لماذا لم يظهر عجّل الله تعالى فرجه لعموم شيعته فقط سراً

الجواب :

يظهر أن غياب الإمام عليه السلام بهذا الشكل عن عامة الناس وعن أكثر الأولياء والمقربين يكون مستحسنا قطعاً، لأنه تحسب لمنع إفشاء سر الغياب، ولو حصل لهذه الفئة أو لتلك الالتقاء به سراً، لكان احتمال إشاعة نبأ الاجتماع به كبيراً بسبب التحدث فيما بين الأفراد عنه غبطةً وسروراً، فلا يجوز عندئذٍ ضمان عدم تسرب الوشاية به إلى الأعداء. بالإضافة إلى أن الإمام استعمل تلك التقية ليس فقط للخوف على نفسه بل وعلى شيعته أيضاً، إذ لو ظهر إليهم وشوهد من بعض أعدائه أو علم به أحدهم لطولب أوليائه به، فأن فاتهم طلبته لتعرضت شيعته ومواليه لأفدح المكاره والأضرار بسببه وهذا ما لا يرضاه رئيس لأتباعه. وما الأخبار التي تحرم ذكر اسمه والمكان الذي يقطنه على الشيعة إلا من هذا القبيل.

ضمن كتاب بين الرواية والواقعية...