ما تُبتُ منك / محرم 1446 هـ (مكتوبة) - قحطان البديري

منذ شهر٥٣مشاهده
حفظ
|1

لطمية  ما تُبتُ منك مكتوبة

 

الرادود قحطان البديري

 
 
حُـسـيـن .. حُـسـيـن
ما تُبتُ مِنكَ فَليسَ لي مِن توبةٍ
أنا في أسـاكَ كَـ خـيًمـةٍ مَلهوبةٍ
وحدي أصـيـحُ بِدمعةٍ مَسكوبةٍ
تَبكيكَ عَـيـنـي لا لأجـلِ مَثوبةٍ
لـكـنَّـما عَـيـنـي لأجـلـكَ باكية
فـي كُلِّ عـاشـورٍ أعيشُ المَقتلا
و أراكَ  يـا وجـهَ  الإلـهِ مُـرمَّـلا
أقسمتُ بالجَسدِ الَّذي ما غُسَّلا
تَبتَلُ مِنكم كـربـلاء و بِـدمٍ ولا
تَبتَلُ مـنِّي بـالـدمـوعِ الجاريه
لَم أنسَ زينب بعدَ تِلكَ الـمِـحـنـةِ
مـن خـيـمـةٍ كانَت تَـفـرُّ لِـخـيـمَـةِ
حَيثُ السياطُ على ظُهورِ النُسوةِ
أنـسَـت رزيـتَـكُـم  رزايـانـا الـتي
سَـلـفَـت و هَونَت الـرزايـا الآتيه
و بَقىٰ الحُسينُ علىٰ التُرابِ بِلا كفن
لَـم يُـدركَ الـخـيَّـالُ كَـم ضِلعاً طَحن
و الرأسُ مَـفـصـولٌ هناكَ عَـن البَدن
و لـقَـد يَـعـزُّ عـلىٰ رسـولِ الـلـه أنْ
تُـسـبـىٰ نِـسـاهُ إلى يَـزيـد الطاغية 
و لقَد يَـعزُّ علىٰ الـبَـتـولـةِ أن تَرىٰ
أبـنـاءَهـا دونَ الرؤوسِ علىٰ الثَرىٰ
فَـفـؤادُهـا  لايـسـتَـطـيـعُ تَـصـبُّـرا
و جُسومهُم تَحتَ السنابِكِ بِالعَرىٰ
و رؤوسُـهُـم فَوقَ الـرِمـاحِ العالية
و لقَد يَعزُّ علىٰ عـلـيِّ الـمُـرتَـضىٰ
يَلقَىٰ حُـسـيـنـاً وهوَ للعَليا مَضىٰ
جَسداً علىٰ حَـرِّ الـتُرابِ مُرضِّضا
ما ذاقَ طعمَ فُراتَهُم حتَّى قَضىٰ
عَـطـشـاً فَـغُسل بالدِماءِ القانِية
دارُ الحُسينِ بكىٰ الـوجودِ بِبابِها
و كـأنـهـا أشـتـاقَـت إلىٰ أحبابِها
لا تَسألوا مِـن بَعدِ عـاشـرَ ما بِها
و متَى سـألـتُ الدارِ عَن أربابَها 
يُعدي الصَدىٰ مِنها سؤال ثانية

للشاعر : علوي الغريفي البحراني

التعلیقات

اکتب التعلیق...