کلام الخضر (ع) لامیرالمومنین (ع) یوم استشهاده (مكتوبة) - مهدي الصدقي
منذ ١٢ سنة٣٣٠مشاهدهكلام الخضر (ع) لأمير المومنين (ع) يوم استشهاده
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
رَحِمَكَ اللهُ يا أبا الحَسَنِ كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلاماً وَأَخْلَصَهُمْ إيماناً وأَشَدَّهُمْ يَقيناً وأَخْوَفَهُمْ للهِ وَأَعْظَمَهُمْ عَنآءً وَأَحْوَطَهُمْ عَلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم وآمنهم على أصحابه وَأفْضَلَهُمْ مَناقِبَ وَأكْثَرَهُمْ سَوابِقَ وَأرْفَعَهُمْ دَرَجَةً وأقربهم من رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم وأشبههم به هدياً وخُلقاً وسمتاً وفعلاً وَأشْرَفَهُمْ مَنِزْلَةً وَأكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ فجزاك الله عن الإسلام وأهله وعن رسوله وعن المسلمين خيراً قَويتَ حينَ ضعف أصحابه وبرزت حينَ استكانوا ونهضت حينَ وَهَنُوا وَلَزِمْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم إذ همَّ أصحابه كُنْتَ خَليفَتَهُ حَقّاً لَمْ تُنازَعْ ولم تضرع بِرَغْمِ الْمُنافِقينَ وَغَيْظِ الْكافِرينَ وكره الحاسدين وَضِغْنِ الْفاسِقينَ فَقُمْتَ بِالاْمْرِ حينَ فَشِلُوا وَنَطَقْتَ حينَ تَتَعْتَعُوا وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللهِ اِذْ وَقَفُوا فَاتبعوك فهدوا وكُنْتَ أخفضهم صوتاً وأعلاهم قنوتاً وأقَّلَهُمْ كَلاماًوَأصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً وَأكبرهُمْ رَأياً وَأشْجَعَهُمْ قَلْباً وأشدّهُمْ يَقيناً وَأحْسَنَهُمْ عَمَلاً وَأعْرَفَهُمْ بِالاْمُورِ
كُنْتَ والله يعسوباً للدين أولاً وآخراً الأول حين تفرّق الناس وآخر حين فشلوا كُنْتَ لِلْمُؤْمِنينَ أباً رَحيماً اِذْ صاروُا عَلَيْكَ عِيالاً فَحَمَلْتَ أثْقالَ ما عَنْهُ ضَعُفُوا وَحَفِظْتَ مأ أضاعُوا وَرَعَيْتَ ما أهْمَلُوا وَشَمَّرْتَ اِذْ جَبَنُوا وَعَلَوْتَ اِذْ هَلِعُوا وَصَبَرْتَ اِذْ أسرعوا جَزِعُوا وأدركت أوتار ما طلبوا ونالوا بك ما لم يحتسبوا كُنْتَ عَلَى الْكافِرينَ عَذاباً صَبّاً ونهباً وَلِلْمُؤْمِنينَ غَيْثاً وَخِصْباً فطرت والله بنعمائها وفزت بحبائها وأحرزت سوابقها وذهبت بفضائلها لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ وَلَمْ تَضْعُفْ بَصيرَتُكَ وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ ولم تحِر كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَركُهُ الْعَواصِفُ وكُنْتَ كَما قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسلم أمن الناس في صحبتك وذات يدك وكُنْتَ كَما قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم ضعيفاً في بَدَنِكَ قوياً في أمر الله مُتَواضِعاً في نَفْسِكَ عَظيماً عنْدَ اللهِ كَبيراً في الأَرْضِ جَليلاً عند المؤمنين لَمْ يَكُنْ لأحَدٍ فيكَ مَهْمَزٌ وَلا لِقآئِلٍ فيكَ مَغْمَزٌ وَلا لأحدٍ فيكَ مَطْمَعٌ وَلا لأِحَدٍ عِنْدَكَ هَوادَةٌ الضَّعيفُ الذَّليلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزيزٌ حَتّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقهِ وَالْقَوِيُّ الْعَزيزُعِنْدَك ضَعيفٌ ذَليلٌ حَتّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ والْقَريبُ وَالْبَعيدُ عندك في ذلِكَ سَوآءٌ شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصدْقُ وَالرفْقُ وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَعَزْمٌ وَرَأْيُكَ عِلْمٌ وَحَزْمٌ فيما فعلت وقد نهج بك السبيل وَسَهُلَ بِكَ الْعَسيرُ وَأُطْفِئَتْ بِكَ النّيرانُ واعتدل بك الدين وَقَوِيَ بِكَ الاْيمانُ وَثَبَتَ بِكَ الاْسْلامُ والمؤمنون وسبقت سبقاً بعيداً وأتعبت من بعدك تعباً شديداً فجللت عن البكاء وعظمت رزيتك في السماء وَهَدَّتْ مُصيبَتُكَ الاْنامَ فَاِنّا للهِِ وَإِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ .
التعلیقات