هل للإنسان الحرية في أن يختار أهدافه؟
الجبر والاختيار
منذ 15 سنةهل للإنسان الحرية في أن يختار أهدافه؟
السؤال : للإنسان الحرية في أن يختار أهدافه ، فلو كان هدفي أن أذهب للصلاة في المسجد الفلاني ؛ فإنّ الله قد قضى بأنّ هناك عدداً من الطرق التي تؤدي إلى ذلك المسجد ، منها ما يوصل للمسجد في أسرع وقت وقد يكون أأمن ، ومنها ما هو طويل ومزدحم ويستهلك وقتا طويلا للوصول للمسجد ، فلو قدت سيارتي للمسجد من الطريق الطويل المزدحم ( جهلاً مني أو لأي سبب آخر ( ، فقد يكون الله قد قدر أنني سأعمل حادثاً مروريا إن لم تكن قيادتي وقائية ، إلا إنّ هذا القدر ( وقوع الحادث ) قد يكون حتميا ، وفي هذه الحالة ، فإنّ العمل بالأسباب أوالدعاء أوالصدقة يكون له أثر مؤكد في دفع الحادث أو تخفيفه.
الجواب : من سماحة الشيخ محمّد السند
قاعدة القضاء والقدر بحر مظلم كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو بحث متشعّب معقد كثير الأقوال والنظريات ، إلا أنّ المعنى أجمالاً يتكون من عدة نقاط.
الأولى : صدور الأفعال من البشر عن قدرة واختيار.
الثانية : قدرة الباري على تلك القدرة الموهوبة للبشر ، وللمخلوق أقدر من قدرة المخلوق في تلك القدرة الموهوبة.
الثالثة : علم الباري الازلي بالأمور الكلية والجزئية بكافة تفاصيلها ومساراتها واحوالها المتبدلة على وقوعها وبعده.
الرابعة : إنّ علم الباري تعالى لا يسلب قدرة الاختيار عن العبد بل أنّ علمه متعلق بالفعل الصادر عن العبد اختياراً ، وعن قدرة وتمكّن .
الخامسة : قبل حتم القضاء والقدر وإبرامه مع أنّ الحتم لا يعنى إلجاء العبد على الفعل وسلب اختياره وقدرته هناك بحال لتبدل القضاء والقدر بحسب اختياره وقدرته هناك مجال لتبدل القضاء والقدر بحسب اختيار العبد كدفع الصدقة والدعاء والتوبة أو صلة الرحم أو إتيان حسنة ، وقد يكون العكس بقطع الرحم أو إتيان كبيرة أو معصية معينة ، فكل هذه الأمور قد تبدل في مجريات القضاء والقدر ، وإن كان كل ذلك داخل في دائرة علمه تعالى وغير خارج عنها كما هو في أم الكتاب ، لكنه تبدل في ألواح القضاء والقدر النازل ، وهو ما يسمى بالبداء الإلهي ، ولا يعنى ذلك القول بعدم علمه تعالى قبل التبديل .
ومن أهم أسرار القضاء والقدر والبراء ، هو بقاء المؤمن والعبد بين الخوف والرجاء ، وابتعاده عن القنوط واليأس والأمل والاغترار والتسويف في العمل.
التعلیقات