لن تنالوا البر (مكتوبة) - عمار الكناني

 

 

(لنْ تنالُوا البِرَّ حتّى تُنفِقوا)
جَسَّدَتْها بوفاءٍ يَصْدُقُ

كانتِ "الإخلاصَ" فيما قدَّمتْ
فغدَتْ "فاتِحةً" لا تُغلَقُ

وَلدَتْ بَدْراً تلتْهُ أنجُمٌ
وأحاطَتْهُمْ كشمسٍ تُشرِقُ

طَالمَا أوصَتْهُمُ : يا عُدَّتي
إخدِموا المولى حسيناً ترْتقوا

بيِّضوا وجْهي لِترضَى فاطمٌ
دونَهُ الأرواحَ طُرّاً أَزْهِقوا

يا "أبا الفضلِ" غداً في كَربلا
فَلْيُحدِّثْ عَنْ فِدَاكَ البيْرَقُ

ليْتَها في يومِ عاشورا رأَتْ
رأسَهُ الأعظَمَ غَدْراً يُفْلَقُ

قدْ بَكَى يُسرَى يديهِ مَغْرِبٌ
وعلى يُمناهُ ناحَ المشرِقُ

بابْنةِ الزهراءِ أوصتْهُ فمُذْ
دمُهُ سالَ خِباها أحرقوا

بعدَ عَيْنيْهِ غدَتْ في حَيْرةٍ
تنظُرُ الطِّفلَ بخيلٍ يُسْحَقُ

أمُّ عبّاسٍ رجَتْ لوْ أنَّها
بحبالٍ في سِباها تُرْبَقُ

علْ تَردُّ السَّوطَ عَنْ زينبِها
وبأيتامِ حُسينٍ تَرْفِقُ

وترى فوقَ القنا أولادَها
كيفَ بالمَولى حُسينٍ أحدَقوا

أربعٌ سَدُّوا جِهاتٍ أرْبعاً
وحَمَوْهُ مِنْ حِجارٍ تَرشُقُ

بِبَنيها قدْ تمنّتْ رِفعةً
ولهَا كُلَّ مُنَاها حَقَّقوا

للشاعر علي عسيلي العاملي