سُئل (ع) هل رأيت ربك فقال .. ( الرد على ابن تيمية في التجسيم ) (مكتوبة) - ميثم كاظم
منذ ١٢ سنة٣٠٣مشاهدهبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
ومن كلام له عليه السلام وقد سأله ذِعلبٌ اليماني فقال: هل رأيت ربّك يا أميرالمؤمنين؟
فقال عليه السلام: أَفأَعْبُدُ مَا لا أَرَى؟
فقال: وكيف تراه؟ فقال:
لَا تُدْرِكُهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْعِيَانِ وَلَكِنْ تُدْرِكُهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ قَرِيبٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ غَيْرَ مُلَابِسٍ بَعِيدٌ مِنْهَا غَيْرَ مُبَايِنٍ مُتَكَلِّمٌ لَا بِرَوِيَّةٍ مُرِيدٌ لَا بِهِمَّةٍ صَانِعٌ لَا بِجَارِحَةٍ لَطِيفٌ لَا يُوصَفُ بِالْخَفَاءِ كَبِيرٌ لَا يُوصَفُ بِالْجَفَاءِ بَصِيرٌ لَا يُوصَفُ بِالْحَاسَّةِ رَحِيمٌ لَا يُوصَفُ بِالرِّقَّةِ تَعْنُو الْوُجُوهُ لِعَظَمَتِهِ وَتَجِبُ الْقُلُوبُ مِنْ مَخَافَتِهِ .
بَيْنَا أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ ع يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ اَلْكُوفَةِ إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ذِعْلِبٌ ذُو لِسَانٍ بَلِيغٍ فِي اَلْخُطَبِ شُجَاعُ اَلْقَلْبِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ قَالَ وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ مَا كُنْتُ أَعْبُدُ رَبّاً لَمْ أَرَهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ كَيْفَ رَأَيْتَهُ قَالَ وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ لَمْ تَرَهُ اَلْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ اَلْأَبْصَارِ وَ لَكِنْ رَأَتْهُ اَلْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ اَلْإِيمَانِ وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ إِنَّ رَبِّي لَطِيفُ اَللَّطَافَةِ لاَ يُوصَفُ بِاللُّطْفِ عَظِيمُ اَلْعَظَمَةِ لاَ يُوصَفُ بِالْعِظَمِ كَبِيرُ اَلْكِبْرِيَاءِ لاَ يُوصَفُ بِالْكِبَرِ جَلِيلُ اَلْجَلاَلَةِ لاَ يُوصَفُ بِالغِلَظِ قَبْلَ كُلِّ شَيْ ءٍ لاَ يُقَالُ شَيْ ءٌ قَبْلَهُ وَ بَعْدَ كُلِّ شَيْ ءٍ لاَ يُقَالُ لَهُ بَعْدٌ شَاءَ اَلْأَشْيَاءَ لاَ بِهِمَّةٍ دَرَّاكٌ لاَ بِخَدِيعَةٍ فِي اَلْأَشْيَاءِ كُلِّهَا غَيْرُ مُتَمَازِجٍ بِهَا وَ لاَ بَائِنٌ مِنْهَا ظَاهِرٌ لاَ بِتَأْوِيلِ اَلْمُبَاشَرَةِ مُتَجَلٍّ لاَ بِاسْتِهْلاَلِ رُؤْيَةٍ نَاءٍ لاَ بِمَسَافَةٍ قَرِيبٌ لاَ بِمُدَانَاةٍ لَطِيفٌ لاَ بِتَجَسُّمٍ مَوْجُودٌ لاَ بَعْدَ عَدَمٍ فَاعِلٌ لاَ بِاضْطِرَارٍ مُقَدِّرٌ لاَ بِحَرَكَةٍ مُرِيدٌ لاَ بِهَمَامَةٍ سَمِيعٌ لاَ بِآلَةٍ بَصِيرٌ لاَ بِأَدَاةٍ لاَ تَحْوِيهِ اَلْأَمَاكِنُ وَ لاَ تَضْمَنُهُ اَلْأَوْقَاتُ وَ لاَ تَحُدُّهُ اَلصِّفَاتُ وَ لاَ تَأْخُذُهُ اَلسِّنَاتُ سَبَقَ اَلْأَوْقَاتَ كَوْنُهُ وَ اَلْعَدَمَ وُجُودُهُ وَ اَلاِبْتِدَاءَ أَزَلُهُ بِتَشْعِيرِهِ اَلْمَشَاعِرَ عُرِفَ أَنْ لاَ مَشْعَرَ لَهُ وَ بِتَجْهِيرِهِ اَلْجَوَاهِرَ عُرِفَ أَنْ لاَ جَوْهَرَ لَهُ وَ بِمُضَادَّتِهِ بَيْنَ اَلْأَشْيَاءِ عُرِفَ أَنْ لاَ ضِدَّ لَهُ وَ بِمُقَارَنَتِهِ بَيْنَ اَلْأَشْيَاءِ عُرِفَ أَنْ لاَ قَرِينَ لَهُ ضَادَّ اَلنُّورَ بِالظُّلْمَةِ وَ اَلْيُبْسَ بِالْبَلَلِ وَ اَلْخَشِنَ بِاللَّيِّنِ وَ اَلصَّرْدَ بِالْحَرُورِ مُؤَلِّفٌ بَيْنَ مُتَعَادِيَاتِهَا وَ مُفَرِّقٌ بَيْنَ مُتَدَانِيَاتِهَا دَالَّةً بِتَفْرِيقِهَا عَلَى مُفَرِّقِهَا وَ بِتَأْلِيفِهَا عَلَى مُؤَلِّفِهَا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَفَرَّقَ بَيْنَ قَبْلٍ وَ بَعْدٍ لِيُعْلَمَ أَنْ لاَ قَبْلَ لَهُ وَ لاَ بَعْدَ لَهُ شَاهِدَةً بِغَرَائِزِهَا أَنْ لاَ غَرِيزَةَ لِمُغْرِزِهَا مُخْبِرَةً بِتَوْقِيتِهَا أَنْ لاَ وَقْتَ لِمُوَقِّتِهَا حَجَبَ بَعْضَهَا عَنْ بَعْضٍ لِيُعْلَمَ أَنْ لاَ حِجَابَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ خَلْقِهِ كَانَ رَبّاً إِذْ لاَ مَرْبُوبَ وَ إِلَهاً إِذْ لاَ مَأْلُوهَ وَ عَالِماً إِذْ لاَ مَعْلُومَ وَ سَمِيعاً إِذْ لاَ مَسْمُوعَ .
التعلیقات