الإنتظار المر

طباعة

 

صفوَةَ الخلق معـدن المكرمــاتِ

يا إمـام الاحـرار يا ذروة المجـدِ

يا ملاذ العُفاة في ضَنـْكِ المحــل

قولُك الفصلُ حكمُك العدلُ يا مــن

لك ذاتٌ قدسيـــةٌ وصفـــاتٌ

لك مجد أدنى الذُّرى منــه أوْفَتْ

لا تَنال العقــولُ أدنى مــَداها

قد تحدّرْت من أرومـــة عـزّ

قد زكـــا محتِدٌ وطاب نجــارٌ

كل ما في الوجود ما زال يتلــو

هي وحيُ القـرآن وهي نثــارٌ

 

سـابقَ السـابقيــن بالخيـراتِ

ويا نـجدةَ الســـُّراةِ الكُفـاة

وغـوثَ الملهوفِ في النائبـات

لك عزم أمضى من المرهفــات

قد تعالت على جميع الصّفــات

في علاها على ذُرى النَّيــِّرات

وبلوغُ الاقصى مـن المعجـزات

ومن الطاهرين والطاهـــرات

وصفا العـِرْق من هَناً وهَنـات

بعضَ آيات فضـلك البينــات

مـن معاني الانجيل والتـوراة

* * * * *

سيــدي أنت رحمـةٌ للبرايـا

أنت للمؤمنين واحـةُ أمــن

أنت في ظلمة الجهالات نــورٌ

أنت أغنيت بـل وأحييت دنـيا

أنت قدَّست كلَّ صاحب قــدس

أنت إمـَّا بنا ادلهمّت خـطوبٌ

وإذا الكفر عاث في الارض بغياً

دفقة النور نهلة الماء للصـادي

 

أنت رمـزُ البقــاء للكائنـات

أنت سيفٌ على رقـاب الطغـاة

بل منار الهدى لكـل الهــداة

بالندى والهدى وبالمكـرمـات

وغمرت الوجـود بالبركــات

ورمانا الزمـان بالقاصمــات

ودهى الكونَ حندسُ الظلمـات

ربيع المنى وســرُّ الحيــاة

* * * * *

سيدي أنت أنت عزِّي وذخـري

زهرة العمر إن تكن تتلاشــى

فلماذا ـ يا حسرتا ـ نصب عيني

ولماذا أرى الاناشيـد ترْتـــدُّ

وأرى الخصب والربيـع فآتيـ

والضنى ماجَ في الازاهير حتى

وأرى الاُفقَ طافحاً زخرت فـي

فأحــثُّ الخطـى إليه، ولكـن

ثم إذ جئْتُه ولــم أرَ شيئــاً

يتلاشى قلبي، وقد بُحَّ صـوتي

 

فاستمع سيدي لبعـض شكـاتي

بمرور الساعــات واللحظـات

تتلاشى في إثرهــا أُمنيـاتي

نياحـاً يطفو علــى النغمـاتِ

ـه فألقى الربيعَ محضَ مـواتِ

صوَّحَت في شبابها زهــراتي

فيض وكّـاف غَيْثه واحــاتي

أثقلت كظَّةُ الظَّمـا خُطــواتي

غيرَ لَمْع السَّراب فـي الفـلوات

ثم مات الصدى علـى لهَواتـي

* * * * *

سيدي عاثَتِ الهمـوم بقلبــي

ودهتني دهيا الفراق فأصبـحـ

مزَّقَتْنـــي سيوفُه، وأحـاطتْ

عصـَفَتْ بي رياحُه فَسَمــُومٌ

ورمتني في مَهْمَـه التْيه يُلهيني

أتلَظّى بالوجـد أقْتاتُ دمعــي

وعلى الجمرِ رُحْتُ أمْشي ولكـن

تتوالــى الاهات حَـرَّى بَـواك

زَفرَة الوجد وهــي تَلفَحُ قلبـي

فالجحيم التي بها سوف يُجْـزى

وَمْضَةٌ من لهيب وجدي وشوقي

 

ورمتْنــي بأعظــم النكبـات

ـت أسيرَ الهمـوم والكـربات

بي أفاعيه من جميع الجهــات

لَفْحُ ما هبَّ من صَبا النّسمــات

ضياعي أجْتَرُّ فَضـْلَ شتاتــي

وكأنّي أسْتافُ بعـض رُفــاتي

ذاك جمر الاهات والحســرات

آه مـاذا تفيدنــي آهاتــي

صَهَرَتْه بها لظـى الزفــرات

كل باغ وكـل طـاغ وعــات

أوقدتها فكيــف بالوَمضــات

* * * * *

سَرْمَدِيّاً ـ يا سيدي ـ صار حُزني

بسمتـي لوعةٌ، حنينـي شجــوٌ

أشَتاتـي أم غُربتـي لك أشكــو

ضاق صدري وعيلَ صبري وإنـي

فلو اني أحظـى بِنَظْـرَةِ عطـف

ليس إلاّك من يداوي جـراحــي

هب لقلبــي حياتـه وتعاهــد

وازرع الاُفق بالـورود يغشِّــي

وامسح البؤس عن عيوني وهَدْهِدْ

وبفيض الحنان والحــب فلتُمـ

 

غُصَصاً مـُرَّةً غــدت لذّاتـي

ونشيدي ثَواكــِلُ العَبَــراتِ

أنت أدرى بـغربتي وشتــاتي

خائفٌ من ذنوبـي المتوبقــات

منك لم أخْشَ كـل ما هــو آت

فجراحي أعْيَتْ جميـع الاســاةِ

بالندى كل زهرة فـي حيــاتي

فَوْحُ أطيابهـا جميـع الجهـات

بالسنا خاطــري وبالبسمــات

ـرعْ رحابي وليفعم الطّهرُ ذاتي

* * * * *

سيدي جئـت أطلب الرِّفْدَ فاعطف

أتمنى رضاك فهـــو نجــاة

أتراني أحظى بقــربك يــوماً

آه يا ليتنـــي أراك وإنـــي

أُمنيـــات عزيزة وعـــذابٌ

 

واستجب لي بـحق ذي الثَّفنـات

لي، فأنتم ـ واللّه ـ فُلْكُ النجاة

أترانــي أراك قبـل وفــاتي

منك قد نلت أعظـم البـركـات

حبذا لـو تحـقّقت أُمنيـاتــي

* * * * *