تسمية ( المَهدي ) بالفتح لماذا؟

السؤال :

عن تسمية الإمام صاحب العصر والزمان ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) بـ ( المهدي ) كانت بفتح الميم ، وليس بضمها ؛ لتكون الدلالة على أنّه هو مَن يهدي الأمّة إلى الصراط المستقيم ، لا أن يكون قد تمّت هدايته من شخص ما ؟ أرجو توضيح ذلك مأجورين؟

الجواب : من سماحة السيّد علي الحائري

التسمية الصحيحة عبارة عن فتح الميم وليس بضمّها ، والنكتة واضحة ؛ فإن ( المَهدي ) بفتح الميم اسم مفعول من ( هَدى يَهدي ) أيّ الذي تمّت هدايته من قبل هادٍ ، والأئمة ( عليهم السلام ) كلّهم كذلك ، وكذا الأنبياء فلقد هَداهم الله تبارك وتعالى بهدايته الخاصّة ، وربّاهم بتربيته ، وأدّبهم بآدابه ، فهم المَهديون ، كما نقرأ في زيارة الجامعة الكبيرة : « وَاَشْهَدُ اَنَّكُمُ الاَْئِمَّةُ الرّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ » ، والهادي لهم هو الله تبارك و تعالى وليس غيره.

أمّا ( المُهدي ) بضمّ الميم فهو اسم مفعول من ( أهدى يُهدي ) فهو من باب الإهداء وليس من باب الهداية ، و هذا لا معنى له بالنسبة إلى أيّ واحد من الأئمة ( عليهم السلام ) كما هو واضح.

أمّا ما تصوّره السائل العزيز من أنّ مَن يهدي الأمّة إلى الصراط المستقيم فهو ( المُهدي ) بضمّ الميم فهو خطأ طبق قواعد اللغة العربية ؛ فإنّ مَن يَهدي غيره إلى الصراط المستقيم يُعبّر عنه باسم الفاعل من باب ( هَدى ) أيّ يعبّر عنه بـ( الهادي ) لا ( المُهدي ) ، والسلام علكيم.