بعض ماورد في أمر عمه جعفر الكذاب

البريد الإلكتروني طباعة

[ 1358 - كمال الدين : ج‍ 2 ص‍ 476 ب‍ 43 ح‍ 26 - حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن مهران الابي العروضي رضي الله عنه بمرو قال : حدثنا أبو الحسين بن زيد بن عبد الله البغدادي قال : حدثنا أبو الحسن علي بن سنان الموصلي قال : حدثني أبي قال : " لما قبض سيدنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليهما وفد من قم والجبال وفود بالاموال التي كانت تحمل على الرسم والعادة ، ولم يكن عندهم خبر وفاة الحسن (عليه السلام) ، فلما أن وصلوا إلى سر من رأى سألوا عن سيدنا الحسن بن علي (عليهما السلام) ، فقيل لهم : إنه قد فقد ، فقالوا : ومن وارثه؟ قالوا : أخوه جعفر بن علي فسألوا عنه فقيل لهم إنه قد خرج متنزها وركب زورقا في الدجلة يشرب ومعه المغنون ، قال : فتشاور القوم فقالوا : هذه ليست من صفة الامام ، وقال بعضهم لبعض : امضوا بنا حتى نرد هذه الاموال على أصحابها.
فقال أبو العباس محمد بن جعفر الحميري القمي : قفوا بنا حتى ينصرف هذا الرجل ونختبر أمره بالصحة.
قال : فلما انصرف دخلوا عليه فسلموا عليه وقالوا : يا سيدنا نحن من أهل قم ومعنا جماعة من الشيعة وغيرها وكنا نحمل إلى سيدنا أبي محمد الحسن بن علي الاموال فقال : وأين هي؟ قالوا : معنا ، قال : احملوها إلى ، قالوا : لا ، إن لهذه الاموال خبرا طريفا ، فقال : وما هو؟ قالوا : إن هذه الاموال تجمع ويكون فيها من عامة الشيعة الدينار والديناران ، ثم يجعلونها في كيس ويختمون عليه وكنا إذا وردنا بالمال على سيدنا أبي محمد (عليه السلام) يقول : جملة المال كذا وكذا دينارا ، من عند فلان كذا ومن عند فلان كذا حتى يأتي على أسماء الناس كلهم ، ويقول ما على الخواتيم من نقش ، فقال جعفر : كذبتم تقولون على أخي ما لا يفعله ، هذا علم الغيب ولا يعلمه إلا الله.
قال : فلما سمع القوم كلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلى بعض فقال لهم : احملوا هذا المال إلي ، قالوا : إنا قوم مستأجرون وكلاء لارباب المال ولا نسلم المال إلا بالعلامات التي كنا نعرفها من سيدنا الحسن بن علي (عليهما السلام) ، فإن كنت الامام فبرهن لنا ، وإلا رددناها إلى أصحابها ، يرون فيها رأيهم.
قال : فدخل جعفر على الخليفة - وكان بسر من رأى - فاستعدى عليهم ، فلما أحضروا قال الخليفة : احملوا هذا المال إلى جعفر ، قالوا : أصلح الله أمير المؤمنين إنا قوم مستأجرون ، وكلاء لارباب هذه الاموال وهي وداعة لجماعة وأمرونا بأن لا نسلمها إلا بعلامة ودلالة ، وقد جرت بهذه العادة مع أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام). فقال الخليفة : فما كانت العلامة التي كانت مع أبي محمد قال القوم : كان يصف لنا الدنانير وأصحابها والاموال وكم هي؟ فإذا فعل ذلك سلمناها إليه ، وقد وفدنا إليه مرارا فكانت هذه علامتنا معه ودلالتنا ، وقد مات ، فإن يكن هذا الرجل صاحب هذا الامر فليقم لنا ما كان يقيمه لنا أخوه ، وإلا رددناها إلى أصحابها.
فقال جعفر : يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قوم كذابون يكذبون على أخي ، وهذا علم الغيب ، فقال الخليفة : القوم رسل وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
قال : فبهت جعفر ولم يرد جوابا ، فقال القوم : يتطول أمير المؤمنين بإخراج أمره إلى من يبدرقنا حتى نخرج من هذه البلدة ، قال : فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها ، فلما أن خرجوا من البلد خرج إليهم غلام أحسن الناس وجها ، كأنه خادم ، فنادي يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أجيبوا مولاكم ، قال فقالوا : أنت مولانا ، قال : معاذ الله ، أنا عبد مولاكم فسيروا إليه ، قالوا : فسرنا [ إليه ] معه حتى دخلنا دار مولانا الحسن بن علي (عليهما السلام) ، فإذا ولده القائم سيدنا (عليه السلام) قاعد على سرير كأنه فلقة قمر ، عليه ثياب خضر ، فسلمنا عليه ، فرد علينا السلام ، ثم قال : جملة المال كذا وكذا دينارا ، حمل فلان كذا ، [ وحمل ] فلان كذا ، ولم يزل يصف حتى وصف الجميع.
ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدواب ، فخررنا سجدا لله عزوجل شكرا لما عرفنا ، وقبلنا الارض بين يديه ، وسألناه عما أردنا فأجاب ، فحملنا إليه الاموال ، وأمرنا القائم (عليه السلام) أن لا نحمل إلى سر من رأى بعدها شيئا من المال. فإنه ينصب لنا ببغداد رجلا يحمل إليه الاموال ويخرج من عنده التوقيعات ، قال فانصرفنا من عنده ، ودفع إلى أبي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئا من الحنوط والكفن فقال له : أعظم الله أجرك في نفسك ، قال : فما بلغ أبو العباس عقبة همدان حتى توفي رحمه الله.
وكان بعد ذلك نحمل الاموال إلى بغداد إلى النواب المنصوبين بها ويخرج من عندهم التوقيعات.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : هذا الخبر يدل على أن الخليفة كان يعرف هذا الامر كيف هو ( وأين هو ) وأين موضعه ، فلهذا كف عن القوم عما معهم من الاموال ، ودفع جعفرا الكذاب عن مطالبتهم ولم يأمرهم بتسليمها إليه إلا أنه كان يحب أن يخفى هذا الامر ولا ينشر لئلا يهتدي إليه الناس فيعرفونه ، وقد كان جعفر الكذاب حمل إلى الخليفة عشرين ألف دينار لما توفي الحسن بن علي (عليهما السلام) وقال : يا أمير المؤمنين تجعل لي مرتبة أخي الحسن ومنزلته. فقال الخليفة : اعلم أن منزلة أخيك لم تكن بنا إنما كانت بالله عزوجل ونحن كنا نجتهد في حط منزلته والوضع منه ، وكان الله عزوجل يأبى إلا أن يزيده كل يوم رفعة لما كان فيه من الصيانة وحسن السمت والعلم والعبادة ، فإن كنت عند شيعة أخيك بمنزلته فلا حاجة بك إلينا ، وإن لم تكن عندهم بمنزلته ولم يكن فيك ما كان في أخيك لم نغن عنك في ذلك شيئا ". ]*
1358 – المصادر :
* : ثاقب المناقب : ص‍ 267 - كما في كمال الدين ، مرسلا عن علي بن سنان الموصلي -
* : إثبات الهداة : ج‍ 3 ص‍ 672 ب‍ 33 ف‍ 1 ح‍ 43 - مختصرا ، عن كمال الدين.
* : تبصرة الولي : ص‍ 776 ح‍ 42 - كما في كمال الدين بتفاوت يسير ، عن ابن بابويه. وفيه ".. والجمال.. حتى نتعرف.. هذه الودايع.. ولا يشهر ".
* : البحار : ج‍ 52 ص‍ 47 ب‍ 18 ح‍ 34 - عن كمال الدين بتفاوت يسير.
وفي : ج‍ 76 ص‍ 63 ب‍ 180 ح‍ 4 - مختصرا ، عن كمال الدين.

***

[ 1359 - كمال الدين : ج‍ 2 ص‍ 488 ب‍ 45 ح‍ 11 - حدثنا أبي - رضي الله عنه - عن سعد بن عبد الله ، عن أبي حامد المراغي ، عن محمد بن شاذان بن نعيم قال : " بعث رجل من أهل بلخ بمال ورقعة ليس فيها كتابة قد خط فيها بأصبعه كما تدور من غير كتابة ، وقال للرسول : احمل هذا المال فمن أخبرك بقصته وأجاب عن الرقعة فأوصل إليه المال ، فصار الرجل إلى العسكر وقد قصد جعفرا وأخبره الخبر ، فقال له جعفر : تقر بالبداء؟ قال الرجل : نعم ، قال له : فإن صاحبك قد بدا له وأمرك أن تعطيني المال ، فقال له الرسول : لا يقنعني هذا الجواب ، فخرج من عنده وجعل يدور على أصحابنا فخرجت إليه رقعة قال : " هذا مال قد كان غرر به وكان فوق صندوق فدخل اللصوص البيت وأخذوا ما في الصندوق وسلم المال ، وردت عليه الرقعة وقد كتب فيها كما تدور ، وسألت الدعاء فعل الله بك وفعل ". ]*
1359 – المصادر :
* : دلائل الامامة : ص‍ 287 - 288 - كما في كمال الدين مرسلا بتفاوت يسير ، وفيه ".. قد كان عثر به ، وكان فوق صندوق وسلم المال ، وردت عليه الرقعة ".
* : الخرائج : ج‍ 3 ص‍ 1129 ب‍ 20 ح‍ 47 - كما في كمال الدين ، عن ابن بابويه.
* : ثاقب المناقب : ص‍ 261 ب‍ 15 - كما في كمال الدين بتفاوت يسير ، مرسلا عن محمد بن شاذان : -
* : إثبات الهداة : ج‍ 3 ص‍ 673 ب‍ 33 ف‍ 1 ح‍ 48 - عن كمال الدين.
* : مدينة المعاجز : ص‍ 605 ح‍ 61 - كما في كمال الدين بتفاوت يسير ، عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري.
* : البحار : ج‍ 51 ص‍ 327 ب‍ 15 ح‍ 50 - عن كمال الدين.
***

معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام ـ الجزء الرابع

 

ارسل سؤالك

المـــؤمّل

خاطب امامك

خاطب امامك