نزعوا الأرواح (مكتوبة) - عمار الكناني

 

 

نزعوا الأرواحَ في حُبِّ الإمامْ
بعْدَهُ قالوا على الدُّنيا السلامْ!
أصحابُهُ الأبرارْ
سرٌّ مِنَ الأسرارْ

كربلاءٌ مُذْ دَحَاهَا...لمْ تنَمْ قلْباً وعَيْنا
أفضلُ الأعْمَالِ أَنْ تنْــ...ــتَظِرَ الموْلى حُسَيْنا!
فإذا جاءَ بِصَحْبٍ...نورُهُمْ شعَّ لُجَيْنَا
أنشَدَتْ فَوقَ الصَّحَارى..."طلعَ البدرُ علينا"

بعدمَا ضمّتْهُمُ في الجانِبينْ
سجَدَتْ للهِ شُكْراً سَجْدتينْ
يزهو بها استبشارْ
سرٌّ مِنَ الأسرارْ

إنَّهُم أنصارُ طٰهَ...وكذا أحبابُ حيْدرْ
(بأبي أَنتُم وأمي)...قالها الصَّادقُ جعفرْ
فضلُهم فَاضَ عليْنا...واجِبٌ في الدَّهرِ يُذكرْ
قسَماً لولا دِمَاهُمْ...لم نَقُلْ "اللهُ أكبرْ"

في صَلاتِي أذْكُرُ الليثَ (سعيدْ)
كانَ يُرمى وهْوَ بالموتِ سعيدْ
ما ذَلِكَ الإصرارْ!
سرٌّ مِنَ الأسرارْ

ثُلَّةً كانوا ولكنْ...فِعلُهُمْ زادَ كثيرا
لمْ يكُنْ فيهم صغيرٌ...كلُّهُم كانَ كبيرا
طفُّهُمْ أصبحَ عيداً...لا عبوساً قمطريرا!
نزعوا الأرواحَ فيهِ...لبسُوا الدَّمَّ حريرا

إنَّهُمْ كانوا نسوراً كاسراتْ
دونَ "خَيْطٍ" مِنْ حجابِ الطَّاهِراتْ
للهِ مِنْ أخيارْ!
سرٌّ من الأسرارْ

وصلوا الموْلى حسيناً...وصَلُوا اللهَ بِوصْلِهْ
ذا (زُهيرٌ) كــ(ـبُريرٍ)...صدَّقَ القولَ بِفِعْلِهْ
و(شبيبٌ) مِثْلُ (قيسٍ)...قتلَ الموتَ بِقتلِهْ
مثلُهمْ (جونٌ) فِداهُ...طهَّرَ الأرضَ بِنَعْلِهْ

نعلُ جوْنٍ أرضُها كانتْ مَوَاتْ
مُذْ وَطَاها أصْبَحتْ أرْضَ الحيـاةْ
ذي جنَّةُ الأحرارْ
سرٌّ مِنَ الأسرارْ

يَا حبيبٌ أيُّ سرٍّ...فيكَ ما زالَ خفيّا؟!
دونَ أصحابِ حُسينٍ...حُزْتَ قبراً أوْحَديّا
خلتهُ قالَ بدمْعٍ...سالَ كالمُزْنِ جريّا
نِلتُ ما نِلتُ لأَنِّي...كُنتُ شيخاً زينبيّا!!

ذا تُرابُ الرَّأسِ يَا أهل العجبْ!
حوّلتهُ زينبُ الكبرى ذهبْ
كفٌّ بها الأقدارْ
سرٌّ مِنَ الأسرارْ

لابْنِهِ جاءَ حبيبٌ...ذاتَ يوْمٍ في المنامِ
سأل الإبنُ أباهُ...وهْوَ في الفردوسِ سامي
أتُحبُّ العوْدَ فينا...بَعْدَ جاهٍ ومقامِ
قَالَ: إي يَا بْني لأبكي...كلَّ عـمري لإمامي

جنَّةً أتْركُ لا بلْ جنَّتينْ
قاصداً مأْتَمَ لطْمٍ للْحُسينْ!
بالدمْعِ تُطفى النارْ
سرٌّ مِنَ الأسرارْ

سيِّدي كالحُرِّ إنِّي...حافياً جِئتُ إليْكَا
مُطْرِقاً رأْسِي حياءً...أرتجي ممّا لدَيْكا
فاقْبَلِ التَّوْبةَ وامْسحْ...رأْسَ ذنْبي بِيديكا
علَّني كلَّ زماني...أذرفُ الدَّمْعَ عليكا

سيِّدي ظهري نحيلٌ بانْحناءْ
مِنْ ذنوبٍ منَعتْ رزقَ البكاءْ
في دمعِيَ المدرارْ
سرٌّ منَ الأسرارْ
 للشاعر علي عسيلي العاملي