مدتْ صلاةُ الله (مكتوبة) - باسم الكربلائي

مدت صلاة الله مئذنتين
ضمت إلى محرابها الحسنين
ذي فاطم تزلزل الأكوان
مهلا فلا تعقد لها الأكفان
يا حيدر
أم الأذان .. وتر الزمان
أمانة المؤتمن الأمينه
يا للعجائب .. قاست نوائب
ماتت بها فاظلمت المدينه
الله أكبر .. فالليث حيدر
للدين كان الصخرة المتينه
والوعتاه .. هدت قواه
بصخرة المغتسل الحزينه
لما رأى الشمائل النبويه
غسلها بالأدمع العلويه
وجاء صوت المصطفى العدنان
مهلا فلا تعقد لها الأكفان
يا حيدر
عمر وجيع .. فيه الربيع
مضى فعاش المرتضى خريفه
ثقل الكتاب .. إثر العذاب
آه رآها جثة خفيفه
صارت خيالا .. والظهر مالا
من وكزة في خصرها عنيفه
فك العصابه .. لاحت مصابه
بضربة في الجبهة الشريفه
ويلي على المظلوم والمظلومه
قبلها في عينها الملطومه
حورية محمرة الأجفان
مهلا فلا تعقد لها الأكفان
يا حيدر
قلب العليه .. فدى عليه
أميرة خافت على الأمير
لا ليس ينسى .. ماذا أحسا
من خسفة في ضلعها الكسير
أمسى جزوعا .. صب الدموعا
ليطفئ السعير بالسعير
فهل رأيتم؟ .. وهل سمعتم؟
بكوثر غسل بالغدير
كأنها قالت له سامحني
فثم كسر آخر في متني
وذي دماها للولا عنوان
مهلا فلا تعقد لها الأكفان
يا حيدر
بعد الحسام .. بعد الحزام
للموت شد القسور الحزاما
ألقدرتصعد .. فالليل سرمد
على السلام يقرأ السلاما
قال الوصي .. قم يا زكي
على م نحيا بعدها على ما ؟
الأمن يرحل .. لما تغسل
وكلنا صرنا بها يتامى
فخاطب المسموم طشت الماء
ستمتلي يا طشت من أحشائي
ودفء أمي كان يا ما كان
مهلا فلا تعقد لها الأكفان
يا حيدر
ثم الذبيح .. أهوى يصيح
إني أنا الحسين كلميني
يا روح روحي .. لا لا تروحي
من أجل جرح المحسن اسمعيني
إن غبت عني .. عودي فإني
منتظر في الطف تحضريني
في يوم عاشر .. ألقى الحوافر
من تحتها أماه جمعيني
عطر ضلوعي من ضلوع الزهرا
تشمه عند الخيام الحورا
إني لحجر أمنا عطشان
مهلا فلا تعقد لها الأكفان
يا حيدر
لهفي عليها .. مدت يديها
وضمت السبطين باشتياق
كل العوالم .. ناحت لفاطم
ويثرب ضجت مع الطباق
يا ليت شعري .. ماذا سيجري
في مذبح الحسين في العراق
لما سكينه .. تصيح أينه ؟
يأتي جواب النحر للعناق
حامي الحمى لابنيه كان الرافع
وتلك شمر قد أتاها صافع
من فاطم يفتتح العدوان
مهلا فلا تعقد لها الأكفان
يا حيدر
للثأر تسكب .. دمعات زينب
وقلبنا بطهرها توضأ
دمع التفاني .. فيه المعاني
فيه عرفنا الحب كيف يقرأ
للنوح قمنا .. ها قد لطمنا
وصدر أهل اللطم ليس يصدأ
والرفض واجب .. لكل ناصب
هذا عزانا منهم تبرأ
شعارنا حتى ظهور القائم
يا فاطم لك البقا يا فاطم
وكل من كان عليها فان
مهلا فلا تعقد لها الأكفان
يا حيدر

للشاعر: علي عسيلي العاملي