رد شبهة صغر سنه ( عليه السلام)

لو يشكل علينا أحد ، إنا نقول : لما غاب إمامنا الثاني عشر المنتظر كان سنه خمس سنين وكان صبيا لم يبلغ الحلم ؟

ومع ذلك نقول : أن الإمامة كانت حاصلة له في ذلك السن ، وهذا مما لا يمكن ، إذ أقل مراتب الإمامة والولاية : البلوغ والكمال. فجوابه : إن العقل لا يستبعد عن الله عز وجل ، أن يتخذ أحدا وليا ويجعله نبيا ، أو وصيا أو إماما للناس وهو صبي لم يبلغ الحلم ، لأنه قادر على إيجاد كل شئ ممكن ، كما فعل بيحيى وعيسى ، فمع كونهما صبيين - بل الأخير كان رضيعا - آتاهما الحكمة والعقل والكمال ، وجعلهما نبيين كما تدل على رسالة يحيى الآية الشريفة الفرقانية : ( يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) ( سورة مريم 19 : 12 ) وعلى نبوة عيسى قوله تعالى : ( قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) ( سورة مريم 19 : 29 ، 30 ) فكذلك إمامنا الثاني عشر عجل الله فرجه ، قد آتاه الله الحكمة ، وجعله إماما وهو صبي ، ونذكر بملاءمة المقام قول العلامة ابن حجر الذي يدل على أن محمدا ابن الحسن العسكري ( قد آتاه الله الحكمة في الصبا ) لكي يدرأ شكوك المتشككين ، وهو في كتابه ( الصواعق المحرقة ) ص 124 ط مصر في ذكر أبي محمد الحسن الخالص ابن علي عليه السلام ما لفظه : ( ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة ، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين ، لكن آتاه الله فيها الحكمة ، ويسمى القائم المنتظر ، قيل : لأنه ستر بالمدينة وغاب ، فلم يعرف أين ذهب ).

ضمن كتاب الامام الثاني عشر