ان كان الخوف عليه من القتل فلماذا لم يمنع عنه الله ذلك بدل الغيبة

تقولون إن غياب المهدي حصل نتيجة الخوف عليه من القتل فلماذا لم يمنع عنه الله تعالى ذلك بدل الغيبة والاختفاء سيما وانه مكلف من قبله سبحانه؟.

الجواب :

فعلاً حصل ذلك ومنع عنه القتل سبحانه لمرات عديدة ، إذ حفظه في بطن أمه ولم يبن لها حمل وعند ولادته أعمى عنه عيون السلطة العباسية وجعل وقت ولادته بعد منتصف الليل في وقت السحر زيادة في احتياطات الأمان وبعدها أمره بالاستتار عن عامة الناس. ويستطيع جل وعلا أن يمنع عنه ذلك، بل ويجعل سيوف وقلوب العالمين وجميع ميول مشاعر الناس وتعاطفهم معه وطوع أمره فأين المصلحة الاعتبارية وجريان الأمور بالمسببات؟ فتلك مفسدة واضحة لا يحسن أن تصدر منه سبحانه لأنها تنافي العلل والأغراض المبدئية في الأرض ومع ذلك لو علم العلي الخبير تحقق المصلحتين العامة والخاصة جراء إظهار المعجزة لما تأخر إطلاقا أن يمنع عنه القتل بمشيئته لأجل تحقق الهدف المراد.

ضمن كتاب بين الرواية والواقعية...