حديثٌ مُسْنَدٌ (مكتوبة) - باسم الكربلائي
منذ ٨ أشهر١٩٨مشاهده|1
لطمية حديثٌ مُسْنَدٌ مكتوبة
الرادود باسم الكربلائي
حديثٌ مُسْنَدٌ عنْ ليلِ عاشورْ
رَوَى فيهِ وداعَ النُّورِ والنُّورْ
عجيبٌ فأيُّ وداعِ ؟!
وَداعٌ بينَ أعْضاءٍ وأعْضاءْ
لِمَنْ يبقى على الرَّمضاءِ أَشْلاءْ
عجيبٌ فأيُّ وداعِ ؟!
عاشورُ حُزنٌ واجبٌ علينا
بنكبةِ الدَّهرِ أتَى إلينا
كلَيْلِهِ المهمومِ ما رأينا
فأينَ داحي الهمِّ عنهُ أينَ ؟!
فيهِ وداعٌ صبَّ مِنَّا العَيْنَ
لمَّا الحسينُ ودَّعَ الحُسينَ !!
فهذا (الرأسُ) يحكي (الجسمَ) حَزْنانْ
وهذا (القلبُ) يحكي (الصدرَ) عَطْشانْ
دنا آخرُ الإجتماعِ
فــأرزاءٌ بـــأرزاءٍ بـــأرزاءْ
لِمَنْ يبقى على الرَّمضاءِ أَشْلاءْ
عجيبٌ فأيُّ وداعِ ؟!
هذا وداعٌ يُضْرِمُ الإحساسَ
فيه سمعنا "الحمدَ" تحكي "النَّاسَ"
بلْ قدْ سمعنا في أساهُ (الراسَ)
مخاطباً (جسماً) لكرْبٍ قاسى
(يا جسمُ) إنْ "شِمرٌ" عليكَ داسَ
مِنْ مَنْحَري سيقطعُ الأنفاس !
غداً يا جسمُ منْ رُمحي أناديكْ
وحتّى "أربعينِ" الوعدِ أرثيكْ
كأني على الرمحِ ناعي
سأدعو الريحَ أن تأتي بأنباءْ
لمنْ يبقى على الرمضاءِ أشلاءْ
عجيبٌ فأيُّ وداعِ ؟!
مهْمَا يَقُلْ فالليلُ ليسَ يُعْذَرْ
كيفَ إلى الحسابِ ما تأخَّرْ ؟!
ذا (كَبِدُ) الحُسينِ قدْ تفطَّرْ
يُكَلِّمُ (الأحشاءَ) وهْوَ يسعَرْ :
يومَ غدٍ من القفا سأُنثَرْ
لمَّا بسهمٍ "حرْمليٍّ" أُغْدَرْ
فملْءُ الكونِ أوجاعٌ وأوجاعْ
على كَبْدٍ ظميٍّ في الثرى ضاعْ
نعاهُ بكلِّ افتجاعِ
بَلايا تصْبَغُ الدُّنْيا بإدماءْ
لِمَنْ يبقى على الرَّمضاءِ أَشْلاءْ
عجيبٌ فأيُّ وداعِ ؟!
آهٍ لصدْرٍ فيهِ كلُّ صادِرْ
وفيهِ "طٰهَ" "والنَّبا" و"فاطِرْ"
(أضلاعُهُ) قبلَ الصباحِ الغادرْ
مُسافرٌ مودِّعٌ مُسافرْ
"فأخنَسٌ" ذاكَ اللعينُ الكافرْ
يرضُّها بِأربعينَ حافرْ !
بلى ! إن باتَ صدرُ العطفِ مكسورْ
ففيهِ قبرُ عبداللهِ محفورْ !
سُقِيْ بالرَّدى لا الرِّضاعِ
بكاهُ مثلَما شَجْواً بكى الماءْ
لِمَنْ يبقى على الرَّمضاءِ أَشْلاءْ
عجيبٌ فأيُّ وداعِ ؟!
ثُمَّ وداعٌ هَمْسُهُ إعوالُ
مِنْ وقْعِهِ تَدَكْدَكُ الجبالُ
فيهِ (كفوفٌ) مِلْؤها النَّوالُ
تحكي (زنوداً) دمعُها همَّالُ :
لَمْ يكفِه ما فعلَ الأرذالُ
آهٍ غداً يَفْصِلُنا "الجَمَّالُ"
فراقٌ هلْ درى العباسُ مَا فيهْ ؟!
لذا ألْقَى يديَهِ عندَ شاطيهْ
وفاءً لخيرِ مُطاعِ
فعينُ الجُودِ طولَ الليلِ حمراءْ
لِمَنْ يبقى على الرَّمضاءِ أَشْلاءْ
عجيبٌ فأيُّ وداعِ ؟!
فجائعٌ ما مثلُها فجائِعْ
تُغيِّبُ النُّجومَ في المطالعْ
ذا (خُنْصرُ) المظلومِ وهْوَ جازعْ
مودِّعٌ (لتسعةِ الأصابعْ)
"فبَجْدَلٌ" يأتي إليهِ قاطِعْ
ليسلِبَ الخاتَمَ دونَ رادعْ
فيبقى الخنصرُ المبتورُ مُحْتارْ
خفيَّاً بينَ أسيافٍ وأحجارْ
ينادي بذاكَ الضَّياعِ
إلى أنْ يُقْدِمَ الدَّفانُ بكَّاءْ
لِمَنْ يبقى على الرَّمضاءِ أَشْلاءْ
عجيبٌ فأيُّ وداعِ ؟!
كلُّ وَداعٍ في الدُّجى المخوفِ
شقَّ صميمَ قلبِها العطوفِ
ذي زينبٌ شاهدةُ الحتوفِ
عَصْرَ غدٍ تصيحُ في الصفوفِ
(يا فاطمٌ قومي إلى الطفوفِ)
(هذا حُسينٌ طعمةُ السيوفُ)
يجيبُ الصوتُ في آهاتِ زهراهْ
حسيناً واطريحاً واذبيحاهْ !
فكلُّ الوجودِ نواعي
مصابٌ هدَّ خضراءً وغبراءْ
لِمَنْ يبقى على الرَّمضاءِ أَشْلاءْ
عجيبٌ فأيُّ وداعِ ؟!
التعلیقات