لِمَ سمّي المهدي بفتح الميم وليس بضمها؟

السؤال :

بسمه تعالى ، السلام عليكم ، تسمية الإمام صاحب العصر والزمان ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) بـ ( المهدي ) كانت بفتح الميم ، وليس بضمها ؛ لتكون الدلالة على أنّه هو مَن يهدي الأمّة إلى الصراط المستقيم ، لا أن يكون قد تمت هدايته من شخص ما ؟ أرجو توضيح ذلك مأجورين؟

الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى

في الحديث عن الباقر ( عليه السلام ) : « فإنّما سمّي المهدي ؛ لأنّه مهدي لأمر خفي يستخرج التوراة وساير كتب الله من غار بأنطاكية ، فيحكم أهل التوراة بالتوراة ، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل ، وبين أهل الزبور بالزبور ، وبين أهل الفرقان بالفرقان... ».
وفي حديث آخر عن أبي سعيد الخراساني ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) المهدي والقائم واحد؟ فقال : « نعم ». فقلت : لأيّ شيء سمّي المهدي؟ قال : « لأنّه مهدي إلى كلّ أمر خفي... ».
وفي حديث ثالث عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : « وإنّما سمّي القائم مهدياً ؛ لأنّه يهدي إلى أمر مضلول عنه ، وسمّي القائم لقيامه بالحقّ ».
هذا بحسب الروايات ، وأمّا بحسب اللغة : فالمهدي : هو مَن هداه الله إلى الحقّ ، ومن المعلوم أنّ مَن هداه الله إلى الحقّ هو الذي يتمكن من هداية الناس ، فالمهدي إشارة إلى مَن يهدي الناس ؛ لأنّ الله تعالى هداه إلى الحقّ ، ولذا قد يعبّر عن سائر الأئمة ( عليهم السّلام ) بالمهدي ، ففي كمال الدين بسنده عن الحسين بن علي ( عليه السلام ) قال : « منّا اثنا عشر مهدياً ، أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وآخرهم التاسع من ولدي ، وهو الإمام القائم بالحقّ يحي الله به الأرض بعد موتها ، ويظهر به دين الحقّ على الدين كلّه ولو كره المشركون... ».