ما الدليل العقلي والنقلي على عصمة النبي ص في الأمور الحياتية العادية
العصمة
منذ 15 سنة
ما الدليل العقلي والنقلي على عصمة النبي ص في الأمور الحياتية العادية
السؤال: أمّا بعد.. فإنّ جميع المسلمين ( شيعة وسنة ) يتفقون على أنّ الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ) معصوم في تبليغ الوحي الإلهي والأحكام الشرعية وكل ما يرتبط بالدين الإسلامي ، ولكن ما الدليل العقلي والنقلي على عصمته في الأمور الحياتية العادية ( التي لا تمس الدين ) ؟
فما الذي يمنع أن يخطأ في التوجيه لأمر لايضر الدين أو التشريع ؟
وإذا كان من رد ، فبمإذا تؤولون ما ورد من خطإِه مع ذلك الفلاح ؟
وهل وردت بعض القضايا التي تدل على خطئه من هذا الجانب في كتبكم المعتبرة ؟
وإذا وردت فكيف توجهونها ؟
الجواب : من سماحة الشيخ علي الكوراني
عقيدتنا في الأنبياء صلوات الله على نبينا وآله وعليهم جميعاً أنّهم معصومون في تبليغ الرسالة ، وفي كل سلوكهم من المعاصي الصغائر والكبائر ، قبل البعثة وبعدها .. وأنّ كل ما صدر منهم فهو خلاف الأوْلى وليس معصية.. وأنّ قريشاً والمنافقين اتهموا نبينا صلى الله عليه وآله بأنواع التهم ، وتبنّت أكثرها الحكومات لتبرر مخالفات الحكام.. ويكفينا للدلالة على عصمته صلى الله عليه وآله قول الله تعالى : {وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}(النجم/3 ـ 4)!!
ولو تفكرت في هذه الصفة العظيمة لعرفت أنّه معصوم في جميع منطقه ، في رضاه وغضبه ، وكل حالاته ، وأنّه لا يمكن تحقق العصمة في كلامه ، إلا بالعصمة في عمله .. وأنّ الذين ينفون عصمته في عمل ما ، فهم ينفون عصمته في كلامه ، ويكذبون الله تعالى في شهادته هذه لنبيه ، وتأييده له في كل حالاته!!!
ولو فكرت في الارتباط بين العصمة في الكلام والعصمة في العمل ، لعرفت أنّ العصمة في الكلام درجة أعظم من العصمة في العمل ، فمن كان معصوماً في كل حرف من منطقه ، فهو لاشك معصوم في كل فعل من أفعاله صلى الله عليه وآله ؟
التعلیقات