الإيرانيون في عصر الظهور و مدحهم في الأحاديث السُّنِّية

طباعة

الإيرانيون في عصر الظهور
كثرة الأحاديث السُّنِّية في مدح الإيرانيين

من الأمور الملفتة أن مصادر المذاهب السنية مليئة بالأحاديث النبوية في مدح الفرس ، حتى أنك تستطيع أن تؤلف كتاباً في الأحاديث الصحيحة من مصادر السنة في مناقب الإيرانيين وتفضيلهم على العرب ! بينما تراها في مصادرنا قليلة !

وسببها أن الفرس كانوا مع السلطة القوة عسكرية والفكرية البارزة ، وهم الذين أسسوا المذاهب في مقابل مذهب أهل البيت عليهم السلام ، ودونوا مصادر المذاهب .

ومن أشهر احاديث مدح الفرس في مصادرهم، حديث: (الغنم السود والبيض): الذي رواه الحافظ أبو نعيم في الأصفهاني في كتابه ذكر أصبهان ، بعدة طرق عن أبي هريرة ، والنعمان بن بشير ، ومطعم بن جبير ، وأبي بكر ، وابن أبي ليلى ، وحذيفة ، عن النبي صلى الله عليه وآله واللفظ لحذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني رأيت الليلة كأن غنماً سوداً تتبعني ، ثم أردفها غنم بيض ، حتى لم أرَ السود فيها ! فقال أبو بكر: هذه الغنم السود العرب تتبعك ، وهذه الغنم البيض هي العجم تتبعك فتكثر حتى لا ترى العرب فيها ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا عَبَّرها الملَك) .

وحديث: (لأنا أوثق بهم منكم): الذي رواه أبو نعيم في المصدر المذكور/12 عن أبي هريرة قال: ذكرت الموالي أو الأعاجم عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: والله لأنا أوثق بهم منكم أو من بعضكم)! وقوله:(أو من بعضكم)إضافة من الراوي لحفظ ماء وجه العرب !

وحديث: (لو كان العالم والإيمان في الثريا) رواه عبد الرزاق:11/66 ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو كان الدين عند الثريا لذهب إليه رجل أو قال رجال من أبناء فارس حتى يتناولوه). ونحوه ابن شيبة:12/206 ، ومثله أحمد:2/296 و308.

وفي مسند أحمد/417 ، عن أبي هريرة قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وآله إذ نزلت عليه سورة الجمعة ، فلما قرأ: وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ، قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه صلى الله عليه وآله حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثاً ، وفينا سلمان الفارسي قال: فوضع النبي صلى الله عليه وآله يده على سلمان وقال: لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء). وفي/420 ، و422، و469 ، بأسانيد عن أبي هريرة . وبخاري:6/188 ، كرواية أحمد الثالثة بسندين عن أبي هريرة . ومسلم:4/1972، كرواية عبد الرزاق ، بتفاوت يسير ، وكرواية أحمد الثالثة ، والترمذي:5/384 ، عن أبي هريرة ، وفيه: قال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله : يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله إن تولينا استبدلوا بنا ثم لم يكونوا أمثالنا ؟ قال وكان سلمان بجنب رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله فخذ سلمان وقال هذا وأصحابه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس . وفي/413 ، و725 .. الى آخر المصادر التي تبلغ عدة صفحات !!

وحديث: (ليصيرن أسداً لايفرون). رواه عبد الرزاق:11/385 ، عن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لتملأن أيديكم من العجم ، ثم ليصيرن أسداً لا يفرون ، ثم ليضربن أعناقكم وليأكلن فيئكم ). والعجم: إسم لكل الشعوب غير العرب لكن يغلب إطلاقه على الفرس ، والمعنى أنكم سوف تأسرون منهم كثيراً وتستعبدونهم ، ثم يتحولون إلى فرسان ضدكم . وأحمد:5/11و17و21، والروياني/112 و154، والطبراني الكبير:7/268 ، كرواية أحمد الأولى ، والحاكم:4/512 ، بنحو رواية أحمد الثالثة . وكذا حلية الأولياء:3/24..الخ.

وحديث: (يساقون الى الجنة) ، رواه أحمد:5/338 ، عن سهل بن سعد الساعدي قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وآله بالخندق ، فأخذ الكِرْزِين فحفر به فصادف حجراً فضحك ، قيل: ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال: ضحكت من ناس يؤتى بهم من قبل المشرق في النكول يساقون إلى الجنة). النكول والأنكال: جمع نِكل بكسر النون: القيود ، والحديث بشارة بفتح فارس وهزيمة كسرى ودخول الأسرى الفرس في الإسلام .

والروياني/202 ، والطبراني الكبير:6/157، كأحمد ، ومجمع الزوائد:5/333 ، ووثقه ، والجامع الصغير:2/123 ، وجمع الجوامع:1/565 ، الخ.

وحديثهم (أن الفرس عصبة بني هاشم). عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وذكرت عنده فارس: فارس عصبتنا أهل البيت).انتهى.

وأهل البيت في هذا الحديث لابد أن يكونوا بالمعنى اللغوي ، ويقصد بهم ابن عباس أو الراوي: العباسيين ، لأن ثورة العباسيين قامت بجهود الفرس وقيادتهم . أما أهل البيت عليهم السلام في مذهبنا فهم مصطلح نبوي حددهم رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث الكساء المتواتر وبلغ الأمة ولايتهم فقال: ( اللهم هؤلاء أهل بيتي)وهم علي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين خاتمهم المهدي عليهم السلام .

وحديث الضياطرة..رواه في شرح النهج:20/284، قال:جاء الأشعث إليه(إلى علي عليه السلام ) فجعل يتخطى الرقاب حتى قَرُب منه ، ثم قال له: يا أمير المؤمنين غلبتنا هذه الحَمْراء على قربك ، يعني العجم ، فركض المنبر برجله حتى قال صعصعة بن صوحان: ما لنا وللأشعث ! ليقولن أمير المؤمنين اليوم في العرب قولاً لايزال يذكر . فقال عليه السلام : من عذيري من هؤلاء الضياطرة ، يتمرغ أحدهم على فراشه تمرغ الحمار ، ويهجر قوما للذكر ! أفتأمرني أن أطردهم؟! ما كنت لأطردهم فأكون من الجاهلين . أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ليضربنكم على الدين عوداً كما ضربتموهم عليه بدءاً).انتهى.

والذي يخص موضوعنا دور الفرس في عصر الظهور وحركة الإمام المهدي عليه السلام ، وقد وردت فيه أحاديث في مصادر الطرفين بتسعة عناوين:

قوم سلمان . أهل المشرق . أهل خراسان . أصحاب الرايات السود . الفرس . أهل قم . أهل الطالقان . والمقصود فيها جميعاً الإيرانيون ، إلا بقرينة .

(( ضمن كتاب معجم احاديث المهدي عج ))