يا أيها النبأ (مكتوبة) - باسم الكربلائي
منذ ١١ شهر٢٠٠مشاهدهقصيدة يا أيها النبأ مكتوبة
الرادود باسم الكربلائي
يَا أيُهَا النَّبأ العَظِيمُ إليكَ فِي
أبْنيّكَ مِنِّي أعظَمُ الأنبَاءِ
إنَّ الذين تَسَرَّعَا يَقِيَانَكَ
الأرمَاحَ فِي صِفِينَ بالهيجاءِ
فَأَخذتَ فِي عُضدَيهِمَا تُثنِيهِمَا
عَمَّا أمَامَكَ مِن عَظِيمِ بَلاءِ
ذَا قَاذِفٌ كَبِداً لَهُ قِطَعاً وَذَا
فِي كَربلاء مُقَطَعُ الأعضَاءِ
مُلقىً عَلى حَرِّ الصَّعيدِ لِوجهِهِ
فِي فِتيةٍ بيضِ الوجوهِ وِضاءِ
تِلكَ الوُجُوه المُشرقاتُ كأنَّها الـ
أقمَارُ تَسبَحُ فِي غَديرِ دِماءِ
رَقَدُوا وَمَا مَرَّتْ بِهُم سِنِةُ الكَرَى
وَغَفَتْ عُيُونُهمُ بِلا إغفَاءِ
مُتَوَسِّدِين مِن الصَّعيدِ صُخُورَهُ
مُتَمَهِّدِينَ خُشُونَةَ الحصباءِ
مدّثرينَ بِكَربَلا سُلُبَ القَنا
مُزّمِلينَ عَلَى الرُبَى بِِدماءِ
خُضِبوا ومَا شَابُوا وكَان خِضَابُهُم
بِدَمٍ مِن الأودَاجِ لا الحَنَّاءِ
أطفَالَهُم بَلَغُوا الحُلُومَ بِقُربِهِم
شَوقَاً إلى الهَيجَاءَ لا الحَسنَاءِ
وَمُغَسَّلِينَ وَلا مِيَاهَ لَهمُ سِوى
عَبَراتِ ثَكلَى حُرَّةِ الأحشاءِ
أصواتُها بُحَّت وَهُنَّ نَوائِحٌ
يَندِبنَ قَتلاهُنَّ بالإيمَاءِ
انّى التَفَتْنَ رَأينَ مَا يُدمِي الحَشَا
مِن نَهبِ أبيَاتٍ وَحرقِ خِبَاءِ
تَشكُو الهَوانَ لِنَدبِهَا وَكَأنَهُ
مُغضٍ وَمَا فِيهِ مِنَ الإغضَاءِ
وتَقُولُ عَاتِبةً عليهِ وَمَا عَسَى
يُجدِي عِتَاب مُوَزَّعِ الأشلاءِ
قَد كنتَ للبُعَدَاءِ أقربَ مُنجِدٍ
واليَومَ أَبعَدُهُم عن القُرَبَاءِ
أُسبَى وَمِثلُكَ مَنْ يَحُوطُ سُرَادِقِي
هَذا لَعَمرُك أعَظَمُ البُرحَاءِ
قَدْ كُنتُ فِي الحَرَمِ المَنِيعِ خَبِيئةً
وَاليومَ نَقعُ اليَعمَلاتِ خِبَائِي
مَاذَا أقولُ إذا التَقيتُ بِشَامِتٍ
أَنِّي سُبِيتُ وَأُخوَتِي بإزائِي
ذُلِّي وَ تَصيِيرِي إلى الطُّلَقَاءِ
حَكَم المَنُون عَليكُمُ أن تُعرِضُوا
عَنِّي وَإِنْ طَرَقَ الهَوانُ فِنَائِي
هَذِي يَتَامَاكُم تَلوذُ بِبَعضِهَا
وَلَكم نِسَاءٌ تَلتَجِي بِنِسَاءِ
أجرَيتُ دَمعِي مُذْ مَرَرتُ بِنَينَوى
فَرَأيتُ سِبطَ المُصطَفَى فِيهَا ثَوَى
جَنبَ الفُرَاتِ وَعِندَها سَقَطَ اللِوَا
وَمُغَسَّلِينَ وَلا مِيَاهَ لَهمُ سِوى
عَبَراتِ ثَكلَى حُرَّةِ الأحشَاءِ
للشاعر : المرحوم الشيخ صالح الكواز
التعلیقات