البيعةُ الكريمة

طباعة

البيعة الكريمة :

بعد خطبته عليه السلام تتم البيعة معه ، بيعة أهل السماء والأرض؛ بيعةٌ يبدءها أمين وحي الله جبرئيل عليه السلام ، ثمّ المؤمنون الكرام.

ففي حديث الإمام الصادق عليه السلام :

(إن أوّل من يبايع القائم عليه السلام جبرئيل عليه السلام...)(1).

وفي الحديث الآخر :

(فيبعث الله جل جلاله جبرئيل عليه السلام يأتيه فينزل على الحطيم ، ثمّ يقول له :

إلى أيّ شيء تدعو؟

فيخبره القائم عليه السلام ، فيقول جبرئيل عليه السلام : أنا أوّل من يبايعك ، ابسط يدك.

فيمسح على يده ، وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فيبايعونه ، ويقيم بمكّة حتّى يتم أصحابه عشرة آلاف أنفس ، ثمّ يسير منها إلى المدينة)(2).

وفي الحديث الآخر :

(يا مفضّل ، كل بيعة قبل ظهور القائم عليه السلام فبيعته كفر ونفاق وخديعة لعن الله المبايع لها والمبايع له.

يا مفضّل يسند القائم عليه السلام ظهره إلى الحرم ويمدّ يده ، فترى بيضاء من غير سوء ويقول : هذه يد الله ، وعن أمر الله ، وبأمر الله.

ثمّ يتلو هذه الآية : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّـهَ يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ... ﴾ (3) الآية.

فيكون أوّل من يقبّل يده جبرئيل عليه السلام ، ثمّ يبايعه ، وتبايعه الملائكة ونجباء الجن ، ثمّ النقباء)(4).

فتتم البيعة والمعاهدة معه على الطاعة ، ويكون السلام عليه بنحو : (السلام عليك يا بقية الله) ، كما في الحديث (5).

وتكون بيعة أنصاره معه على الأمور التالية :

على أن لا يسرقوا ، ولا يزنوا ، ولا يسبّوا مسلماً ، ولا يقتلوا محرّماً ولا يهتكوا حريماً محرماً ، ولا يهجموا منزلاً ، ولا يضروا أحداً إلاّ بالحق ، ولا يكنزوا ذهباً ولا فضّة ولا برّاً وشعيراً ، ولا يأكلوا مال اليتيم ، ولا يشهدوا بما لا يعلمون ، ولا يخرّبوا مسجداً ، ولا يشربوا مسكراً ، ولا يلبسوا الخزّ ولا الحرير ، ولا يتمنطقوا بالذهب ، ولا يقطعوا طريقاً ، ولا يخيفوا سبيلاً ، ولا يفسقوا بغلام ، ولا يحبسوا طعاماً من برّ أو شعير ، ويرضون بالقليل ، ولا يشتمون ، ويكرهون النجاسة ، ويأمرون بالمعروف ويجاهدون في الله حق جهاده ، ويشترط على نفسه لهم أن يمشي حيث يمشون ، ويلبس كما يلبسون ، ويركب كما يركبون ، ويكون من حيث يريدون ، ويرضى بالقليل ، ويملأ الأرض بعون الله عدلاً كما ملئت جوراً يعبد الله حق عبادته ، ولا يتخذ حاجباً ولا بوّاب (6).

وبالرغم مما يتمتع به أصحابه الكرام من الدرجات العالية ، والعدالة الروحية ، تكون هذه الشروط توثيقاً للحكم ، وتأكيداً في الأمر ، وتعليماً للحياة المثالية التي تخصهم لقيادة الكرة الأرضية وهي بيعة ميمونة يشمل خيرها جميع الموجودات في مسيرة الحياة.

الهوامش
(1) بحار الأنوار 52 : 285/ باب 26/ ح 18.

(2) بحار الأنوار 52 : 337/ باب 27/ ح 78.

(3) الفتح : 10.

(4) بحار الأنوار 53 : 8/ باب 25/ ح 1.

(5) وسائل الشيعة 10 : 470/ باب 106/ ح 2.

(6) منتخب الأثر : 469.

في رحاب المهدي عليه السلام