مات التصبر في انتظارك

البريد الإلكتروني طباعة

 

مــات التصــبر في انتظـــــا

فانهـــض فمـــا أبقــى التحمل

قـــد مزقــت ثــوب الاســى

فالســــيف إن بــه شــــفاء

فســـواه منـهم ليــس ينعــش

طــــالت حبـــال عواتـــق

كـــم ذا القعـــود ودينكــــم

تنــعى الفــــروع أصــــوله

فيـــه تحـــكم مــن أبـــاح

فاشـــحذ شـــبا عضـب لــه

إن يـــدعها خفـــت لـــدعو

واطلـب بـه بـــــدم القتيــل

مــاذا يهيــجــك إن صــبرت

أتـــرى تجــــئ فجيــــعة

حـيث الحســين علـى الثـــرى

قتــــلته آل أميـــــــــة

ورضــيعه بـــــدم الوريــد

يــا غيـــــرة الله اهتفـــى

وضــبا انـتقــامــك جــردي

ودعــي جنـــود الله تـمـــلا

مـن حـامـل لـولـي الله مـالكـة

يـا بن الاولـى يقعـدون إن نهضـت

الخيـل عنـدك ملــتها مـرابطـها

هـذي الخـدور لها الاعـداء هـاتكة

لا تطهر الارض من رجس العدى أبدا

العـرم أعيـذ سيفك أن تصدى حديدته

قـد آن أن يمطـر الدنيـا وسـاكنـها

وإن أعجــب شـيء أن أبثـكـهـا

لاصـبر أو تضـع اليهجاء مـا حملت

هـذا المحـرم قـد وافتـك صـارخة

يملان سـمعك مـن أصـوات نـاعية

تنعـى إليـك دمـاء غـاب ناصـرها

مسـفوحة لـم تجـب عنـد استغـاثتها

حنـت وبيــن يديـها فتـية شـربت

موسـدين علـى الرمضـاء تنـظرهم

سـقيا لثـاوين لـم تبـلل مضـاجعهم

أفناهم صـبرهم تحـت الضـبا كرمـا

وخائضـين غمـار المـوت طافـحة

مشو إلى الحرب مشي الضاريات لـها

ولا غضـاضة يـوم الطـف ان قتلوا

فالحـرب تعلـم إن ماتـوا بـها فلقـد

أبـكيـهم لعـوادي الخيـل إن ركبـت

وللسـيوف إذا المـوت الـزؤام غـدا

قومـي الاولـى عقدت قدما مئـازرهم

عهـدي بهـم قصـر الأعمـار شبأنهم

مـا بـالهم لا عفـت منـهم رسـومهم

يـا غاديـا بمطايـا العـزم حمـلـها

عرج على الحي من عمرو العلى فأرح

وحـي منهـم خمـاة ليــس بأبنـهم

المشـبعين قـرى طـير السـما ولهم

والهاشـمين وكـل النـاس قـد علموا

قـف منـهم موقـفا تغـلو القلوب به

جفـت عـزائم فهـر أم تـرى بردت

أم لـم تجد لـذع عتبـي في حشاشتها

 

رك أيّـها المحيــــي الشـريـعه

غيــر أحشـــــاء جزوعــه

وشــكت لواصــلها القطيـــعة

قلــوب شــيعتـك الوجيـــعه

هــذه النفــس الصــريـــعه

فمتــى تكــون بـــه قطيــعه

هـــدمت قواعـــده الرفيــعه

وأصــوله تنعـى فـــــروعه

اليــوم حوزتـــه المنيــــعة

الارواح مذعنــــة مطيــــعه

تــه وإن ثقلـت ســـريـــعه

بكربــلا فــي خيــر شـــيعه

لوقــعة الطــــــف الفضـيعه

بأمـض مـن تــلك الفجيــــعه

خيــل العـدى طحنـت ضــلوعه

ظـام إلى جنــب الشـــــريعه

مخضــــب فاطلــب رضيــعه

بحميـــة الديـــن المنيــــعة

لطــــلا ذوي البغــي التليــعه

هـــذه الارض الوســــــيعة

تطـوى علـى نفثـات كلهـا ضـرم

بهم لدى الروع في وجـه الضـبا الهمم

والبيـض منها عـرا أغمـادها السـأم

وذي الجبـــاه ألا مشـحوذة تســم

مـا لـم يســل فوقـها سـيل الـدم

ولم تكن فيه تجلــى هــذه الغــمم

دمـاً أغر عليـه النقــع مــرتـكم

كأن قلبـك خــال و هـو محتــدم

بطلقـة معـها مــاء المخــاض دم

ممـا اســتحلوا بـه أيـامه الحـرم

في مسـمع الدهـر من إعوالها صـمم

حتى أريقـت و لـم يرفـع لـكم علم

إلا بـأدمـع ثكلـى شــفها الألـم

من نحرها نصب عينيها الضبا الخـذم

حرى القلوب على ورد الردى ازدحموا

إلا الدمـاء و إلا الأدمـع الســـجم

حتى مضــوا ورداهم ملـؤه كـرم

أمواجـها البيـض في الهامـات تلتطم

فصارعوا المـوت فيـها والقنـا أجم

صـبرا بهيجـاء لـم تثبـت لها قدم

ماتـت بها منـهم الأسـياف لا الهمم

رؤســها لم يكفكـف عزمـها اللجم

فـي حــدها هـو والأرواح يختصم

على الحميـة ما ضـيموا ولا اهتظموا

لا يهـرمون وللهيـابة الهــــرم

قـروا وقـد حملتـنا الانيـق الرسم

همـا تضيق به الاضـلاع والحـزم

منـهم بحيـث اطمـأن البأس والكرم

من لا يرف عليـه في الـوغى العلم

بمنعة الجـار فيـهم يشـهد الحـرم

بأن للضـيف أو للسـيف ما هشموا

من فورة العتب واسـأل ما الذي بهم

منها الحميـة أم قـد ماتـت الشـيم

فقد تسـاقط جمـرا من فمـي الكلم