قصة سلمان الفارسي (مكتوبة) - الشيخ حيدر المولى
منذ ١٢ سنة١.٤Kمشاهدهقصة سلمان الفارسي
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
عن الاصبغ بن نباته قال : (( كنت مع سلمان الفارسي وهو أمير المدائن في زمان أمير المؤمنين حيث مرض مرضه الذي توفي فيه )) .
قال سلمان : يا اصبغ اني سمعت رسول الله يقول لي (( يكلمك ميت إذا دنت وفاتك )) .
فقال الاصبغ : بماذا تأمرني ؟
قال سلمان : آتني بسرير واحملني الى المقبرة .
فقال الاصبغ : سمعا وكرامه .
فآخذه غالى المقبرة واخذ سلمان يكلم الموتى :
السلام عليكم يا أهل القبور ألا من مجيب ؟
فأجاب احد الموتى :
وعليكم السلام يا أهل البناء والفناء والمنشغلين بعرصة الدنيا ها نحن لكلامك مستمعون فسئل عن ما بدى لك يرحمك الله .
فقال سلمان : يا عبد الله اانت من أهل الجنة أم من أهل النار ؟
فقال : إنا ممن انعم الله عليهم وأدخلني جنته .
فقال سلمان : يا عبد الله صف لي الموت كيف وجدته وما عاينت منه ؟
فقال : اعلم اني كنت في دار الدنيا من المؤمنين الصالحين وكنت أطيع الله ورسوله وابر الوالدين ومرضت حتى دنا موتي فأتاني عند ذلك شخص عظيم الخلقة لا الى السماء صاعد ولا الى الأرض نازل فأشار الى بصري فأعماه والى لساني فأخرسه والى سمعي فأصمه فقلت له : من انت يا عبد الله فقد أشغلتني عن أهلي وولدي.
فقال : أنا ملك الموت أتيتك لأقبض روحك فلقد دنا أجلك .
فضج الأهل بالبكاء ووصل خبري الى الجيران والأحباء فالتفت ملك الموت اليهم بغيض فقال :
ما اعتدينا عليه فتبكون لقد انتهى عمره وصار الى ربه الكريم نحن وانتم عبيد رب واحد يحكم فينا ما يشاء .
لا تبكوا عليه فان لي فيكم رجعة ورجعه آخذ البنين والبنات والآباء والأمهات .
ثم وضعت على المغتسل فأتاني الغاسل فنادته الروح :
يا عبد الله رفقا بالبدن الضعيف فوا لله لو سمع الغاسل ذلك القول لما غسل ميتا أبدا .
ثم حملني المشيعون وأنزلوني في لحدي ولما أنزلوني عاينت هولاَ عظيما يا سلمان لقد خيّل لي اني سقطت من السماء الى الأرض في لحدي ولما أهالوا التراب عليّ وانصرفوا عني أخذت بالبكاء والندم وقلت يا لينني كنت من الراجعين لان اعمل صالحا فأجابني مجيب من جانب القبر :
كلا انها كلمة هو قائلها : (( ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ))
فقلت له: من انت ؟
فقال : أنا ملك وكلني الله على جميع خلقه لأحصي أعمالهم .
فقلت له : أنا لا أحصيها .
فقال الملك : الم تسمع قول ربك (( أحصاه الله ونسوه )) اكتب وأنا أملي عليك .
فقلت له : ليس عندي ورق .
فجذب جانبا من كفني وقال : هذه صحيفتك .
فقلت له : ليس عندي قلم .
فقال : سبابتك ( يعني أصبعك ) .
فقلت له : من أين المداد ( الحبر ) ؟
فقال : ريقك .
فملأ عليّ أعمالي فلم يبقى منها صغيرة ولا كبيره ألا أحصاها
فأتاني عند ذلك ملكان عظيمان بيدهما عمود من حديد لو اجتمع عليه الثقلان لما حركوهما فروعاني وكان من شأنهما ما كان . هذا وأنا من الصالحين فانقطع كلامه .
فرمق سلمان بعينه الى السماء وقال : يا من لا يخلف الميعاد اقبضني الى رحمتك وأنزلني دار كرامتك فانا اشهد أن لا اله ألا الله وان محمدا رسول الله .
قال الاصبغ :
فأتى رجل على بغلة شهباء فاخذ بتجهيز سلمان وكان معه حنوط وكفن فغسله وكفنه وصلى عليه فصلينا معه وانزله في قبره وذهب فتعلقنا به وقلنا له : من انت؟
فكشف اللثام وسطع النور من ثناياه كالبرق الخاطف وإذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فقال الاصبغ : كيف كان مجيئك من المدينة الى المدائن ؟
فرد الإمام : سأخبرك ولا تخبر أحدا ألا بعد موتي .
فقال الاصبغ : أتموت وأنا حي ؟
فقال الإمام : نعم .
فقال الإمام : ذهبت للصلاة وبعد أن أنهيتها رجعت إلى البيت واستلقيت فأتاني آت في منامي وقال لي يا علي أن سلمان قد قضى نحبه فركبت بغلتي وقرب الله لي البعيد وها أنا وصلت كما ترى
التعلیقات