارَ مُحَمَّدٌ ص صَاحِبَ الرَّجْفَةِ وَ صِرْتُ أَنَا صَاحِبَ الْهَدَّةِ «3» وَ أَنَا صَاحِبُ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَلْهَمَنِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِلْمَ مَا فِیهِ نَعَمْ یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ وَ صَارَ مُحَمَّدٌ یس وَ الْقُرْآنِ الْحَکیمِ «4» وَ صَارَ مُحَمَّدٌ ن وَ الْقَلَمِ «5» وَ صَارَ مُحَمَّدٌ طه ما أَنْزَلْنا عَلَیک الْقُرْآنَ لِتَشْقی «6» وَ صَارَ مُحَمَّدٌ صَاحِبَ الدَّلَالاتِ وَ صِرْتُ أَنَا صَاحِبَ الْمُعْجِزَاتِ وَ الْآیاتِ وَ صَارَ مُحَمَّدٌ خَاتَمَ النَّبِیینَ وَ صِرْتُ

 (1) الرعد: 7-

 (2) الرعد: 8- 11-

 (3) الهدة: صوت وقع الحائط و نحوه و فی الخبر: «أعوذ بک من الهد و الهدة» و فسر الهد بالهدم و الهدة بالخسف، و الهد: صوت ما یقع من السماء.

 (4) یس: 1 و 2-

 (5) القلم: 1-

 (6) طه: 1 و 2-

بحار الأنوار (ط - بیروت)، ج 26، ص: 5

أَنَا خَاتَمَ الْوَصِیینَ وَ أَنَا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ «1» وَ أَنَا النَّبَأُ الْعَظِیمُ الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ «2» وَ لَا أَحَدٌ اخْتَلَفَ إِلَّا فِی وَلَایتِی وَ صَارَ مُحَمَّدٌ صَاحِبَ الدَّعْوَةِ وَ صِرْتُ أَنَا صَاحِبَ السَّیفِ وَ صَارَ مُحَمَّدٌ نَبِیاً مُرْسَلًا وَ صِرْتُ أَنَا صَاحِبَ أَمْرِ النَّبِی ص قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یلْقِی الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلی مَنْ یشاءُ مِنْ عِبادِهِ «3» وَ هُوَ رُوحُ اللَّهِ لَا یعْطِیهِ وَ لَا یلْقِی هَذَا الرُّوحَ إِلَّا عَلَی مَلَک مُقَرَّبٍ أَوْ نَبِی مُرْسَلٍ أَوْ وَصِی مُنْتَجَبٍ فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ هَذَا الرُّوحَ فَقَدْ أَبَانَهُ مِنَ النَّاسِ وَ فَوَّضَ إِلَیهِ الْقُدْرَةَ وَ أَحْیا الْمَوْتَی وَ عَلِمَ بِمَا کانَ وَ مَا یکونُ وَ سَارَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَی الْمَغْرِبِ وَ مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَی الْمَشْرِقِ فِی لَحْظَةِ عَینٍ وَ عَلِمَ مَا فِی الضَّمَائِرِ وَ الْقُلُوبِ وَ عَلِمَ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ وَ صَارَ مُحَمَّدٌ الذِّکرَ الَّذِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَیکمْ ذِکراً رَسُولًا یتْلُوا عَلَیکمْ آیاتِ اللَّهِ «4» إِنِّی أُعْطِیتُ عِلْمَ الْمَنَایا وَ الْبَلَایا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ اسْتُودِعْتُ عِلْمَ الْقُرْآنِ وَ مَا هُوَ کائِنٌ إِلَی یوْمِ الْقِیامَةِ وَ مُحَمَّدٌ ص أَقَامَ الْحُجَّةَ حُجَّةً لِلنَّاسِ وَ صِرْتُ أَنَا حُجَّةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ اللَّهُ لِی مَا لَمْ یجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لَا لِنَبِی مُرْسَلٍ وَ لَا لِمَلَک مُقَرَّبٍ یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیک یا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ ع أَنَا الَّذِی حَمَلْتُ نُوحاً فِی السَّفِینَةِ بِأَمْرِ رَبِّی وَ أَنَا الَّذِی أَخْرَجْتُ یونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ بِإِذْنِ رَبِّی وَ أَنَا الَّذِی جَاوَزْتُ بِمُوسَی بْنِ عِمْرَانَ الْبَحْرَ بِأَمْرِ رَبِّی وَ أَنَا الَّذِی أَخْرَجْتُ إِبْرَاهِیمَ مِنَ النَّارِ بِإِذْنِ رَبِّی وَ أَنَا الَّذِی أَجْرَیتُ أَنْهَارَهَا وَ فَجَّرْتُ عُیونَهَا وَ غَرَسْتُ أَشْجَارَهَا بِإِذْنِ رَبِّی وَ أَنَا عَذَابُ یوْمِ الظُّلَّةِ وَ أَنَا الْمُنَادِی مِنْ مَکانٍ قَرِیبٍ قَدْ سَمِعَهُ الثَّقَلَانِ الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ وَ فَهِمَهُ قَوْمٌ

 (1) الفاتحة: 6-

 (2) النبأ: 2 و 3-

 (3) المؤمن: 15-

 (4) الطلاق: 10 و 11-

بحار الأنوار (ط - بیروت)، ج 26، ص: 6

إِنِّی لَأَسْمَعُ کلَّ قَوْمٍ «1» الْجَبَّارِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ بِلُغَاتِهِمْ وَ أَنَا الْخَضِرُ عَالِمُ مُوسَی وَ أَنَا مُعَلِّمُ سُلَیمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ أَنَا ذُو الْقَرْنَینِ وَ أَنَا قُدْرَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ أَنَا مُحَمَّدٌ وَ مُحَمَّدٌ أَنَا وَ أَنَا مِنْ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدٌ مِنِّی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مَرَجَ الْبَحْرَینِ یلْتَقِیانِ بَینَهُما بَرْزَخٌ لا یبْغِیانِ «2» یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیک یا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ إِنَّ مَیتَنَا لَمْ یمُتْ وَ غَائِبَنَا لَمْ یغِبْ وَ إِنَّ قَتْلَانَا لَنْ یقْتَلُوا یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیک صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیک قَالَ ع أَنَا أَمِیرُ کلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ مِمَّنْ مَضَی وَ مِمَّنْ بَقِی وَ أُیدْتُ بِرُوحِ الْعَظَمَةِ وَ إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مِنْ عَبِیدِ اللَّهِ لَا تُسَمُّونَا أَرْبَاباً وَ قُولُوا فِی فَضْلِنَا مَا شِئْتُمْ فَإِنَّکمْ لَنْ تَبْلُغُوا مِنْ فَضْلِنَا کنْهَ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا وَ لَا مِعْشَارَ الْعُشْرِ لِأَنَّا آیاتُ اللَّهِ وَ دَلَائِلُهُ وَ حُجَجُ اللَّهِ وَ خُلَفَاؤُهُ وَ أُمَنَاؤُهُ وَ أَئِمَّتُهُ وَ وَجْهُ اللَّهِ وَ عَینُ اللَّهِ وَ لِسَانُ اللَّهِ بِنَا یعَذِّبُ اللَّهُ عِبَادَهُ وَ بِنَا یثِیبُ وَ مِنْ بَینِ خَلْقِهِ طَهَّرَنَا وَ اخْتَارَنَا وَ اصْطَفَانَا وَ لَوْ قَالَ قَائِلٌ لِمَ وَ کیفَ وَ فِیمَ لَکفَرَ وَ أَشْرَک لِأَنَّهُ لَا یسْأَلُ عَمَّا یفْعَلُ وَ هُمْ یسْأَلُونَ یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیک یا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیک قَالَ ع مَنْ آمَنَ بِمَا قُلْتُ وَ صَدَّقَ بِمَا بَینْتُ وَ فَسَّرْتُ وَ شَرَحْتُ وَ أَوْضَحْتُ وَ نَوَّرْتُ وَ بَرْهَنْتُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ مُمْتَحَنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ وَ شَرَحَ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَ هُوَ عَارِفٌ مُسْتَبْصِرٌ قَدِ انْتَهَی وَ بَلَغَ وَ کمَلَ وَ مَنْ شَک وَ عَنَدَ وَ جَحَدَ وَ وَقَفَ وَ تَحَیرَ وَ ارْتَابَ فَهُوَ مُقَصِّرٌ وَ نَاصِبٌ یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیک یا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیک قَالَ ع أَنَا أُحْیی وَ أُمِیتُ بِإِذْنِ رَبِّی وَ أَنَا أُنَبِّئُکمْ بِمَا تَأْکلُونَ وَ مَا تَدَّخِرُونَ فِی بُیوتِکمْ بِإِذْنِ رَبِّی وَ أَنَا عَالِمٌ بِضَمَائِرِ قُلُوبِکمْ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ أَوْلَادِی ع یعْلَمُونَ وَ یفْعَلُونَ هَذَا إِذَا أَحَبُّوا وَ أَرَادُوا لِأَنَّا کلَّنَا وَاحِدٌ أَوَّلُنَا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنَا مُحَمَّدٌ وَ أَوْسَطُنَا مُحَمَّدٌ وَ کلُّنَا مُحَمَّدٌ

 (1) فی نسخة: کل یوم.

 (2) الرحمن: 19 و 20-

بحار الأنوار (ط - بیروت)، ج 26، ص: 7

فَلَا تَفَرَّقُوا بَینَنَا وَ نَحْنُ إِذَا شِئْنَا شَاءَ اللَّهُ وَ إِذَا کرِهْنَا کرِهَ اللَّهُ الْوَیلُ کلُّ الْوَیلِ لِمَنْ أَنْکرَ فَضْلَنَا وَ خُصُوصِیتَنَا وَ مَا أَعْطَانَا اللَّهُ رَبُّنَا لِأَنَّ مَنْ أَنْکرَ شَیئاً مِمَّا أَعْطَانَا اللَّهُ فَقَدْ أَنْکرَ قُدْرَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَشِیتَهُ فِینَا یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیک یا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیک قَالَ ع لَقَدْ أَعْطَانَا اللَّهُ رَبُّنَا مَا هُوَ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ وَ أَعْلَی وَ أَکبَرُ مِنْ هَذَا کلِّهِ قُلْنَا یا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا الَّذِی أَعْطَاکمْ مَا هُوَ أَعْظَمُ وَ أَجَلُّ مِنْ هَذَا کلِّهِ قَالَ قَدْ أَعْطَانَا رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ عِلْمَنَا لِلِاسْمِ الْأَعْظَمِ الَّذِی لَوْ شِئْنَا خَرَقَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ وَ نَعْرُجُ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ نَهْبِطُ بِهِ الْأَرْضَ وَ نَغْرُبُ وَ نَشْرُقُ وَ نَنْتَهِی بِهِ إِلَی الْعَرْشِ فَنَجْلِسُ «1» عَلَیهِ بَینَ یدَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یطِیعُنَا کلُّ شَی ءٍ حَتَّی السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْجِبَالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُّ وَ الْبِحَارُ وَ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ أَعْطَانَا اللَّهُ ذَلِک کلَّهُ بِالاسْمِ الْأَعْظَمِ الَّذِی عَلَّمَنَا وَ خَصَّنَا بِهِ وَ مَعَ هَذَا کلِّهِ نَأْکلُ وَ نَشْرَبُ وَ نَمْشِی فِی الْأَسْوَاقِ وَ نَعْمَلُ هَذِهِ الْأَشْیاءَ بِأَمْرِ رَبِّنَا وَ نَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ الْمُکرَمُونَ الَّذِینَ لا یسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یعْمَلُونَ وَ جَعَلَنَا مَعْصُومِینَ مُطَهَّرِینَ وَ فَضَّلَنَا عَلَی کثِیرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ فَنَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما کنَّا لِنَهْتَدِی لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ وَ حَقَّتْ کلِمَةُ الْعَذابِ عَلَی الْکافِرِینَ أَعْنِی الْجَاحِدِینَ بِکلِّ مَا أَعْطَانَا اللَّهُ مِنَ الْفَضْلِ وَ الْإِحْسَانِ یا سَلْمَانُ وَ یا جُنْدَبُ فَهَذَا مَعْرِفَتِی بِالنُّورَانِیةِ فَتَمَسَّک بِهَا رَاشِداً فَإِنَّهُ لَا یبْلُغُ أَحَدٌ مِنْ شِیعَتِنَا حَدَّ الِاسْتِبْصَارِ حَتَّی یعْرِفَنِی بِالنُّورَانِیةِ فَإِذَا عَرَفَنِی بِهَا کانَ مُسْتَبْصِراً بَالِغاً کامِلًا قَدْ خَاضَ بَحْراً مِنَ الْعِلْمِ وَ ارْتَقَی دَرَجَةً مِنَ الْفَضْلِ وَ اطَّلَعَ عَلَی سِرٍّ مِنْ سِرِّ اللَّهِ وَ مَکنُونِ خَزَائِنِهِ «2».

تعليقات

لإرسال تعليق یجب أن تسجل في الموقع

من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام)

more_horiz

نداء الهدایة

more_horiz

مقالات المرتبطة

آخر الصوتيات المضافة

آخر المرئيات المضافة

  • 2.00x
  • 1.50x
  • 1.00x
  • 0.75x