الرجعة في الأمم السابقة

البريد الإلكتروني طباعة

الرجعة في الأمم السابقة
 
 
  الآية الأولى: قال الله تعالى: (وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنتظرون ثمّ بعثناكم من بعد موتكم لعلّكم تشكرون) [البقرة / 55 - 56] وهم سبعون من خيار قومه.
الآية الثانية: قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه انّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزواً) إلى قوله: (فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلّكم تعقلون) [البقرة/62-73] وفيه قصة ذبح البقرة وسببه وإحياء الميّت وإنطاقه، وإخباره بذكر قاتله مفصّلاً في تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)(1).
الآية الثالثة: قوله تعالى: (ألم تر الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم) [البقرة / 142].
الآية الرابعة: قوله تعالى: (ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربّه ان آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربّي الذي يُحيي ويميت) [البقرة / 258] قال نمرود: (أنا أحيي واُميت) أي أنا أحيي بالتخلية من الحبس من وجب عليه القتل واُميت بالقتل من شئت ممّن هو حيّ، قال إبراهيم: (فإن الله ... القوم الظالمين) [البقرة / 258] وفي هذه الآية دلالة على إمكان الرجعة بل على وقوعها لما أتى في الحديث: أنّ الله تعالى أحيى بدعائه الموتى وأنّ كل ما كان في الاُمم السالفة يقع مثله في هذه الاُمّة(2).
الآية الخامسة: قوله تعالى: (أو كالذي مر... على كل شيء قدير)[البقرة / 259] وهذه حكاية عزير النبي (عليه السلام) وشرح حاله وقريته مشروحه في تفسير مجمع البيان وغيره(3).
الآية السادسة: قوله تعالى: (وإذ قال إبراهيم... يأتينك سعياً) [البقرة / 260].
وفي ذلك أخبار منها عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنّه رأى جيفة تمزّقها السباع فتأكل منها سباع البر وسباع الهواء والدواب فسأل الله سبحانه إبراهيم فقال: ياربّ قد علمت أنّك تجمعها من بطون سباع الطير ودواب البحر فأرني كيف تحييها لاُعاين ذلك(4).
الآية السابعة: قوله تعالى حكاية عن قول عيسى لما بعث إلى بني إسرائيل (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ الله وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ الله وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران / 49].
وفي التفسير أنّه صنع من الطين كهيئة الخفاش فنفخ فصار طائراً، وأحيى الموتى أحيى أربعة أنفس عاذر وكان صديقاً له وكان قد مات منه ثلاثة أيام فقال لاُخته انطلقي بنا إلى قبره ثمّ قال: اللهمّ ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع إنّك أرسلتني إلى بني إسرائيل أدعوهم إلى دينك وأخبرهم بأني اُحيي الموتى فأحي عاذر فخرج من قبره وبقي وولد له، وابن العجوز مرّ به ميّتاً على سريره فدعا الله عيسى فجلس على سريره ونزل من أعناق الرجال وبس ثيابه ورجع إلى أهله وبقي وولد له، وابنة قيل: أتحييها وقد ماتت أمس؟ فدعا اله فعاشت وبقيت وولدت، وسام بن نوح دعا عليه باسم الله الأعظم فخرج من قبره فشاب نصف رأسه فقال: قد قامت القيامة؟ قال: لا، ولكنّي دعوتك باسم الله الأعظم قال: ولم تكونوا تشيبون في ذلك الزمان، لأنّ سام بن نوح عاش خمسمائة سنة وهو شاب ثمّ قال له: مت قال: بشرط أن يعيذني الله من سكرات الموت فدعا الله ففعل(5).
الآية السابعة: قوله تعالى: (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي) [المائدة / 110] الآية في الدمعة عن أمالي الصدوق عن ابن عباس قال: لما مضى بعيسى ثلاثون سنة بعثه الله عزّوجلّ إلى بني إسرائيل فلقيه إبليس لعنه الله على عقبة بيت المقدس وهى عقبة أفيق فقال له: ياعيسى أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تكونت من غير أب؟
قال: بل العظمة لله، كوّنني وكذلك كوّن آدم وحوّاء، قال إبليس: ياعيسى أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تكلّمت في المهد صبياً؟ قال عيسى: يا إبليس بل العظمة لذي أنطقني في صغري ولو شاء لأبكمني، قال إبليس: فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فيصير طيراً؟
قال عيسى: بل العظمة للذي خلقني وخلق ما سخّر لي، قال إبليس: فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تفشي المرضى؟ قال عيسى: بل العظمة للذي بإذنه أشفيهم وإذا شاء أمرضني، قال إبليس: فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تحيي الموتى؟ قال عيسى: بل العظمة للذي بإذنه اُحييهم ولابدّ أن يميت ما أحييت ويميتني... الحديث(6).
الآية الثامنة: قوله تعالى: (ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وانّهم لكاذبون) [الأنعام / 28].
في الدمعة عن تأويل الآيات الظاهرة عن جابر بن عبدالله (رضي الله عنه) قال: رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو خارج من الكوفة فتبعته من ورائه حتّى إذا صار إلى جبانة ايهود فوقف في وسطها ونادى: يايهود فأجابوه من جوف القبور، لبيك لبيك ملطايخ يعنون بذلك ياسيدنا فقال: كيف ترون العذاب؟ فقالوا: بعصياننا لك كهارون فنحن ومن عصاك في العذاب إلى يوم القيامة، ثمّ صاح صيحة كادت السماوات أن ينقلبن فوقعتُ مغشياً على وجهي من هول ما رأيت، فلمّا أفقت رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) على سرير من ياقوتة حمراء على رأسه إكليل من الجوهر وعيه حل خضر وصفر ووجهه كدارة القمر، فقلت: ياسيدي هذا ملك عظيم، قال (عليه السلام): نعم ياجابر إنّ ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود وسلطاننا أعظم من سلطانه، ثمّ رجع ودخلنا الكوة ودخلت خلفه إلى المسجد فجعل يخطو خطوات وهو يقول: لا والله لا فعلت، لا والله لا كان ذلك أبداً، فقلت: يامولاي لمن تكلّم؟ ولمن تخاطب وليس أرى أحداً؟ فقال: ياجابر كشف لي عن برهوت فرأيت سنبوبة(7) وحبتر وهما وهما يعذّبان في جوف تابوت في برهوت فنادياني: يا أبا الحسن ياأمير المؤمنين ردّنا إلى الدنيا نقرّ بفضلك ونقرّ بالولاية لك، فقلت: لا واله لا كان ذلك أبداً ثمّ قرأ هذه الآية (ولو رُدّوا لعادوا لما نهوا عنه وانّهم لكاذبون).
ياجابر وما أحد خالف وصيّ نبي إلاّ حشره الله يتكبكب في عرصات القيامة(8).
الآية التاسعة: قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) [الأعراف/143] ذكر تفسيره في العيون والتوحيد والبحار: أحيى الله بنى إسرائيل بعد أن ردّ الله روح موسى وأفاق وقال (سبحان تبت إليك وأنا أوّل المؤمنين).(9)
الآية العاشرة: قوله تعالى: (وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود) إلى قوله: (بكم أحداً) [الكهف / 18 - 19] وقوله أيضاً: (ولبثوا في كهفهم ثلاثمأة سنين وازدوادوا تسعاً) [الكهف / 25] الآية، وقصّتهم معروفة وشرح حالهم في التفاسير وكتب الأخبار مشحونة.
الآية الحادية عشرة: قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا) [الكهف / 83 - 86] والأخبار في بيان حاله وأنّه نبي أو ملك وفي تسميته ذي القرنين كثيرة جداً، سأل ابن الكوّا عليّاً (عليه السلام) عن ذي القرنين وقال: أملك أو نبي؟ قال (عليه السلام): لا ملك ولا نبي كان عبداً صالحاً ضرب على قرنه الأيمن على طاعة الله فمات ثمّ بعثه الله فضرب على قرنه الأيسر فمات فبعثه الله فسمّي ذا القرنين(10).
الآية الثانية عشرة: قوله تعالى: (أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يُحيي الموتى) إلى قوله جل ذكره: (وإليه اُنيب) [الشورى / 9 - 10] وعن البحار وفي تفسير البرهان أنّ جماعة من اليمن أتوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: نحن من بقايا الملل المتقدّمة من آل نوح وكان لنبيّنا وصي اسمه سام وأخبر في كتابه أنّ لكل نبي معجزاً وله وصي يقوم مقامه فمن وصيّك؟ فأشار عليه وآله وسلم بيده نحو علي (عليه السلام)، فقالوا: يامحمّد إن سألناه أن يرينا سام بن نوح فيفعل، فقال: نعم بإذن الله وقال: ياعلي قم معهم إلى داخل المسجد واضرب برجلك الأرض عند المحراب فذهب علي (عليه السلام) وبأيديهم صحف إلى أن دخل المسجد فصلّى ركعتين ثمّ قام وضرب برجله الأرض فانشقّت الأرض وظهر لحد وتابوت فقام من التابوت شيخ يتلألأ وجهه مثل القمر ليلة البدر وينفض التراب عن رأسه وله لحية إلى سرّته وصلّى على علي وال: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله سيّد المرسلين وأنّك علي وصيّ محمّد، سيّد الوصيّين وأنا سام بن نوح فنشروا أولئك صحفهم فوجدوه كما وصفوه في الصحف ثمّ قالوا: نريد أن يقرأ من صحفه سورة فأخذ في قراءته حتّى تمّم السورة ثمّ سلّم على علي (عليه السلام) ونام كما كان فانضمّت الأرض وقالوا بأسرهم: إنّ الدين عند الله الإسلام وآمنوا وأنزل الله (أم اتخذوا من دونه أولياء). (11)
الآية الثالثة عشرة: قوله تعالى: (ولمّا ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون) (12).
عن تفسير البرهان والمدينة جاء قوم إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: يا محمّد إنّ عيسى ابن مريم كان يُحيي الموتى فأحي لنا الموتى، فقال لهم: من تريدون؟ فقالوا: فلان وإنّه قريب عهد بالموت فدعا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأضفى إليهم شيئاً لا نعرفه ثمّ قال له: انطلق معهم إلى الميّت فادعه باسمه واسم أبيه فانطلق معهم حتّى وقف على قبر الرجل ثمّ ناداه يافلان بن فلان فقام الميت فسألوه ثمّ اضطجع في لحده فانصرفوا وهم يقولون: إنّ هذا من أعاجيب بني عبدالمطّلب، أو نحوها فأنزل الله عزّوجلّ (ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدّون) أي يضجون.(13)

 

ارسل سؤالك

المـــؤمّل

خاطب امامك

خاطب امامك