علمينا (مكتوبة) - باسم الكربلائي

 

 

علّمينا الصبرَ يـــا امَ الوفاءْ
كُلَّ ما سالت دماءَ الشُهداءْ
علّمينا .. علّمينا

منذُ يوم الدارِ إنّا في عذابٍ و حصارْ
و شعارُ الصبرِ أضحى لمحبِّيكِ شِعارْ
كلَّما يَهوي شهيدٌ اخرٌ بالانتظارْ
إنَّما الموتُ عروسٌ وَ دمُ الحرِّ نِثار
هكذا عرسُ الشَّبابِ الفُقراءْ
و إلى الحورِ يُزَفُّونَ حياءْ
علمينا .... علمينا

إنَّ جُرحَ الفقدِ يا سيِّدتي عميق
كُلَّما سالتْ دماءٌ خِلتُها دُرّاً عقيق
ونزيفُ الشُّهداءِ ثمنُ الحقِّ الحقيق
سوفَ نبقى كربلائيينَ في هذا الطَّريق
هكذا قدْ علَّمتنا كربلاء
لا يكونُ النصر إلّا بالدِّماء
علمينا علمينا

بائعُ الأقنعة ِ الجوال كمْ كانَ شجاع
دمُهُ أسقطَ عنْ وجهِ المعادينَ قناع
فانحنى للموت فشيد للحب شراع
إنَّهُ حبُّ أبي السِّبطَيْنِ هزَّازِ القِلاع
ابداً ما همّنا جُرم العِداء
نحنُ وقّعْنا على عقدِ الولاء
علمينا علمينا

نحن أبناءُ حسينٍ أبداً لا نستكين
اقتلُونا فجِّرونا وَ انحروا حتى الجَنين
قبلنا أمُّ البنين أرخصَتْ كلَّ البنين
و إلى الفردوسِ ساروا بسلامٍ ٱمنين
فاطمُ الزهراءِ بجناتِ السّماء
ظلَّلتْهُمْ تحتَ أطرافِ الكِساء
علمينا علمينا

ذنبُنا حبُّ عليٍّ و الميامين الهُداة
فلِذا قدْ حاربُونا الداعشيّونَ الطُّغاة
اسمِعوهُمْ صرخةَ المظلومِ منْ ستِّ الجِهاة
إنَّما الموتُ بحبِّ الٱلِ خلدٌ و حياة
في جنانِ اللهِ خلدٌ و بقاء
و معَ الكَّرارِ كمْ يحلو اللِّقاء
علمينا علمينا

قالَها العباسُ عندَ النَّهرِ يا منْ تجهلون
نرخصُ الأرواحَ بعد السبط و النفس تهون
جعفريّونَ حسينيونَ لا نخشى المَنون
قدْ جُنِّنا بهوى السِّبطِ فما أحلى الجُنون
من يدِ العباسِ نُسقى بالوفاء
فلِذا نزدادُ حبّا و إنتماء
علمينا علمينا

نحنُ سابقْنا المنايا ليس في سوحِ السّباق
إنَّما كانَ سباق الموتِ في أرضِ العراق
قد رفعنا رايةَ المهديِّ في كلِّ زقاق
باسمِهِ صِحنا لِذا قدْ جُنَّ أصنامُ النِّفاق
كُنْ إلهي لختامٍ الأمراء
ناصراً عوناً و حرزاً و وقاء
علمينا علمينا

نحنُ لا نبني بيوتاً إنَّما نبني قبور
بلْ و لا نستنشقُ الأنفاسَ مِن طيبِ الزُّهور
إنَّما نستنشِقُ العزَّةَ من نَزْفِ النُّحور
و لنا ميعادُ ثأرِ الله في يومِ الظُّهور
سوفَ نعلي في السّماواتِ اللِّواء
بعدها نأخذُ ثأرَ الشُّهداء
علمينا علمينا

 

للشاعر: السيد محمد الموسوي البحراني