الشعوب والمصلح العظيم‌

البريد الإلكتروني طباعة

مشروع المصلح في كتب الزرادشت :

1- ورد في كتاب «زند» بعد الصراع الأبدي بين الأخيار والأشرار :

«آنذاك يكون النصر للاخيار ، ويقضون على الأشرار ...

وما أن يتغلب الأخيار حتّى تتحقق السعادة في العالم وينعم بنو آدم بالخير والرفاه».

2- روى «جاماسب» في رسالة سفره عن زرادشت أنّه قال :

«يخرج رجل من أرض تازيان ... رجل عظيم الرأس والبدن وطويل الساق ويتجه إلى ايران بجيشه الكبير ودين جده فيملأ الأرض عدلًا.

نماذج هذا الاعتقاد في كتب الهند والبراهمة».

1- جاء في أحد الكتب الهندية «وشن جك» :

«ستعود الدنيا آخر الأمر إلى رجل يحب اللَّه ومن خاصة عباده.

واسمه مبارك وميمون»!

2- كما جاء في كتاب آخر اسمه «ديده» :

«سيظهر آخر الزمان بعد خراب الدنيا ملك هو إمام الخلق. واسمه

منصور يستولي على جميع العالم ويلحقه بدينه».

3- وورد في أحد كتب البراهمة «دداتك» وهو من الكتب المقدسة : ...

«سيظهر رجل الحق ويسيطر على مشرق العالم ومغربه ويهدي جميع الخلائق».

4- وجاء في كتب الهنود «باتيكل» :

«إن انتهى النهار وتجددت الدنيا القديمة وأصبحت حية وظهر صاحب الملك؛ أحد أبناء إمامي العالم أحدهما ناموس آخر الزمان ، والآخر يدعى بشن واسم صاحب الملك «المرشد» ، هو الملك حقّاً والخليفة الذي يلي الحكومة وله معجزات كثيرة».

5- وورد في كتاب «باسك» من كتب الهنود :

«تؤول الدنيا إلى ملك عادل في آخر الزمان هو إمام الملائكة والجن والانس؛ والحقّ معه ، ويستخرج ما في البحار والجبال وينبئ عن السماء والأرض ، ولم يرد الدنيا أعظم منه».

قبسات من كتب العهد القديم ( التوراة وملحقاتها ) :

1- جاء في كتاب «مزامير داود» المزمور 37 :

«... لأنه سينقطع الأشرار ، وسيرث المتوكلون على اللَّه الأرض ، سوف لن يكون هناك شريراً بعد مدة قليلة ، ستتأمل مكانه وليس فيه ، أما الحكماء ( الصالحون ) فسيرثون الأرض».

2- كما ورد في المزمور المذكور الجملة 22 :

«سيرث الأرض مباركو الرب وسينقطع ملعونوه».

3- وجاء في الجملة 29 من المزمور السابق :

«سيرث الصديقون الأرض ويسكنون فيها إلى الأبد».

4- وورد في الفصل السابع من كتاب النبي «حبقوق» :

«... وإن تأخر ، فانتظره.

لأنه سيأتي وسيتوقف

بل سيجمع حوله جميع الامم

ويعدّهم جميعاً لنفسه».

5- ونقرأ في كتاب «النبي أشعياي» الفصل 11 في بحث كله تشبيه :

«وستظهر نبتة من جذع يسي «1» وينتصب فرع من فروعها.

سيحكم الذليلون بالعدل والقسط. فالعدالة محور الحكم.

وستعيش الشاة إلى جانب الذئب ...

والطفل الصغير سيكون الراعي ...

وسوف لن يكون هنالك فساد وضرر في جميع أرضي المقدسة ...

لأن الأرض ستمتلئ من علم اللَّه ، كالمياه التي تملأ البحار».

العلامات في كتب العهد الجديد ( الاناجيل وملحقاتها ) :

1- جاء في الفصل 24 من انجيل «متي» :

«حيث يأتي البرق من المشرق ويظهر في المغرب ، هكذا سيكون قدوم ابن الإنسان ... سيرون ابن الإنسان كيف سيقف بقدرته وجلال عظمته ...

وسيبعث بملائكته ( أصحابه ) وسيجمع هؤلاء أولياءَهم».

2- وورد في الفصل الثاني عشر من انجيل «لوقا» :

«اعقدوا أحزمتكم وأضيئوا مصابيحكم وكونوا كمن ينتظر سيّده ، حتّى تفتحوا له الباب متى جاء ودق بابكم».

عقيدة الصينيين والمصريين وأمثالهم بهذا الشأن.

1- جاء في ص 47 من كتاب «علامات الظهور» ( تدوين أحد أصدقاء صادق هدايت» :

«إنّ القسم الأعظم من المتون البهلوية المترجمة لدى «صادق» بشأن الظهور وعلامات الظهور ، والواقع لو التفتنا إلى جميع المتون لديه لقلنا :

لكافة هذه المتون صبغة دينية.

... موضوع الظهور وعلامات الظهور موضوع يحظى بأهمية خاصة لدى جميع المذاهب العالمية ... حسب قول «صادق» : بغض النظر عن العقيدة والإيمان التي تعد أساس هذه الأمنية فإن كلّ فرد حريص على مصير البشرية وينشد تكاملها المعنوي ، حين يصاب باليأس من كلّ شي‌ء ويرى البشرية غافلة وتتجه نحو الفساد والانحطاط وتتمرد على اللَّه ولا تمتثل أوامره رغم كلّ هذا التطور الفكري والعلمي المدهش ، فإنّه يتوجه إلى اللَّه بوحي من فطرته الذاتية ويسأله رفع الظلم والجور والفساد. ومن هنا فقد عاش العباد على مرّ العصور والدهور انتظار المصلح العالمي ولا تقتصر هذه الرغبة على اتباع الديانات الكبرى كالزرادشتية واليهودية والمسيحية والإسلامية؛ بل وردت في الكتب القديمة للصينيين وعقائد الهنود ، والبلدان الاسكندنافية ، حتّى لدى قدماء المصريين ، بل حتّى أهل المكسيك وأمثال تلك الامم».

جدير ذكره أنّ كتاب «زند ، وهو من يسن» وسائر الكتب الزرادشتية ومنها البابان الأخيران من رسالة جاماسب تشتمل على النبوءة الزرادشتية على لسان جاماسب الحكيم ب «كشتاسب» الملك آنذاك اعتنق الزرادشتية المتعلق بموعود آخر الزمان ، ترجم من قبل صادق هدايت من البهلوية إلى الفارسية ونشر من قبل حسن قائميان رفيق هدايت بعنوان «علامات الظهور».

قبسات من عقائد الغرب بهذا الشأن :

1- إنّ الاعتقاد بظهور المنقذ العظيم وفناء الظلم والجور عن الناس واقامة حكومة الحقّ والعدل لا تقتصر على الشرقيين والمدارس الشرقية؛ بل هو اعتقاد عام وعالمي انعكست أبعاده في مبادئ الأقوام المختلفة ، وكلّ ذلك يفيد هذه الحقيقة وهي أنّ لهذه العقيدة العريقة جذور في الفطره البشرية وفي دعوة جميع الأنبياء.

ذكر في كتاب «اطلالة على الزعامة» ضمن بيان وجود انتظار ظهور منقذ عظيم لدى مختلف المجتمعات الغربية واستفادة بعض الأفراد من هذا الانتظار العام ، أسماء خمسة أفراد من الأدعياء نهضوا من بريطانيا هم :

«جيمس نايلور» و «يوحنا سوثكات» و «ريتشارد برادرز» و «جون نيكولستام» و «هنري جيمس برينس» ، كما نقل عن «برنارد باربر» عالم الاجتماع الامريكي في رسالته «نهضة المنقذ» وجود مثل هذا الاعتقاد حتّى لدى زنوج أمريكا وقال :

«إنّ هذه العقيدة شائعة بين قبائل الزنوج الأمريكيين ... أنّه سيظهر يوماً ذلك الرجل ويدخلهم جنّة الأرض ... وقد أحصى التأريخ الأمريكي‌ لما قبل سنة 1890 أكثر من عشرين نوعاً من هذه النهضات».

ذكرنا سابقاً في بحثنا بشأن كتاب «علامات الظهور» أنّ آثار هذه العقيدة موجودة بين الشعوب الاسكندنافية والمكسيك وأمثالهم «1».

ويتبين ممّا ذكرنا- وسائر الشواهد والقرائن التي لم نوردها رعاية للاختصار- أنّه ليس هنالك منطقة معينة لهذا الانتظار؛ فهو انتظار عام وشامل وعلى نطاق عالمي وبالتالي شاهد على فطرية هذه العقيدة.

وسنرى سعة كبيرة لهذه العقيدة في الأبحاث القادمة تحت عنوان ظهور «المهدي» في العقائد الإسلامية ، مع كونه تشكل عقيدة أساسية.

وكما سنرى كيف أسهم الإيمان بهذه الحقيقة الفطرية المؤيدة بالعقل في طرد غيوم اليأس وسحب الاحباط عن سماء روح الإنسان ، وجند طاقاته وأعده لمستقبل مشرق وزاهر ، لتكون

القوى أعظم استعداداً ،

والأفكار أكبر يقظة ،

والاستعدادات أشمل ،

والنهضات أسرع ،

والعشق أعمق ،

وكيف مهد السبيل لمجتمع إنساني بمعنى الكلمة ؛ المجتمع الذي تذوب فيه مفردات الظلم فتنطفى‌ء جذوة ناره ، والتمييز العنصري وما إلى ذلك من المصائب.

مقتبس من كتاب : [ الحكومة العالمية للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ] / الصفحة: 49 ـ 54.