صرخة استنصار إلى مقام الامام المهدي عليه السلام

البريد الإلكتروني طباعة

 

تقــــــاطر ســـــيل المنكـــرات وأقبلـــــت

تغلغلــت الأحقـــــاد وامتــــد زحفهـــــــــا

تصــــــــرّم حبـــل الود وانفصــمت عرىً

وبتنـــا علــــى جفــــن الهـــــوان أذلـــــةً

وفــــتَّ بعــــزم السائســــين تهالــــــــــكٌ

علـــى حســــك الســــعدان باتـت مراكبي

فيـــوميّ مســــــودٌّ ووجهــــــي مُغَبّــــــَرٌ

وســـــيفيَ مثلــــومٌ ورمحـــي مُكَسّـــــــرٌ

فحتـــــام يــــــا ربـــــاه أبقــى مكــــــــبلاً

 

ومنــــك أيــــا ربـــاه أطلــــب نصــرتي

منـــاهج زيـــغٍ أجّجـــت نـــار غيرتـــي

وهاجــــت أعاصـــــيرٌ أطاحــت بمنعتي

وغطــــى أديــــم الأرض نهــج القطيعة

وقـد كان فوق الشـمس مجــدك أمتــــي

علــــى زخرفٍ هانـــت لديـــه كرامتــي

وهـــدمت الأعـــــداء أســــوار قلعتـــي

وحرفـــــيَ فـي ســـجنٍ يكمِّم صرختــي

وزنــــديَ منهــــدٌّ لــــوهن عزيمتــــــي

وتهـــــدر فــــي غير الميــــادين طاقتي

     

إلهــــــي وهـــــذا الــذنب ذنبــــي فإننــي

وتبـــت فيـــا ربـــاه خذ بـــي إلى الهــدى

بســـطت إليـــك الكـــف والقلـــب ضارعاً

رجوتـــــك هــــــيء للمســـــيرة قائـــــداً

إمامــــــاً تمــــــــرس بالطبابـــــة مُلهَمــاً

يجــــــود علــــــى الــــــدنيا بظل عدالـــةٍ

وثبــــــت فــــــؤادي كـــــي أفــــيء لظله

 

جنيــــت علــــى نفســـي وخنت قضيتي

وســـدد علــــى درب الرشاد مسيـــرتي

أروم انعتاقـــــاً من متيهـــــي وضيـعتي

يضــــيء لنــــا درب الحيــــاة الوضيئة

عليمــــاً بـــأدواء النفـــوس المريضـــة

ويهــــزم جــــوراً حــــل في كــل رقعـة

رشـــــيداً حميــــداً مستـــنير البصـــيرة

     

إمــــامَ الهـــــدى للنــــور طـــال انتظارنا

تســـــاورنا ريــــــح الشـــــمال بقيظهــــا

ونحـــــن كمـــــا الأغنـــــام سيقت لربـوة

ضـــــعافٌ ولا حــــامٍ جيـــاعٌ ولا غــــذى

زحوف جيـوش الغـرب سَلّت «صــــليبها»

وقــــومي مــــع الأوغـــاد تجري خيولهم

 

ركوبــــاً علــــى أمــــواج بحر التشـتت

وتلفحنــــا ريـــــح الجنـــــوب بقســـوة

أحاطــــت بهــــا الذؤبان مـن كل وهـدة

فكــــل كلاب الأرض هاجــــت لقصـعتي

لصلـــب «هلالي» المستبـــاح وحرمتي

«وسائســــــها» لاهٍ بخمــــــرٍ وقينـــــة