البراءة الشهيدة (مكتوبة) - الشيخ حسين الأكرف
منذ ١٢ سنة٩٦٧مشاهده|1
البراءة الشهيدة
علما بالدم .... ولدي مسلم ...... كيف تستشهد لله البراءة
* * * * * * * * * * * * * * *
كان في هدئــه من شتاء العنـاء
قمرا عجـــــــــــبٍ خُبئا في السناء
لونا خاطــــــــــري بالأسى لونـــــــــا
حكم الأسر أن لا يذوقا هــــــنا
طهر ماء البراءة من ها هــــــنا عزف اليتم من أسرهم ألحنا
كل طفل نداه سبا السوسنا و بعينيه أرجوحة المـــــــــــــــــنى
كان في قلـــــــبهم للصفـــــــــــــــــــــاء عنا
يخجل السوط من جسمهم لـــــــــــــو دنا
فيهما قــــــــــد رأى اللطف أقصى المنى
فحانيك يــــــــــــــــــا لسعات الفــــــــــــــــــنا
صاحب السجن هلا رفقت بنا من أبونا أتدري و من جدنـــــــــــا
فرقية بنت علي أمــــــــــــــــــــــــنا ذو الجناح البهي جعفر عــــــــمنا
* * * * * * * * * * * * * * *
الليل من شعريهما داجي و البحر في عينيهما ساجي
و الهم في وقد و تــــــــهياج هلا شجاك المنبر الشاجي
قلب فيك ما اقــــــساه أرعانا رعــــــــــــــاك الله
ما اشجاك مـــــــنا الأه و اليتم الذي نــــــــــحياه
ترى هل ماتت الرحمة و ذاب الحس من معناه
فك الأسر يا سجان إنا مـــــــــــــــــــن بني عدنان
كن لله في حـــسبان و أخشى الحشر و الميزان
القلب من أوجاعه مقروح و الروح كـــــادت أن تروح الروح
هلا رحمت المدمع المسفوح لا يدري ما الجرح سوى المجروح
أتدري من رسول الله إنا نحن من قربــــــــــــاه
ربينا على حــــــــــــجر حجر المرتضى ربـــــــاه
عليك الله و الهـــــادي عليك علي عليك علي
حب الآل منك ـــــيلوح و إيمان في عـــــــــــينيك
خلصنا و والـــــــــــــدنا ياتي في القيام إلـــــــيك
* * * * * * * * * * * * * * *
صغيران أيا سجان قد ذاقا تبـــــــــــــــــــــــــــاريح
رقيقان كغصن البان لو هبت به الريـــــــــــــح
و دمع العين في الأجفان إسبال و تسريـــــــــــح
يتيمان و لا نستقوي إلام و تجريـــــــــــــــــــــــــــح
و وقع الطف بالأعماق و الأرواح تقريــــــــــــــح
أما تنطرح الأصفاد بالآلام تطريــــــــــــــــــــــــــح
يتامى ضعفا للآل المصطفى فجلي أسرنا تنال الشرفا
* * * * * * * * * * * * * * *
علما بالدم .... ولدي مسلم ...... كيف تستشهد لله البراءة
* * * * * * * * * * * * * * *
اخرجا للضـــــياء مشي مستعــجل
و ارجعا يا صغار إلى المـــــــــــــــــنزل
علويــــــــــــــــــان آه أه واخـــــــــــجلي
آه واخــــــــــــجلتاه من حبيبي علي
ليت هذي القيوم فرت أرجلي و يدي نالها نازل الشـــــــــــلل
أذهبا و ليكن فيكما أجلي فهو و الله احلى من العسل
ويك مشكور ما كنت في وجل
قال خفت مــــــــن القاهر الأعدل
و بعون الســــــماء قد بقا أمـــــــلي
قال جلد الفــــتناء قال فالــــــتفعل
كيف يخشى الغريق من البــلل لست أقوى اختصام مع المرسل
كد كما شات يا أتعس الأول و لتحشر في الدرك الأســــــــفل
* * * * * * * * * * * * * * *
مشكور فزت بسعيك المشكـــــــــــــــــــــــــــور
جزت العناء عن ذنبك المغفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــور
بشراك جنات تدوم و حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــور
يا مقلة تشرب فيض النــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ر
قاسى الجلد و التذليل و التعذيب و النتـــكيل
يدعوا هل مزيد فـــــذا في حب الرسول قــــــليل
شربت الشربة الأحلى روت بالروح كل غـليل
لاقى ربه راضــــــــــــــي من دم الجراح غســــيل
ليتقبله الولــــــــــــــــدان بالتسبيح و التــــــــــهليل
هذا و إثر محمد إبراهـــــيم سارا بجنح الليل و هو بـــهيم
هاما و يتم في الصدور يهيم يسترحمان من الأنام رحــــــيم
عاشا من عذاب يزيد بالتعذيب و التشريــــد
كد فالله منك يكيد أنت تريد و هو يريـــد
فلاذا عند بيت عجوز سقتهم بارداً في كوز
باتا عندها لـــــــــــكن فوق الخوف و الوجـل
إذ كان الشقي لــــهم بالمرصاد في النــــــــزل
* * * * * * * * * * * * * * *
و لما انفلق الإصباح إسفار و إبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلا ج
تلاقت تلكم الأرواح في أرفع أبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراج
و شد الحارث الأيتما و الشاطئ مـــــــــــــــــــــــــــــــــــواج
و صدر الماء بالآلام و الآهات ثجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاج
إلى جائزة السلطان سل السيف وهـــــــــــــــــــــــــــــــــــاج
ليفنى العرش و الكرسي و ليحترق التـــــــــــــــــــــــــاج
ملوك صعدت على أكتافنا لك ترغمنا و لن ترغمنا
* * * * * * * * * * * * * * *
علما بالدم .... ولدي مسلم ...... كيف تستشهد لله البراءة
* * * * * * * * * * * * * * *
ارتعاش الندى حينما ارتعدى
و خلود الدمــا يفضح الأبــــدا
غيمتى رحمـة قطرا عسجـدا
ضغتا ألــــــــــــم يقرح الأكــبدَ
لم يكونا على كرب عودا شبعا غربه بعدما شـــــــــردا
أصبحا رئة تشهق الكـــمدا و جناح الأسى بهما هدهدا
* * * * * * * * * * * * * * *
من ها هنا تربية الأجـــــــيال أسمع لذاك النشأ ماذا قال
إذ هم سيف العبد بالأطفال لونك ذكرني سواد بــــلال
حتى أقبل الطفلان بإبن الحارث الشفآن
أدفع عن شبابك يا هذا ألسن النـــــــــيران
و لما الحارث الـــباغي الم بتلكم الزهـــــــــرات
قالا إن ضميرك مات أمهل عمرنا ركـــــــــعات
قال فصليا دهــــــــــرا إن نفعتكما الصــتلوات
حتى بدا من سيفه عـــــــــــــــزريل لا أستطيع بأن أراه قـــــــــــــــتيل
ألقا الصغير على الكبير جديل للخلد يابني مسلم أبن عــــــقيل
كلٍّ سابق الـــــثاني قربان لقربـــــــــان
كانا خير أخـــواني حقاً بل صديقان
يا حب الحبيــــــــبين روح بين جسـمين
بل كانا من القرب أنفاً بين عـــــينين
* * * * * * * * * * * * * * *
تربينا و عاشوراء تسقينا مــــــــــــــــــــــروة
أمومة من الحواء و السبط أبـــــــــــــــــــــوة
علي قاسم صاغا قواميس الفتـــــــــــــــوة
و عباس الوفا ينضح جود و مــــــــــــــــروة
هي الطف تغذينا عزومات و قــــــــــــــــوة
و تبنينا مع الأحرار إقدام و نخـــــــــــــــوة
بها قد كملت غصون الشرف و صارت بنا شمعة لا تنطفي
* * * * * * * * * * * * * * *
علما بالدم .... ولدي مسلم ...... كيف تستشهد لله البراءة
* * * * * * * * * * * * * * *
حلم كالضحى من دماهم جرى
بافرات طمــــــى و أهاج الثـــــــرى
جسدان علــــــى ماءهِ سافــــــــــــرا
و صغيرهـــــــــما عانق الأكبـــرا
حلم شب في السجن و أخضوضرا فطفى فوق ماء الصبى عنبرا
سجلى للأخوة ما أبـــــــــــــــــــــــــهرى أوثقى للصداقة أحلى الـــعرى
أنهيا قصــــــــــــــــة تصدع الأدهرا
من حكايا الوفا تثمر الجوهـرا
كان للنهر مـــــن نحرهم أنــــهرا
حينما ألتحــــــــما وبه انطـــــــمرا
حلم أبيض فلق الأحــــمرا خبئ المستحيل به ما أبــهرى
ولدا مسلم فيه قد أسفرا و عمود صباحهما حيــــدرى
* * * * * * * * * * * * * * *
أثنان أزكى من شذى الريحان أحيا معاني الحب في الإنسان
تحتار فيهم ريشة الفــــــــــــــــــنان قد يفنيا من شدة الكتـــمان
من كثر التشابه لا يدرى ما يحاكي ما
هل ماء بلا كأس أم كأس و لا من ماء
فسبحان الذي سوّى و سبحان الذي ألـــــــــــف
لا أصفى و لا أنقى لا أحلى و لا ألـــــــــــــطف
حب كان في تقواه قلبي كان كالمصحف
أثنان كانا لا تــــــــــــقل إثنان هم واحد في الحب و الإيمان
قد علما الأصحاب و الأخوان ما يربط الأرواح و الأبـــدان
كلّ كان للـــــــــــــــــــــــــــــــثاني عين تبصر و يـــــــــــــــــــــــــــــدا
كي يجمع شمل أخـــــــــــــــــيه أصبح شمله بــــــــــــــــــــــــــــددا
و كانت قصة الطفلين إلينا درس أستاذيـــــــــن
كانا في السنين صـغار لكن في العطاء كبار
لا من طينة أو مــــــــــــــاء بل من فضة ونــــــضار
* * * * * * * * * * * * * * *
هما نهر بنا سالا و فاضا بالأخــــــــــــــــــــــــوات
أسالا في الورى سلسال طهر من صدقـــــــــات
إذا ما حالت الأهوال أو لمت ملمــــــــــــــــــــــــــات
فأحياء هم الموفون و الباقون أمــــــــــــــــــــــــوات
على أس من التقوى يصيغون العلاقــــــــــــــــات
و يبنون أمانيهم على هي السمــــــــــــــــــــــــاوات
وكانت كربلا إلينا مشعلا سمت بالنبلاء سماوات العلا
* * * * * * * * * * * * * * *
علما بالدم .... ولدي مسلم ...... كيف تستشهد لله البراءة
* * * * * * * * * * * * * *
التعلیقات