الخطبة الصغرى للسيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام (مكتوبة) - الشيخ حيدر المولى
منذ ١٢ سنة٢.٨Kمشاهدهالخطبة الصغرى للسيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع)
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
لما مرضت فاطمة الزهراء عليها السلام المرضة التي توفيت فيها و اشتدت علتها اجتمعت إليها نساء المهاجرين و الأنصار ليعدنها فسلمن عليها و قلن لها كيف أصبحت من علتك«من ليلتك خ ل»يا بنت رسول الله صلىاللهعليه وآله فحمدت الله تعالى و صلت على أبيها ثم قالت: أصبحت و الله عائفة لدنياكن قالية لرجالكن لفظتهم بعد أن عجمتهم و شنأتهم بعد أن سبرتهم فقبحا لفلول الحد و اللعب بعد الجد و قرع الصفاة كناية عن النيل بسوء. و صدع القناة و خطل الآراء و زلل الأهواء «و لبئسما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم و في العذاب هم خالدون» لا جرم و الله لقد قلدتهم ربقتها و حملتهم أوقتها ثقلها. و شننت عليهم غارتها فجدعا و عقرا و بعدا للقوم الظالمين ويحهم أنى زعزعوها عن رواسي الرسالة و قواعد النبوة و الدلالة و مهبط الروح الأمين والطيبين (الفطن الحاذق). بأمور الدنيا و الدين ألا ذلك هو الخسران المبين،
و ما الذي نقموا من أبي الحسن نقموا منه و الله نكير سيفه و قلة مبالاته بحتفه و شدة وطأته و نكال وقعته و تنمره في ذات الله عز و جل و تالله لو مالوا عن المحجة اللائحة و زالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم إليها و حملهم عليها و تالله لو تكافوا عن زمام نبذه إليه رسول الله صلىاللهعليه وآله لأعتلقه و لسار بهم سجحا لا يكلم خشاشه (الخشاش بكسر الخاء المعجمة ما يجعل في أنف البعير من خشب و يشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده .-المؤلف-) ولا يكل سائره و لا يمل راكبه و لأوردهم منهلا نميرا صافيا رويا فضفاضا تطفح ضفتاه و لا يترنق جانباه و لأصدرهم بطانا و نصح لهم سرا و إعلانا و لم يكن يتحلى من الغنى بطائل و لا يحظى من الدنيا بنائل غير ري الناهل و شبعة الكافل و لبان لهم الزاهد من الراغب و الصادق من الكاذب (و لو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض و لكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون و الذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا و ما هم بمعجزين) ألا هلم فاستمع و ما عشت أراك الدهر عجبا «و إن تعجب فعجب قولهم»،
ليت شعري إلى أي لجإ لجئوا و إلى أي سناد استندوا و على أي عماد اعتمدوا و بأي عروة تمسكوا و على أي ذرية قدموا و احتنكوا «لبئس المولى و لبئس العشير و بئس للظالمين بدلا» استبدلوا و الله الذنابى بالقوادم و العجز بالكاهل فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا «ألا أنهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون» ويحهم «أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي ألا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون» أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوا ملء العقب دما عبيطا و ذعافا و اطمئنوا للفتنة جاشا و أبشروا بسيف صارم و سطوة معتد غاشم و بهرج دائم شامل و استبداد من الظالمين يدع فياكم زهيدا و جمعكم حصيدا فيا حسرة لكم و إني بكم و قد عميت عليكم «أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون».
قال سويد بن غفلة : فأعادت النساء قولها على رجالهن فجاء إليها قوم من المهاجرين و الأنصار معتذرين و قالوا يا سيدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن يبرم العهد و يحكم العقد لما عدلنا عنه إلى غيره «فقالت عليها السلام» إليكم عني فلا عذر بعد تعذيركم و لا أمر بعد تقصيركم.
التعلیقات