ما هي نسبة الإنسان الكامل في عصرنا هذا ؟

السؤال :

إذا كان الإنسان في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام لم يصل مائة بالمائة إلى الإنسان الكامل، فما هي يا ترى نسبة الإنسان الكامل في عصرنا هذا الذي نعيشه؟

سؤال آخر حول نفس المحور تقريباً :

في الأوّل والآخر الله وحده العالم ولكن حسب علمكم ما مدى نضج المجتمع الإنساني في الوقت الحاضر ليكون بمستوى مجتمع عصر ظهور الإمام المهدي عليه السلام؟

الجواب :

قلنا بالنسبة إلى ظهور الكمالات أن شغل الأنبياء وشغل الأئمّة عليهم السلام ليس على الكم، فالمهمّة الأساسية التي كانت على النبي وعلى الأنبياء الذين سبقوه والأئمّة عليهم السلام لم يكن الأصل فيها العدد الكمي وأنّهم كانوا يسعون أن يربوا أكثر ما يمكنهم ويستطيعوا تربيتهم من الإنسان الكامل، وإنّما كان اهتمامهم متمركزاً ومهتم في الجانب الرتبي من الإنسان، يعني إظهار أعلى مراتب الإنسان الكامل وإن كان أقل عدداً.
أمّا في عصر اكتمال الشريعة، وعندما تكتمل الشريعة، وعندما تنزل الآية الكريمة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَ‌ضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ( المائدة: 3 ) الذي هو في عصر الإمام المهدي عليه السلام حيث يظهر الكمال بأجلى مظاهره في تمام الشريعة، وهذا يوفّر الفرصة لظهور الإنسان الكامل، وتلاحظون أن هذا شرط أساسي للإنسان، فلذلك لم تكن مهمة الأنبياء هي أن تكون المساحة الكمية، وإنّما كانت المهمة هي المساحة النوعية، عندما تتكامل المساحة النوعية في آخر المجتمعات الإنسانية فإنه سوف تظهر في ذلك المساحة الثانية وهي المساحة الكمية.
أمّا مجتمعنا أو باقي المجتمعات والقياس عليها _ كما سألتم _ فهذا حديث يحتاج أن نتحدّث عن مجتمعنا والقوانين الاجتماعية الحاكمة في المجتمع الإنساني بشكل عام والإسلامي الذي نطمح إليه، وهذا يحتاج إلى بحث خاص.
أمّا إلى أين وصلنا، نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المجتمعات التي تحظى بنظرة صاحب الأمر عليه السلام ، ويرحمنا ويرفعنا من مستوانا إلى أعلى مستوى، ويجعلنا ممّن يوفّق لرؤيته وخدمته والظهور في دولته عليه السلام.

ألقيت الندوة في كلية الطب جامعة الكوفة