دقت ساعة الجرح (مكتوبة) - باسم الكربلائي
القصيدة : دقت ساعة الجرح
الشاعر : علي عسيلي العاملي
الرادود : الحاج ملا باسم الکربلائي
المناسبة : ليلة ١ محرم ١٤٤١
المكان : ديوان الكفيل_لندن
دقّتْ ساعةُ الجُرْحِ
تنعى مصرعَ الصبحِ
في كربلا...في كربلا
نزْفُ الضوءِ أحياني
يا وجدانَ وجداني
في كربلا...في كربلا
فانظرْ إلى قلْبي...يا رحْمةَ الرَّبِّ
*****
يا ليتَنَا كُنّا معاً ردَّدْتُها بِأَدْمُعِي
وأنتَ يا حُسَينُ مُنذُ الذَّرِّ قَدْ كُنْتَ مَعِي
حتّى حَمَلْتَ هَوْدَجَ الحوراءِ فَوْقَ أضْلُعِي
تعْلُو هِضابَ أعْيُني، تهْوِي بوادِي مسْمَعي
حُزني ما لهُ عُمْرُ
يحلو طَعْمُهُ المرُّ
بالعبرةِ...بالعبرةِ
هذا الرِّزقُ مِنْ فاطِمْ
مخصوصٌ إلى الخادِمْ
بالعبرةِ...بالعبرةِ
ذا جوْهَرُ الحبِّ...يا رحْمَةَ الرَّبِّ
*****
آمنتُ أنَّ أدمعي عليكَ أصْلُ كلِّ شَيْ
فهْيَ لهذا الطِّينِ طُهْرٌ، وهْيَ للأرواحِ رَيْ
بها خطَطْتُ آيةً بالنُّورِ ترمِي كُلَّ غيْ
(إنّا جَعَلْنَا منْ حُسينٍ كلَّ هذا الكونِ حيْ)
حاءٌ : (حـ)ـبُّ بارينا
سينٌ: (سـ)ـرُّهُ فينا
إسمُ العُلى...إسمُ العُلى
ياءٌ: ياءُ (يا)سينَ
نونٌ : (نـ)ـورُ مهدينا
إسمُ العُلى...إسمُ العُلى
يا محورَ الغَيبِ...يا رحْمَةَ الرَّبِّ
*****
يا رئةً ثالثةً في صَدْرِ كُلِّ مُرْسَلِ
معناكَ فوقَ الوصفِ فوقَ المدحِ فوقَ المُثُلِ
كيفَ تعيكَ أَحْرُفي يا مظْهرَ اللهِ الجلي
يا أحمدٌ، يا فاطِمٌ، يا حسنٌ ، ويا علي !
لكنْ يا أبا التِّسْعهْ
تحوي سِرَّكَ الدَّمعهْ
فامنُنْ بها...فامنُنْ بها
شهرُ النَّحْرِ قَدْ أقدمْ
ويلٌ للذي يُحْرَمْ
فامنُنْ بها...فامنُنْ بها
واعصمْ مِنَ الذَّنبِ...يا رحْمَةَ الرَّبِّ
*****
يا نازِعَ الأشواكِ في ليلٍ يَزيديٍّ قسى
أرجوكَ أنبِتْ في حنايا مُهجتي شوْكَ الأسى
فإنني بينَ (لعلَّ) عشتْ عمري (وعسى)
بلْ (ليتَ) ذقتُ جمرةً تحتَ اليتامى والنسا
لوْ مِنْ جمرةٍ أُلْذَعْ
تبقى أَنَّتي تُرفعْ
بينَ الخِيمْ...بينَ الخِيمْ
قَلْبي لو رأى يُصْعَقْ
بِنْتًا رِجْلُها تُحرقْ
بينَ الخِيمْ...بينَ الخِيمْ
حَسْبي بِذا حسبي...يا رحْمَةَ الرَّبِّ
*****
يسْألني الجُرْحُ الذي سالَ ضِياءًا في العَمى
مَنْ كانَ ماءَ الماءِ هلْ يموتُ مِنْ حرِّ الظَّما؟!
لا ، إنّما أنتَ حُسينٌ سرُّهُ في (إنَّما)
أرضٌ حوتْ دماكَ لا غَرْوَ إذا صارتْ سما !
لا (قالوا) ولا (قيلا)
هذي التُّربةُ الأولى
فوقَ الثَّرى...فوقَ الثَّرى
أينَ المسكُ والعنْبَرْ
مِنْ عِطرِ الدَّمِ الأحْمَرْ
فوقَ الثَّرى...فوقَ الثَّرى
أطوي لها دربي...يا رحْمَةَ الرَّبِّ
*****
أفاطِمٌ لوْ خلتِ يجري مُستهَلاًّ في دَمي
ها قدْ نهضتُ لاطِماً ، ما العيشُ إنْ لَمْ أَلطُمِ ؟!
أبكيكَ تمشي راكعَ الظَّهرِ إلى المُخيَّمِ
ثلاثَ مرّاتٍ وقعتَ بعْدها لَمْ تَقُمِ
صوتُ الريحِ كمْ يجْرَحْ
بينَ التلِّ والمذبحْ
يا زينبُ...يا زينبُ
داروا بالظُّبا حوْلِي
طعناً هدَّموا حَوْلِي
يا زينبُ...يا زينبُ
عودي احفظي ركْبي...يا رحْمَةَ الرَّبِّ
*****
يا أبجديّاتِ الوَلا ، يا بابَ أبوابِ الرَّشَدْ
يبقى ندائي : يا حسينٌ، يا حُسينٌ لِلْأبدْ
تاللهِ إبليسٌ درى لمَّا على الصَّدرِ قعَدْ
بأنَّهُ قدْ حزَّ نحْرَ (قلْ هُوَ اللهُ أحدْ)
شمْرٌ عِندما شمَّرْ
نادى الكونُ : يا حيدَرْ
واسيِّدا...واسيِّدا
آهٍ إذ فرى النحرا
ضجَّ العرشُ : يا زهرا
واسيِّدا...واسيِّدا
تبقى على التُرْبِ...يا رحْمَةَ الرَّبِّ
*****
عندي سؤالٌ سيدي لا ليسَ عنراعي العلَمْ
ولمْ يكُنْ عنْ "أكْبرٍ" ، "وقاسمٍ" ذاكَ الشَّهَمْ
عُذراً إذا سألتُهُ ، عُذراً على قدْرِ الألَمْ :
ماذا شعرْتَ عِندَما الطِّفلُ لدى الذبحِ ابتسَمْ ؟!
ظلَّت هذهِ البَسْمَهْ
تُبكي بالدِّما أُمَّهْ
طولَ الزَّمنْ...طولَ الزَّمنْ
هزَّتْ خالِيَ المهدِ
فالشكوى إلى المهدي
طولَ الزَّمنْ...طولَ الزَّمنْ
أرجوه عنْ قُرْبِ...يا رحْمَةَ الرَّبِّ
التعلیقات